أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضين















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضين


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:10
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


رأينا في مقال سابق رأي اربعة مسيحيين مؤيدين لختان الذكور وهم يعتمدون على التفسير الحرفي للكتاب المقدس. وسوف نكتفي هنا برأي مسيحيين اثنين معارضين لهذا التفسير الحرفي.

موقف جيم بيجيلو Bigelow
-----------------
يقول القس وعالم النفس الأمريكي «جيم بيجيلو» بأنه إذا كان من الضروري إجراء عمليّة الختان طاعة لأمر إلهي توراتي، فلا بد أيضاً من طاعة جميع أوامر الله التي جاءت في التوراة كالتي تخص الأكل والتي يخالفها جميع المسيحيّين في الغرب. والتوراة تقول: «ولا تأكلوا شيئاً من الجيف، وإنّما تعطيها للنزيل الذي في مدينتك، فيأكلها أو تبيعها للغريب، لأنك شعب مقدّس للرب إلهك» (سفر تثنية الاشتراع 21:14). ويتساءل: كيف يمكن أن يمنع الله «شعبه» من أكل الجيف، بينما يسمح به للنزيل والغريب؟ أضف إلى ذلك كل قواعد الطهارة بخصوص الأم وابنها والتي تعتبر اليوم منافية للذوق والأخلاق ولقاعدة المساواة بين الرجل والمرأة.
ويشدّد المؤلّف على أنه لا يريد الإستهزاء بالتوراة، بل يريد أن يوضّح أن قواعد التوراة مرتكزة على إعتبارات رمزية وإطاعة. فليس فيها أي إعتبار طبّي يتماشى مع المعلومات الطبّية الحديثة. فالحُكم على شيء أنه نجس أو طاهر من قِبَل الله يقصد منه تعليم درس في الطاعة الرمزية من قِبَل شعب معيّن وفريد لأوامر الله.
ويشير المؤلّف إلى أن الختان كما جاء في التوراة هو ختان رمزي ولا يمكن بأي حال أن نقارنه مع ما يجري اليوم. ولذلك لا يمكن أن نستخلص منه أيّة فائدة علميّة كما يدّعي البعض في أيّامنا. وإن كان من الضروري إتّباع وصايا الله كما جاءت في التوراة، فيجب بالأحرى عدم إجراء الختان كما يقوم به رجال الدين اليهود اليوم والذي لا يتّفق مع تعاليم التوراة.
ثم يتساءل المؤلّف لماذا ترك الله شعبه مدّة أربعين سنة في الصحراء دون ختان (أنظر سفر يشوع: الفصل 5)؟ فإن كان الختان ضرورة صحّية، لما كان الله قد عرّض شعبه في الصحراء لهذا الوضع ولكان فرض عليهم الختان هناك. ثم كيف يمكن أن يترك الله الشعب المسيحي لمدّة عشرين قرنا دون ختان معتبراً هذه الممارسة «لا شيء» حسب قول القدّيس بولس (رسالة القديس بولس الى اهل قورنتس 19:7)؟ هل يمكن أن يعرّض الله المؤمنين كل هذه المدّة للمخاطر الصحّية لعدم الختان بينما نعتبر نحن أن الكتب المقدّسة موحاة من الروح القدس؟ ويختم المؤلّف قوله: «منطقياً، لا يمكنك أن تنتقي حسب رغبتك. فعليك أن تعتبر أن قوانين الكتاب المقدّس اليهودي الذي أنزل من إله حكيم هي كلّها قوانين طبّية أو أنها شيء آخر. وإذا ما نظرنا لتلك الأوامر التي ناقشناها سابقاً، يظهر أنه بالإمكان إعتبار أن غاية الله لم تكن إيحاء معلومات طبّية من خلال قوانينه، بل لتشكيل شعب خاص على الأرض».
ونحن إذ نتّفق مع المؤلّف بأن التوراة ليست كتاب طب، نختلف معه في إعتبار الشعب اليهودي «شعب خاص على الأرض». ونحن نرى أن التوراة هو كتاب كغيره من الكتب يحتوي على الغث والسمين في كل ما هب ودب وعلى تعليمات مخالفة للأخلاق ولا تتّفق لا مع المعطيات العلميّة في زمننا ولا مع مبادئ حقوق الإنسان. فلا داعي في نظرنا لكل هذا الدوران واللف في تبرير التوراة.

