|
تدمير الاقتصاد والجيش السوري هدية الاخوان المسلمين لاسرائيل
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 20:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد خافيا على أي مراقب يتابع بموضوعية وبعيدا عن تاثيرات الفضائيات العربية التي تمولها مشيخات النفط والغاز مجريات الصراع الدائر بين النظام السوري وبين ما يسمى بالمجلس الوطني السوري المعارض ان جماعة الاخوان الملتحين السوريين قد احكموا سيطرتهم على المجلس مثلما فرضوا عليه اجندتهم المتمثلة بعدم التحاور مع النظام السوري وبمواصلة الحرك الشعبي والعمليات المسلحة التي ينفذها ما يسمى بالجيش السوري الحر وتصعيدها حتى يتم اسقاط النظام ، اضافة الى محاسبة رموزه عن الجرائم التي اقترفوها وراح ضحيتها الالاف من المواطنين السوريين ،كذلك لاتخفى على أي مراقب هيمنة الاخوان الملتحين على الجيش السوري الحر رغم مزاعمه القائلة بانه يتشكل من جنود وضباط انشقوا عن الجيش النظامي السوري ويان المهمة الرئيسية للجيش المنشق هو توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ضد بطش النظام، وهي مزاعم باطلة وتدحضها الكثير من الشواهد والادلة التي توكد انه جيش اخواني محض ونستطيع ان نلمسها ونرى تجلياتها في ا الصبغة الاسلامية الوهابية لهذا الجيش سواء في اسماء القادة المسلمين التي اطلقوها على كتائب وسرايا الجيش مثل كتيبة الفاروق التي لم تخجل من تطهير مدينة حمص من سكانها المسيحيين بعد ان مارست عملية الذبح ضد بعض العائلات المسيحية‘ وكتائب القعقاع وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد الخ ‘وفي اطلاق الجنود للحاهم كما نلمس صبغته الاسلامية في تكبيرات "الله اكبر " وما رميت فالله رمى " التي نسمع صيحاتها تنطلق مدوية من حناجر الجنود اثناء هجماتهم ضد قوات النظام السوري اذا لم تصدقوا فانا ادعوكم لمشاهدة النشرات الاخبارية التي يبثها الجيش الاخواني الحر وجبهة نصرة اهل الشام على مواقعهم على شبكة الانترنت ، واطلاق تكبيراتهم بعد احراقهم لدبابات وطائرات او اية معدات للجيش السوري ، كما نسمعهم يجلجلون بها بعد تنفيذهم احكام الاعدام بجنود وضباط " جيش الاسد" و بالمتعاونين مع النظام وكأن الذين وقعوا باسرهم ليسوا من جلدتهم بل جنود صهاينة ، وهل لديهم الجراة اصلا في التعامل مع الاسرى الاسرائيليين بهذه الطريقة الهمجية ؟؟؟ فلو كان غالبية جنود وضباط الجيش السوري الحر هم من الجنود والضباط المنشقين وليسوا من مرتزقة الاخوان الملتحين لما رايناهم يتصرفون على نحو مغاير للتثقيف العقائدي الذي تشبعوا به اثناء انخراطهم في الجيش النظامى وبالتالي لما راينا في صفوف الجيش الحر جنودا ملتحين ولا جنودا يكبّرون كلما قتلوا احد من اخوتهم في الجيش النظامي او دمروا معداته ،، ولما اعادوا عقارب التاريخ مئات السنين الى الوراء كي يطلقوا اسماء القادة العسكريين للجيوش الاسلامية بل اطلقوا عليها اسماء قادة الثورات السورية ضد الاستعمارين العثماني والفرنسي تاكيدا للهوية والتوجهات الثورية للجيش الحر وتمثيله لكل الطوائف السورية ودفاعه عن مصالحها ، ثم لو كانوا جنودا منشقين ولم يكونوا من الاخوان الملتحين الذين ارتدوا اللباس العسكري للجيش النظامى تمويها لهويتهم الاخوانية وتضليلا للراي العام فهل كانوا يتورطون في اعمال اجرامية كتلك العمليات الانتحارية التي قاموا بتنفيذها ضد مواقع السلطة الواقعة في مناطق ماهولة بالسكان والتي راح ضحيتها الالاف من القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين السوريين ؟؟؟ وهل كانوا يدمّرون مراكز ردارات تقع قريبا من حدود سوريا مع الجولان المحتل وتم اقامتها هناك من اجل رصد تحركات طائرات سلاح الجو الاسرائيلي في حالات الاقلاع والهبوط ورفع درجة الاستنفار في سلاح الجو الاسرائيلي ؟؟ واخيرا لو كان الجيش الحر من الجنود المنشقين الذي يخوض حربا ضد النظام بهدف الاطاحة به ومن ثم اقامة نظام ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية ويكفل الحريات العامة والتعددية السياسية وتداول السلطة ، فهل كانت الامبريالية الاميركية ومعها حكام مشيخات قطر والسعودية يهبون لمساعدته بامداده باحدث الاسلحة والمعدات فضلا عن تسديد السعودية لرواتب كافة مجنديه ؟ وهل كان مديرالمخابرات الاسرائيلي السابق يشكل تنظيما من اجل دعم الثورة السورية والجيش السوري الحر.. ؟وهل كانت هيلاري كلنتون تقيم لطمية كل يوم للنواح على ضحايا النظام او تؤلب اعضاء مجلس الامن من اجل استصدار قرار يقضي بالتدخل العسكري ضد النظام السوري ؟؟ في البلاغات العسكرية التي تصدر يوميا عن الذراع العسكري للثورة الاخوانية يتباهى قادة الجيش الاخواني " بالخسائر الفادحة التي يتكبدها جيش الاسد نتيجة عملياتهم العسكرية الموجهة ضده " ولا يخجل هؤلاء الملتحون من القول بان حصيلة عملياتهم الارهابية ضد الجيش السوري قد اسفرت حتى كتابة هذه السطور عن مقتل ما يناهز6 الاف من جنود وضباط الجيش النظامي ، وبنبرة لا تخلو من التشفي والحقد يتباهون بتدمير ربع السلاح المدرع السوري !! اما كان اولى بقادة الجيش السوري الحر اذا كان كما يزعمون يقاتل ضد جيش النظام من اجل اهداف نبيلة مثل نشر الحرية والديمقراطية في ربوع سوريا اما كان اولى به ان يوجه بنادقه ضد التناقض الرئيسي المتمثل بقوات الاحتلال الاسرائيلي على الاقل لاحراج النظام باظهاره امام الراي العام بانه لا يطلق فشكة واحدة ضد قوات الاحتلال فيما الجيش الحر يخوض حرب عصابات ضدجيش الاحتلال الجاثم على ارض الجولان ، ولا ننسى في السياق ان نؤشر بان الجيش السوري الح قد دمرت العشرات من الدبابات وطائرات الهليكوبتر التابعة للجيش النظامي " جيش الاسد " باستخدامه صورايخ متطورة وحديثة ومضادة للدبابات كان الجيش الحر قد حصل عليها من الدولة الاستعمارية فرنسا ، ولولا هذه الصواريخ التي قدتها الدولة الاستعمارية لماتمكن هذا الجيش الحر من تدمير هذا العدد الكبير من الدبابات ، والى هذه الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش السوري فقد بينت احصاءات رسمية سورية بان خسائر سوريا في البنية التحتية والمرافق الخدمية والصناعية مثل تدمير اجزاء من خطوط نقل الغاز والنفط وتدمير مصفاة تكرير البترول في حمص ومئات المصانع والورش الصناعية ولالاف المباني السكنية والحكومية في مدن حمص وحماة وادلب ودير الزور وغيرها التي كانت تتحصن فيها عصابات الاخوان الملتحين المسلحة ثم قاموا بتدميرها قبل الانسحاب منها بغرض احداث شلل اقتصادي يمهد الارضية لاسقاط النظام اضافة الى الحصار الاقتصادي العربي الذي فرضته الجامعة العربية على سوريا تنفيذا لاملاءات حكام السعودية وقطر قد تجاوزت الحمس مليارات دولار . وهنا يثور سئوال : اذا كان الهدف من هذه الثورة الشعبية المزعومة هو الاطاحة بالدكتاتور المستبد والفاسد بشار الاسد فلماذا يكون تدمير البنى التحتية والمرافق الخدمية ومعدات الجيش السوري هو الوسيلة الكفيلة بالضغط على هذا الدكتاتور كي يتنحى عن كرسي الحكم وهل يستحق الشعب السوري ومثله الجيش ان يتكبد مثل هذه الخسائر الفادحة ؟ لقد ابدى النظام امام كوفي عنان وامام حلفائه الروس والصينيين استعداده للتحاور مع المعارضة السورية وصولا الى حل سياسي للازمة السورية ، فلماذا لا يبادر رئيس واعضاء المجلس الوطني السور ى الى الجلوس على طاولة مستديرة للتحاور مع النظام حول هذا الشان ؟او يربطون الحوار بشرط قبول النظام بمبدا الاحتكام الى صناديق الاقتراع من اجل انتخاب مجلس الشعب ورئيس الجمهورية تحت اشراف الامم المتحدة وخلال فترة يتم الاتفاق عليها ؟ عندما يرفض المجلس الوطني السوري او بالاصح جماعة الاخوان الملتحين التحاور مع النظام بحجة ان يدية ملوثة بدماء الابرياء السوريين وعندما يرفضون الاحتكام الى صناديق الاقتراع فهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان المجلس لا يستند الى قاعدة جماهيرية تؤهله للفوز بمقاعد مجلس الشعب وبمنصب رئيس الجمهورية كما تدل بان الجلس لا يتمتع باي سلطات وصلاحيات لاتخاذ مثل هذا القرار‘ وان الجهة المخولة بذلك تتمثل في اردوجان واوباما وخادم الحرمين الشريفين وحاكم مشيخة قطر، ولهذا لن تتوقف عصابات الاخوان الملتحين عن عملياتها العسكرية الموجهة ضد الجيش السوري والمرافق الاقتصادية السورية الا عندما تنجز مهمتها في تدمير الدولة السوري جيشا ومرافق اقتصادية وعندئذ لا فرق عند الادارة الاميركية لو بقي الدكتاتور بشار الاسد قابضا على مقاليد السلطة او حل محله دكتاتور اخونجي يتشدق بمفردات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسية والدولة المدنية ثم لا يلبث ان ينقلب عليها مستخدما الارهاب الديني، لان ما يهم الادارة الاميركية في الدعم الذي تقدمه للثورة الاخوانية السورية هو تدمير الدولة السورية واضعاف دورها المحوري في المنطقة العربية وضمان امن اسرائيل عبر تدمير الجيش والاقتصاد السوري . وفي النهاية لا يبقى الا ان اردد مع الاخوان الملتحين " تكبير اللهم دمربسواعد جنود الجيش الحر جيش الاسد السوري وشتت جنوده شذرا مذرا ، تكبير اللهم اعضد جيشك السوري الحر في مسعاه الهادف لتدمير الاقتصاد السوري ولو لزم الامر بارسال نجدة من الملائكة ، تكبير لا تحرم اللهم عبدك اوباما من جنات النعيم جزاء لدعمه للجيش الحر ، تكبير رسخ اللهم حكم الملك السعودي عبدالله وقو من غزائمه وزد من غنائمه النفطية كي يكون ذخرا وسندا للعرب والمسلمين ، تكبير استجب لنا يا رب ولب دعوتنا انك ارحم الراحمين .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل توجه مرسي العياط الى السعودية لتقبيل يدي خادم الحرمين الش
...
-
رغم ازمته المائية والمالية الاردن اصبح ملاذا للاجئين السوريي
...
-
انتخاب ابو سكسوكة مرسي حدث تاريخي وفريد من نوعه !!!
-
الله اكبر ولله الحمد فوز مرسي سيعجل بتحرير فلسطين والاندلس
-
تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي
-
محاكم التفتيش السلفية تنفذ احكام الاعدام في مواطنين خالفوا ت
...
-
اوباما يامر بشن هجمات ضد الجيش السوري دعما للجماعات الاخواني
...
-
حكم الفلول لمصر ولا حكم الاخوان الملتحون
-
هزيمة حرب حزيران سنة 67 من المسئول : نظام عبدالناصر ام النظا
...
-
بشار الاسد فشل في مواجهته للعصابات الاخوانية المسلحة فهل يبا
...
-
تمكينا لدين الله انتخبوا المرشح الاخونجي ريّسا لمصر
-
يا للمصيبة المهببة اخونجي رئيسا على 85 مليون مصري !!
-
بنك اسلامي اردني يفصل موظفة رفضت التحجب
-
صوتي ساعطيه للمرشح حمدين الصباحي
-
خبر سار سيفرفش له سلامة كيلة
-
سلامة كيلة وباراك يتفقان على ضرورة التخلص من بشار الاسد!!!
-
الاردن منطلقا لمناورات الاسد المتاهب فهل هي خطوة باتجاه افتر
...
-
احدث ابتكارات الاخونجية : المرتديلا والديمقراطية الاسلامية
-
خطة كوفي عنان انتهاك للسيادة السورية ومالها الفشل
-
من اولويات الاخوان الملتحين اصدار قانون يبيح للازواج نكاح زو
...
المزيد.....
-
الرئيس الفلسطيني يصدر إعلانا دستوريا لتحديد آلية انتقال السل
...
-
عاجل | سرايا القدس-كتيبة طولكرم: مقاتلونا أطلقوا النار على ق
...
-
مبعوث ترامب لأوكرانيا.. مع إنهاء الحرب أم استمرار الدعم لكيي
...
-
فريق ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لنقل السلطة
-
هجمات وقنابل.. فريق ترامب يتعرض لـ-تهديدات مجهولة المصدر-
-
مصر تعلن عن التعاون مع قطر في -مشروع مهم للغاية-
-
مصادر في الاستخبارات الأمريكية: استخدام روسيا للنووي غير مرج
...
-
بايدن يستعد لتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 725 مليون دولار لأوك
...
-
الحكم على كاتب جزائري بالسجن المؤقت بتهمة التخابر
-
وقف إطلاق النار في لبنان هو هدنة، وليس حلاً للشرق الأوسط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|