محمد بقوح
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:10
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
لنترك الهامش يفكر و يتكلم. لماذا نعتبر دوما النص الفكري و الثقافي ببعده المتداول و السائد، هو الوحيد من حقه أن يفكر و يخاطب جمهور القراء، من أجل إقناعهم بفكره و تصوره للإنسان و العالم ؟ إنه المشروع الفكري و الفلسفي الكبير الذي بدأه الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، حين كرس حياته الفكرية و الفلسفية للكتابة عن ظاهرة "المهمّش المجتمعي"، و خاصة ظاهرة الجنون و علاقتها بالسلطة و قضايا المجتمع الأخرى غير المعلنة.. و هو نفس الطريق الذي واصله و سار عليه مواطنه الفيلسوف جاك ديريدا، من خلال العديد من كتاباته التفكيكية الفلسفية، التي يعتبر كتاب ( مواقع – حوارات ) من أبرزها. باعتبار أن ديريدا يسمح للهامش هنا.. الذي هو خليط من النصوص الحوارية الفلسفية و الثقافية و الفكرية و الأدبية و البلاغية، أن تفكر و تحلل و تفكك و تجادل في قضايا المجتمع، بعيدا عن الطرح الوصفي المكرور، و المكرس لما هو سائد و مهيمن. و بالتالي فالنص الكتابي مهما كان جنسه، حين يفكر من خلال و عبر ما هو هامشي في مجتمع الناس، يكون بذلك أقرب إلى الرؤية الفلسفية المراهنة، على تحقيق إبداعية الكتابة المجتهدة و المختلفة. و الإبداعية لا يتم تحقيقها دوما بالنص الشعري أو النثري أو الفلسفي و كذا الحواري – كما هو الشأن بالنسبة للكتاب الذي نحن بصدده - ، و لكن تحقق أساسا بفعل الخروج من "دائرة النص" الفكري المهيمن و المتداول. الخروج الذي يعني هنا التمرد البناء و الإيجابي على الأشكال الكتابية و الفكرية التقليدية و الأساليب المعرفية النمطية في طرح المسائل الفكرية و الفلسفية، من النوع المتميز الذي طرحه و ناقشه ديريدا في حواراته المعنية داخل كتابنا هذا. الكتاب المختلف في معارفه و منهجه، و الذي أثار فيه الكاتب العديد من المسائل الفلسفية و الفكرية المرتبطة بقراءته لبعض صناع الفكر مثل: أفلاطون و جون جاك روسو و هيغل و أرطو و باطاي و هيدغر..
و الكتاب ( مواقع – حوارات ) صدر عن دار توبقال المغربية – السلسلة الفلسفية – عام 1992. من ترجمة الكاتب السوسيولوجي المتألق فريد الزاهي، في 92 صفحة – الطبعة الأولى .
#محمد_بقوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