|
الاكتشافات العلمية و تاثيراتها على العقلانية في الفكر و الفلسفة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 14:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربما يقول البعض ان الجهل باي شيء يزيد من التكهنات و الاحتمالات في وصفه و تفسيره و بيان حقيقة جوهره، و كلما اكتُشف ما يوضح المكنون و المظهر اكثر من القبل كلما ازداد اليقين في بيان حقيقة امر المبحوث و جوهره، و هذا ينطبق على الالغاز الكبيرة ايضا و منها التي اصبحت موضع نقاش و بحث خيرة العلماء و العباقرة العظام و الجهابذة الخيرين، و منها؛ بداية الكون و كيفية خلقه او ايجاده و الدوافع و الجزئيات المهمة لتطوره، و تعمقت العباقرة في هذا المسار الحساس الصعب و صرفوا جل حياتهم في البحوثات المختبرية الدقيقة عن الجزئيات غير الواضحة التي عرقلت الوصول الى اليقين في بعض النظريات العلمية في هذا المضمار، و كان مهامهم الوصو الى ل ما خير الانسان و الاكتشافات الجديدة تطون دائما و الاخيرمنها هو لخير البشرية و تنوير عقولهم من اجل حياة اصح و اسلم، و تراكمت في هذه الساحة الكثير من المعلومات و العلوم الخاصة بهذا الهدف ، و توصل العالم بفضل جهودهم لنسبة معينة من سمو العقل واستعلاء في قدرة العقلية المفكرة و التوجه العقلاني و الواقعية في البحث لماهو العميق المعقد الغامض في هذه الابحاث . و الحقائق تحتاج لدلائل دامغة عن صحة النتائج و التوجه ، و يمكن هذا بفضل وجود اليات بحث و دلائل مقنعة و نتائج عينية مادية حقيقية لبيان ما يمكن الوصول اليه من المطلوب لغرض البحث و الخروج بالاصح، و يحتاج هذا دائما الى الاضافات المستفيضة لترسيخ الايمان باصحية و سلامة النتيجة و بيان نسبة معينة من ما يمكن ان توصف بالحقيقة لحين تلك اللحظات من العملية التي يمكن ان نصل فيها الى اليقين . كما هو المعلوم، ان التوجهات و الافكار و الاعتقادات التي بنيت بسلاسة على مسار التاريخ تركزت على المتناقضين المخالفين للبعض دائما و الى حد هذه اللحظة (لا نتكلم هنا عن الطواري في مراحل ما ) في اكثر الاحيان و الناكرين او النافين للبعض في احيان اخرى، اي؛ و ان تدخلت الجدليات و التوافقات العلمية الجديدة من الديالكتيك لتوضيح تركيب المادة و الكون و في بعض الحالات توفيق ما بين اللتان يمكن ان تسميا بالقوتين المتناقضتين العريقتين ، الا ان الاساس او النواة الاولية التي تمكٌن الاولون البناء عليها انبعثت من النظرة او الفكر او عقلية المرء و نظراته الى الحياة المبنية على مستوى علمه و عقلانيته و تفكيره و مبادئه المكتسبة، و من بين الافكار نظرته الى الكون و كيفية خلقه او انبعاثه بعيدا عما هو خيالي او غير موجود. تكلم الكثيرون عن هذه الامور باشكال و لاغراض متنوعة، انتقدهم الاخرون من جهة و دعمهم غيرهم و اضاف اليهم الاخرون من جهة اخرى، و كلهم عملوا نتيجة دوافع معينة، الا ان اكثرية العلماء كان وراءهم العقل و الدافع الانساني كثيرا. لم يكن لهذه النظريات التي اكتشفت المبحوثات متكاملة او غير ناقصة، او غير قابلة للطعن الجزئي او الكلي . الا ان المنطق و الدلائل العلمية المستنتجة بعيدا عن الخيال و السفسطة اثبتت و دعمت ماموجود و ما يمكن ان يحققه العلم بالكمال و التمام يوما ما، و النتيجة الحاسمة القاطعة تاتي بعد استكمال النواقص و الثغور كما هو حال بعض النظريات الكبرىالتي اثبتتها