أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - شقشقة في الديمقراطية














المزيد.....


شقشقة في الديمقراطية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 23:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في ممارسات الدول التي سبقتنا طويلا في ممارسة الفعل الديمقراطي..كان الادراك الاولي لاهمية التعددية وادارة الاختلاف هو الخطوة الاولى في مسيرة ارساء المجتمع التداولي التعددي الحر..وكانت الشرارة دائما في الاحساس بقيمتها وقيمة رأي المواطن الفرد والاقرار باهمية ازالة الفوارق بين المواطن العادي والبسيط وبين المسؤول الكبير أمام القانون. لذلك نجد أن الديمقراطية قد ساهمت في احترام الحقوق الإنسانية لكافة الأفراد، ومن خلالها اصبح بإمكان أي فرد أن يعترض ويرفض ويعبر عن رأيه بحرية ويختار معتقده بدون خوف أو تردد من القمع أو التصفية.
فعلى الرغم من الاقرار المسبق باولية الديمقراطية في تحقيق الممارسة السياسية والوطنية السليمة و في الديمقراطية,ولكن يجب التسليم باهميتها من حيث كونها حاجة مجتمعية قبل ان تكون ممارسة سياسية,والاكثر اهمية هو انها تستمد شرعيتها ومبررات قيامها من مدى الالتزام الأدبي الذي يفرض على المواطن ووعيه التام بمشاركته في القرارات التي تسعى للتعبير عن الإرادة العامة والتي تستهدف الصالح العام. وتفتح المجال للمنافسة الشريفة بين الأفراد والأحزاب في العمل السياسي.
وهذه الذهنية الديمقراطية لم تنتعش الا بفضل جميع الذين أصرّوا على ممارسة حقهم الواعي بالحياة إصراراً في وجه سلطات مفرطة الوثوقية برسالتها الالهية التي تدعوها للاستئثار بمفاصل الحكم.وكان اصرارهؤلاء الرواد هو النبع الذي اغترفت منه الجماهير المقهورة والتابعة القدرة على الجدال والاحتجاج بحقوقهم السياسية والانسانية مع الذين يقبضون على زمام الموارد الاقتصادية والسياسية والثقافية ومن باب التساوي معهم في مبدأ الحقوق والواجبات..وعلى هذا الأساس فأن الديمقراطية لا تقتصر على مجموعة من الضمانات الدستورية، بل إنها نضال تخوضه ذوات فاعلة،في ثقافتها وبحريتها،ضد هيمنة سلطة النظام.بغض النظر عن انتماءاتها الفئوية والايديولوجية,ومن منطلق الاحساس بالمواطنة الحرة المتساوية..
وهذا الفرد الواعي بمصادر قوته الذاتية,يستند في نضاله من اجل الديمقراطية على حقه الاصيل في التعبير عن ثقافته وذاته الحرة ضمن التعددية المشكلة للمشهد السياسي والاجتماعي للفضاء الوطني الاعم والاشمل.وعدم الوعي بهذه الذات هو المنزلق الاول الذي تتوحل فيه اقدام المجتمع تجاه مهاوي التفرد والاستبداد..
فالمهمة الكبرى للديمقراطية هي مسألة الدفاع عن التنوع ضمن الثقافة الوطنية الجامعة والعمل على تحقيق المناخات المنتجة والمديمة لهذا التنوع.والسعي المستمر الى حماية التعددية الفكرية والثقافية لافراد المجتمع ضمن مظلة الوعي الجمعي بالانتماء الى الاطار الوطني الشامل والجامع,والتفهم المعترف بالخصوصيات الثقافية والمعتنقات الفلسفية لافراد المجتمع,لأن الديمقراطية ستصبح مفهوم فارغ في حالة عدم الاعتراف بتنوع المعتقدات والأصول والآراء والمشاريع وتنكر وخيانة لمبداها الاساس في الجمع بين الوحدة والتنوع، بين الحرية والالتزام.
أن الأنظمة الشمولية والديكتاتورية وذات البعد الواحد، تمارس استبدادها ضد طبقات المجتمع من خلال تغييّب الحريات الشخصية والسياسية،واستهداف التعددية من خلال الترويج لهوية وطنية ملتبسة تمثل متبنيات النظام وتعميمها على كافة اطياف الشعب بحجة الوحدة القومية والوطنية,والتموضع مع هذه الشعارات في مواقع اعلى بكثير من الفضاءات التي تتتح للفرد التمتع بحقه الاصيل في ممارسته الواعية للذات ,وبنفس القدر الذي تمنعه من النقد والتصويب,وادارة الحوار العام حول السياسات والتفضيلات.ويكون المواطن ضمن هذا الاطار من موارد السلطة وممتلكاتها,ومن المكملات لفكرة النظام النقي الموحد..ومن أجل ذلك كان العمل الديمقراطي هو تحرير للأفراد وللجماعات الذين يتحكم بهم منطق السلطة،ولذلك كانت الديمقراطية في الطرف الآخر الاقصى عن سياسات الاقصاء والتفرد ورفض التنوع وقبول الآخر ..وهي النقيض لشعارات التقديس والتمجيد وعبادة الذات الزائفة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - شقشقة في الديمقراطية