أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - فضيلة الانشقاق














المزيد.....

فضيلة الانشقاق


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 23:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الانشقاق مرذول عموما ، لأن العينات التي ظهرت في التاريخ لم تكن مشجعة ، ذلك أن الفروع التي انشقت عن أصولها لم تفض إلى حلول لمشكلات الأصول. لا المعتزلة ولا الأشعرية، ولا الشيعة ولا السنة ، ولا الزيدية ولا العلوية ، ولا كل الفرق الكلامية . هذا في تاريخ الإسلام . وفي المسيحية تكررت الظاهرة نفسها مع الكاثوليكية والأرثوذكسية و البروتستانت . وقد أثبت تاريخ الانشقاقات الماركسي أن النزاع كان يدور دوما على السلطة ومكتسباتها، ولم يبق منها سوى التنافسات النظرية بين لينينية وماوية وتروتسكية وسواها. وهكذا يقال عن أحزاب البعث والأحزاب القومية في عالمنا العربي، حيث ترافقت الانشقاقات مع أشكال غير مسبوقة من العنف،حتى استفحل العداء بين المتفرعات وغلب على ما عداه من تناقضات،واتخذت شكل الانقلابات العسكرية أو السياسية ، التي لم تحدث تعديلا في البرامج وقصرت انقلاباتها على تغيير مواقع السلطة.
هذه الظاهرة تصح في صورة خاصة على الوضع السوري الذي شهد حالات قياسية من الانشقاقات الحزبية والعسكرية ، وهي كلها تندرج في إطار الانقلابات ، وإن اتخذت أسماء شتى ، كان آخرها إسم الحركة التصحيحية التي قادها حافظ الأسد ضد رفاقه في الحزب وفي السلاح في الستينات.
غير أن الانشقاقات السورية الراهنة ، في الجيش وكذلك في إدارات الدولة ، تنطوي على مضمون مختلف . فهي لا تندرج في إطار الانقلابات ، بل هي تعبير عن تبرؤ المنشقين من مسؤولية المجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبه ، لما في تلك المجازر من فظاعات لم يشهد لها التاريخ الحديث بعد النازية مثيلا.
لا يعني ذلك تبييض صفحة المنشقين وغسل الإثم الذي ارتكبوه من خلال انخراطهم ومشاركتهم الفاعلة في ممارسة الاستبداد على امتداد الحكم البعثي ، ثم طيلة عام ونيف من عمر الثورة. لكن الامتناع عن الإشادة بحالات الانشقاق لا يلغي رؤية أهميتها في مساعدة الثورة على الوصول إلى أهدافها بأقل خسائر ممكنة.
أقل الخسائر يتمثل في تفادي كل صيغ الحرب الأهلية ، وفي تفادي التدخل العسكري المباشر على الطريقة الليبية، لأن النظام هو الذي يتوسل هذين السبيلين ، ولئن كان قد فشل حتى الآن في تفجير حرب طائفية ، إلا أنه نجح في استدراج التدخل الروسي ، وفي تأمين غطاء دولي جزئي . غير أن تجارب التدخلات الخارجية أثبتت أن القوى التي تقبل التدخل إنما تفعل ذلك من أجل مصالحها هي ، لا من أجل مصلحة طالب التدخل . هذا ما حصل مع النظام السوري حين تدخل في لبنان ، و هذا بالضبط ما تفعله روسيا التي تستخدم الساحة السورية للتفاوض مع خصومها على قضايا متعلقة بالدرع الصاروخي ومخاطر الإصوليات الاسلامية والتنافس على الغاز والنفط ، الخ ، الخ .
وأقل الخسائر يتمثل ، على نحو خاص ، في إضعاف الذراع العسكري للنظام لشل قدرته على ارتكاب المجازر ، ولذلك ، إذا كان من غير المستحب ضم كل المنشقين إلى صفوف الثورة من غير تحفظ ، فمن الواجب تشجيع حركتهم وأيجاد كل الحوافز اللازمة لمساعدتهم على الخروج من صفوف الجيش والإدارة والسفارات وعدم افتعال التناقضات معهم ، لأن انشقاقهم لا يمكن أن يكون في مصلحة النظام .



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل
- تحية إلى حسن حمدان مهدي عامل
- حجْر سياسي
- جرصة
- المحاصصون وقانون النسبية
- نواب لبنان خارج الزمن
- حبيبتي الدولة
- في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد
- التهويل بالديمقراطية
- آذاريو لبنان ينتظرون ربيع سوريا


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - فضيلة الانشقاق