باليقين الاكتشافات الجديدة . و ان اصبحت نظرية التطور موضعا تحت رحمة انتقاد المثاليين من فقدان مرحلة وسطية فيها في بداية نشرها الا ان اكتشاف المرحلة المفقودة و ما يثبت ذلك من تسلسل الحياة و اصل الانواع اخرس المنتقدين . فالاكتشافات المتتالية اثبتت باليقين اصل و محتوى النظرية الحياتية . فان فقدت خطوة بسيطة من تلك النظريات المادية العميقة البحث بداية، و منها ماذهب اليه انيشتاين و مؤآزريه، فاستغل الكثيرون ما يمكن ان يصنع الشكل في حلقة الوصل الاساسية من الانفجار الكبير ليسالوا من الخبث كان او من مثالية عقليتهم؛ عدم وجود الزخم او الكتلة التي تختلف عن غيرها او ما يمكن الاشارة الى مصدرها و تبعث الى الاخريات بالكتل المطلوبة، فباكتشاف جزيئة (هيجز ) و اثباته لم يبق امام المنتقدين الا الخضوع لحقيقة الامر او التحايل بالاقوال الخيالية ، لتطابق خصائص هذه الجزيئة مع بوزون الحلقة المفقودة من الجزيئات الاولية، الجزيئة التي تعطي لكل الجزيئات الاخرى عند البداية، او ما يمكن ان نسميه لحظة الانفجار الكبير و لتلك الاجزاء الصغيرة جداجدا من الثواني ، فرضية البنية الاساسية للمادة. و هذا ما يضيف اعظم اضافة علمية مهمة للنظرية العلمية المادية لايجاد و خلق الكون و بناءه . و عليه لم يبق امام صراع ذلك التوجهين المبنيين من بداية تفكير العقل الانساني وقتا طويلا جدا، الا الاعتراف بالحقيقة، معا، و به يمكن ان يسيطر المنطق الصحيح النابع من العقلانية في التفكير . و ما تنجز عليه من الفلسفة الحقيقية لبنية الكون و الحياة، و كلما اكتُشِف الاكثر من هذه المطلوبات و الدلائل لخفت تاثيرات الخرافيات و التخيلات الباطلة البعيدة عن الحقيقة في عقول الناس . المستقبل لكاشف لما هو الاصح بعد بيان و توضيح ما يمكن ان يصل اليه العقل البشري من التفكير العقلاني الذي لا يمكن استنتاج ما يفيد الانسانية من التخلف و الجهل او البناء عليهما الا في الخيال و التخرف . ان العصور المقبلة تكون لمرحلة حاسمة في الحياة البشرية و نظرة الانسان و تفكيره و ما يمكنه بناءعقليته عليه و ممارساته و اشاراته الى الكون و الحياة فيه .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقع الكورد عند الصراع الروسي الامريكي في هذه المرحلة
-
كيف تُستنهض العلمانية في منطقتنا ؟
-
ما بين مليونية ساحات التحرير و الكربلاء و الكاظم
-
مصر، أُم الثورات، الى اين ؟
-
السكوت المطبق لمثقفي العراق!!
-
كيف يخرج الكورد من الازمة العراقية معافيا بسلام
-
الجوانب الايجابية و السلبية لسحب الثقة عن المالكي
-
هل اهدر المالكي فرصة تجسيد الديموقراطية في العراق ؟
-
الى متى تستمر الازمات العراقية المتلاحقة ؟
-
حتى الحمار فرض احترامه على الكورد و غيره لم يتمكن !!
-
التخوف من مصير ثورات العصر له مبرراته
-
الوضع العراقي بحاجة الى الحلول الجذرية
-
طبيعة و تركيب الطبقة الكادحة في منطقتنا
-
المطالبة بحق تقرير المصير على ارضية الخلافات !!
-
الزاهد العلماني هو المنقذ
-
هل الوقت ملائم لأعلان دولة كوردستان المستقلة ؟
-
هل مجتمعاتنا تصنع الذئاب لتحكمها دائما؟
-
مايؤخذ على تعميم ارتداء الثياب الكوردية في عيد المراة العالم
...
-
حتمية مرور ثورات الشرق الاوسط بالفصول الاربعة
-
ما هي رهانات الشباب في العراق اليوم ؟
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|