|
السيادينيون .. وخطيئة العسكري !
محمود قاسم أبوجعفر
كاتب وباحث وشاعر
(Mahmoud Qasim Abu Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" فصل المقال " السيادينيون .. وخطيئة العسكري !
- يخطئ من - يظن - مجرد الظن ، أن هناك فرقاً - من حيث الفكرالديني - بين " السيادينيين " ، من أولي اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة ، أو إن صح التعبيرقوى التأسلم السياسي كالسلفيين ، أو جماعة الإخوان المسلمين ، أو الجماعة الإسلامية ، أو - حتى - تنظيم القاعدة ، ممن يتقنون فنون مزج الدين والسياسة في إناء واحد ، ذلك لأن " الهوة " متقاربة ، وقد تكون - قاب قوسين أو أدنى - من حيث فكر ، وأهداف تلكم التيارات المتأسلمة ، المتطرفة ، المتعصبة ، فبالرغم من تباين بعض القضايا - الفرعية - فيما بينهم ، إلا أنهم - جميعاً - يتفقون ، من حيث الجوهر والمضمون ، على قلب رجل واحد في الدموية والعدوانية والخلاص من الآخرين الذين يناهضونهم الرأي فحسب ، وبلا ريب ، فإن من أبرز أهداف تلكم الجماعات المتطرفة ، هو فرض عقيدتهم المتطرفة ، وفكرهم الشاذ - كرهاً - حيال المجتمعات المتباينة ، معتقدين - خطئاً - ، أنهم - وحدهم - على صواب ، وما عداهم بعيدون عن الصواب والحقيقة .
- وعلى الرغم من أن المجلس العسكري الحاكم في وطننا ، يعي - جيداً - التاريخ العدواني ، الدموي ، الطائفي لمثل تلكم الجماعات المتأسلمة المتطرفة ، إلا أنه قد تحدى إرادة الأمة وانتهك وحدتها ، حينما قرر دعمهم ، ومنحهم - عنوة - الشرعية السياسية ، من خلال موافقته على تأسيس حزب " الحرية والعدالة " ، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ، المحظورة سابقاً ، هذا بالإضافة لحزب " النور " السلفي ، المنبثق عن التيار السلفي المتشدد ، في سياق يتعارض - جذرياً - وقانون مباشرة الحقوق السياسية ، والذي يندى له الجبين ، أن قيادات المجلس العسكري الحاكم ، يعلمون - يقيناً - أن من بين أبرز شروط تأسيس الأحزاب السياسية المصرية ، أن لا تقوم على أساس الدين أو العرق أو الجنس ، على حد سواء ، وبالرغم من ذلك ، فإن قيادات المجلس العسكري الحاكم ، قد - تحايلوا - وتآمروا وانتهكوا قانون مباشرة الحقوق السياسية ، حينما ساهموا في إنشاء عدد من ا|لأحزاب السياسية الدينية الماسونية ، التي تدعوا لاستخدام العنف حيال من يختلفون معهم في العقيدة والفكر والمذهب ، كحزب الحرية والعدالة ، وحزب النور ، وحزب الوسط ، والمثير للجدل والتساؤل أن المجلس العسكري قد اكتفي - فقط - بالموافقة على أسماء وشكليات تلك ا|لأحزاب الطائفية ، دون النظر أو الإشارة لجوهرها ومضمونها الحقيقي البغيض ، وهذا في تقديري - إن دل فإنما يدل ويؤكد على مدى استخفاف قيادات المجلس العسكري بألباب وأفئدة المواطنين المصريين البسطاء ، ناهيك عن استخفافهم - المفرط - بأذهان وعقول قيادات وأعضاء القوى السياسية المتباينة ، من أبناء وطننا .
- والذي لا يدع مجالاً للشك ، أن التاريخ لن ينسى - بأي حال من الأحوال - تلك السقطة " السياسية الخاطئة ، التي ارتكبها المجلس قادة المجلس العسكري في حق وطننا ومواطنينا على حد سواء ، ولن يغفر له هذه - الخطيئة - العظمى التي اقترفها عن عمد وإصرار في حق تاريخ أمتنا وحضارتنا العريقة ، وسيدفع المجلس العسكري - عاجلاً أو آجلاً - ثمن ذلك " الجرم " السياسي الفادح الذي ارتكبه في حق دينه ووطنه ، لذا ، فإنني أناشد العقلاء من أبناء مصرنا الحبيبة بأن - يصطفوا - على قلب رجل واحد ، كالبنيان المرصوص المتماسك ، مسلمين ومسيحيين على حد سواء ، خلف قواتنا المسلحة الباسلة ، وأن يدعموا ، ويساندوا الشرعية الدستورية والمؤسسة القضائية ، وأن - يعينوا - ويشجعوا الإعلام الوطني المصري في كشف الحقائق المكنونة التي تثبت وتؤكد " عمالة " قوى التأسلم السياسي ، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين المفضوحة ، ومدى عمق العلاقة بين رموز وقيادات تلكم الجماعة المسيسة بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، أو اللوبي " الصهيوني " إن صح التعبير ، فيا أيها المصريون الشرفاء ، اعتصموا حيال ما هو أجدى وأنفع لوطنكم ومواطنيكم ، وانتهوا عما يفرقكم ويخزيكم ، فالخالق القدير جل وعلا لم ولن - يكره - أحداً على اعتناق دين أو مذهب معين ، على نقيض ما يدعوا إليه المتطرفون والمتشددون الإسلاميون ، فالدين لله .. والوطن للجميع !
#محمود_قاسم_أبوجعفر (هاشتاغ)
Mahmoud_Qasim_Abu_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمالة السيادينيون .. ووطنية نجيب ساويرس !
-
سليمان النعامي .. شيخ العرب !
-
الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار !
-
بلاغ .. لوزير الداخلية !
-
مصر .. وإيران .. هل يتحالفان ؟
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|