موقف رومبيرج Romberg
----------------
قامت الممرّضة الأمريكيّة المسيحيّة «روزماري رومبيرج»، وهي متزوّجة من يهودي، بتأليف كتاب ضد ختان الذكور والإناث. ثم نشرت مذكّرة من ست صفحات عنوانها «الختان والعائلات المسيحيّة» الغاية منها إقناع هذه العائلات بأن الختان مرفوض من وجهة النظر المسيحيّة.
تقول هذه المؤلّفة إن العائلات المسيحيّة تختن أطفالها رغم معرفتها أن لا فائدة طبّية للختان. والسبب من ذلك هو شعور بأنه قد يكون للختان فائدة ما دام أنه مذكور في التوراة. إلاّ أن التوراة تحتوي على أمور لا يمكن تقبّلها في زمننا مثل حرق الحيوانات. إن المسيح، بالنسبة للمسيحي، قد أصبح علامة العهد التي ألغت كل ممارسات العهد القديم، بما فيها الختان. وتُذكِّر بما دار من جدل بين الرسل الذين ألغوا فريضة الختان واعتبروه «لا شيء»، وأن المسيحيّين لم يختنوا إلاّ نادراً خلال الفي عام. كما أن كثير من الثقافات لا تعرف الختان.
وتتساءل المؤلّفة إن كانت التوراة قد أمرت بالختان لأسباب طبّية. وتجيب بأن التوراة لم تذكر ذلك، لا بل إنها تتكلّم في بعض فقراتها عن ختان رمزي مثل ختان القلب وختان الأذنين. ولكن ماذا عن ختان المسيح؟ تجيب المؤلّفة أن مريم ويوسف كانا يهوديين لا خيار لهما في ختان طفلهما في ذاك الوقت. وقد فسّر آباء الكنيسة هذا الختان بصورة خاصّة. فيقول القدّيس أمبروسيوس: «ما دام أن المسيح قد دفع الثمن بآلامه، لم يعد هناك سبب لإنزال دم كل فرد بالختان». وكثير من الناس يتساءلون عن مدى أخلاقيّة تعريض الطفل لصدمة الختان ليس إلاّ لأن المسيح أو شخصيّة أخرى قد تم ختانهما. وتقول المؤلّفة إن الذين يعتمدون على قصّة ختان المسيح لتبرير ختان الأطفال، عليهم أيضاً أن يتذكّروا قصّة صلب المسيح. فكلا الأمرين تعذيب لشخص بريء.
وبخصوص فوائد الختان الطبّية، ترى المؤلّفة أنه قد تم إدخال الختان في القرن الثامن عشر لأسباب خرافيّة مثل الوقاية من العادة السرّية أو من الأمراض. وقد أثبت العلم بأن هذه الأسباب لا أساس لها من الصحّة. ويتم الختان في أيّامنا في المستشفى كطقس إكتسب قدسيّته ككل العمليّات التي تقام في المستشفى. والمسيحي مطالب بأن لا يقدّس دين مغلوط أو أي شيء آخر، وأن لا يعبد إلاّ الله. فكل عبادة لغير الله مرفوضة وتخالف المعتقد المسيحي.
وتضيف المؤلّفة أن كل من يرفض الإجهاض، لأنه تعدّي على طفل قَبل ولادته، يجب عليه أن يرفض الختان لأنه تعدّي على الطفل بعد ولادته. فالختان يتم دون إذنه ويعرّضه لألم غير ضروري. والقيام بختان الطفل يخالف مبدأين من المبادئ الدينيّة المسيحيّة: المبدأ الأوّل ما جاء في رسالة القدّيس بولس: «إن ثمر الروح هو المحبّة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الأخلاق والإيمان والوداعة والعفاف. وهذه الأشياء ما من شريعة تتعرّض لها» (رسالة القديس بولس الى اهل غلاطية 22:5-23). والمبدأ الثاني، والذي يدعى القاعدة الذهبيّة، جاء في إنجيل متّى: «كل ما أردتم أن يفعل الناس لكم، إفعلوه أنتم لهم: هذه هي الشريعة والأنبياء» (12:7). فالختان يعرّض الطفل للآلام. وقد تكوّنت جمعيّات مكافحة الختان على مبدأ الرحمة نحو الطفل الذي يفصل عن أمّه ويقطع، وهذا مخالف لثمر الروح. فعلى المسيحي أن يكون مليءً بالمحبّة نحو الآخرين ويعطي المثل الصالح في هذا المجال. ولكن الذي نراه أن كثيراً من غير المسيحيّين أكثر رأفة على الأطفال من المسيحيّين. على المسيحي أن يتّسم بالشجاعة ويرفض أن يسير وراء الذين يمارسون الختان كمن يتبع قطيع من الخراف.
هذا وتتذمّر المؤلّفة من عدم سماع صوت مسيحي منتظم يرتفع لإبطال تلك العادة، وتطالب الكنائس المسيحيّة أخذ موقف ضد ختان الأطفال. وتتساءل كيف يمكن للمسيحيّين أن يتعاملوا مع الغير على أساس القاعدة الذهبيّة وبمحبّة ورفق إن كانوا هم أنفسهم لا يحترمون أطفالهم ولا يشفقون عليهم؟

---------------------
سوف استمر في مقالي القادم عرض الختان عند المسيحيين
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
- هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
- مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
- نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
- مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
- لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
- علموا فكر احمد القبانجي
- مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
- مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
- أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
- مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
- مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
- مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
- مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية
- مسلسل جريمة الختان (11) : اليهود وختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (10) : الختان الدموي والختان الرمزي عند ا ...
- عصمة الانبياء مصيبة المصائب
- مسلسل جريمة الختان (9) : عملية الختان عند اليهود
- مسلسل جريمة الختان (8): يهود ضد الختان
- مسلسل جريمة الختان (7): عواقب عدم الختان في اليهودية


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضين