مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 20:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من ركائز الأنظمة الديمقراطية ان الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطة الشرعية، الفصل بين السلطات، التداول السلمي على السلطة، التعدّدية الحزبية، ضمان حريّة المعتقد والتعبير والتظاهر، احترام حقوق الإنسان، احترام حقوق الأقليّات والضعفاء، مراقبة الحكاّم والتأثير عليهم. محور اهتمام الديمقراطية اذا هو الفرد، اذ انّ كل هذه الآليات تسعى الى ضمان رفاهية الفرد بقطع النظر عن انتمائه الفكري والديني... على عكس الأنظمة الديمقراطية نجد الأنظمة الفاشية التي لا يكون للإنسان فيها اي قيمة، فقط ما له قيمة هي الإيديولوجيا، ولا يكتسب الفرد اي قيمة خارج هذه الإيدولوجيا.
ينتمي الإسلام من خلال تعاليمه وتشريعاته الى الصنف الثاني من الأنظمة: اي الأنظمة الفاشية اذ لا قيمة للفرد الاّ اذا كان مسلما لذلك يعاقب بالقتل كل من يرتدّ عن الإسلام. كذلك لا وجود لحريّة تعبير في الإسلام اذ انّ كل من ينقد الإسلام او محمد يعرّض نفسه للقتل. لا وجود لتداول سلمي على السلطة اذ ان البيعة مدى الحياة وهي لا تنقض الاّ بالموت، رأي الأغلبية ليس له اي قيمة لأنّ "أغلبهم لا يعلمون، أغلبهم لا يفقهون..." كما يقول القرآن.
يكذب الشيوخ على الناس فيقولون ان في الإسلام ديمقراطية او الشورى كما يسمونها. وهذا في الحقيقة كذب كبير لأنه حسب الإسلام ليس لكل الناس الحق في الشورى، اذ لا حق في الشورى لغير المسلم (مسيحي، يهودي، لا ديني)، وهذا تمييز على أساس الدين وهو امر مرفوض حسب الديمقراطية فكيف تكون الشورى مساوية للديمقراطية؟ تستثني الشورى كذلك النساء وهذا تمييز على اساس الجنس، كذلك تستثني الشورى السفهاء، الفجرة والفسقة (على اي أساس يمكن ان نعتبر انسانا فاجرا او فاسقا؟) في حين ان في الديمقراطية لكل الناس الحق بالإدلاء بأصواتهم، حتّى انّ المساجين لهم الحق في ذلك.
بإختصار الشورى في الإسلام خاصّة بما يسمّى مجلس الحلّ والعقد وهو متكوّن من الشيوخ (العلماء الربّانيون) وكبار القادة (اي الحكّام)، الى جانب ذلك فالشورى غير ملزمة للحاكم فالحاكم بإمكانه ان يشاور جماعة من الناس دون ان يأخذ برأيهم. الشورى كذلك لا تطبّق على الأحكام الشرعية لأنه لا تشاور على حكم شرعي.
فهل الشورى هي الديمقراطية؟ اوليس الإسلام هو الفاشية؟
------------------
لقراءة المزيد في الموضوع وفي مواضيع أخرى، الرجاء زيارة مدونة الكاتب:
http://chez-malek-baroudi.blogspot.com
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