|
دراسة عن تاريخ المسرح العراقي
عبد الحسين علوان
الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 22:29
المحور:
الادب والفن
تاريخ المسرح العراقي وعمقه الثقافي والفني
الاهداء الى كل زملائي الفنانين من الرواد والشباب في الوطن وخارجه اهدي بحثي هذا . وأقدم على صفحات مجلة (المسرحيون العرب)هذا المنبر الحر الذي قربنا الى بعض اكثر واكثر،أقدم لمحة تاريخية عن مسيرة المسرح العراقي حسب امكانياتي ومعرفتي ببعض الجوانب من هذا التاريخ، واكيد أن هناك الكثير من المعلومات عند الكثير من الرواد سواء في الاحداث والفرق المسرحية التي كانت انذاك، والعروض المسرحية التي قدمت والتي لم اتطرق اليها لجهلي بها، -2- ووجودي خارج الوطن منذ 12 عام ( من عام 1999 ) وعدم وجود الوقت الكافي الذي منحتني اياه هيئة تحرير المجلة والبالغ 10 أيام، لاعداد البحث، لقد أعتمدت على ذاكرتي ومالدي من مصادر بسيطة لاتسد الحاجة، وعلى مساعدة الاصدقاء من المسرحيين العراقيين من داخل الوطن . ان مثل ذلك لايكفي لاعداد دراسة حقيقية لمسرح ذو عمق وحضارة، فأرجو المعذرة سلفا. البحث بعد ان اصبح العراق دولة من دويلات الامبراطورية العثمانية التي كانت عاصمتها استنبول على محك مع الفرق القادمة من ايطاليا وفرنسا ، وشهد الاتراك مسرحيات (شكسبير ومولير) ، لذلك على نفس الطريقة انتقل المسرح الى العراق ، وكانت مدينة الموصل الاقرب الى استنبول من المدن العراقية متعددة بطوائفها المسيحية وكنائسها ومدارسها ذات العلاقة الثقافية والدينية ، وكان اغلب رهبان الكنائس العراقية لاسيما الموصليون يبعثون الى الخارج للدراسة ثم يعودون للتدريس ، فكان لهم دورهم في تنشيط الحركة المسرحية العراقية وذلك بنقلهم بما شاهدوه من تجارب تمثيلية مسرحية ، وكان من ابرزهم (الشماس توما) 1908 الذي قام بأقتباس ثلاث مسرحيات ( كوميديا ادم وحواء)( ، كوميديا يوسف الحسن ، كوميديا طوبيا ) اما -3- من الناحية الاجتماعية فكانت مسرحية ( لطيف وخوشابا ) التي اقتبسها ( نعوم فتح الله السحار ) عن الفرنسية فيعتبرها المؤرخون حدث مهما لاعتباره اول نص مسرحي عراقي مطبوع ولابتعاده عن المواضيع الدينية ، والمسرحية تركز على الناحية التربوية الخلقية ، وحق الوالدين كي يحسنوا تربية اولادهم . وهناك مجموعة من المسرحيات مثل ( لوجه الله الكريم ) (لحنا رسام وحبيب فرجو) ، وهي مأساة من اربعة فصول وقد تم عرضها في بغداد عام 1912 ومسرحية ( خراب بابل ) لانطوان زيوني وعرضت عام 1913 ومسرحية (اشتشهاد مارترسيوس) لسليم حسون عام 1902 ومسرحية ( حلبة طفل ) لنفس المؤلف. وكان التمثيل الديني الشوارعي الذي كان يقوم في بغداد لتمثيل مأساة (الحسين ) (ع) في فترة الثلاثينيات اثره الكبير في ولادة اللبنات الاولى لقيام المسرح في العراق اضافة الى ماذكرناه ،وهو بكل المقايس يعتبر ضربا من ضروب تمثيل الشوارع الذي تشترك فيه الجماهير وتؤدي فيه قصة درامية واضحة تحمل معاني مختلفة . ومن النشاطات التي كانت سائدة ( خيال الظل ) الذي سمي بعد ذلك ( القرقوز ) وكانت تعرض في القصور وبيوت بعض الاثرياء وكذلك في المقاهي للعامة . كما ظهر ( القصة خون ) الذي انتشر في المقاهي ليسرد حكايات تاريخية بأسلوب تمثيلي . -4- وكان جعفر لقلق زادة يقدم المشاهد الكوميدية في الملاهي وكان البغداديون يسمونه ( الشانو ) . والحركة المسرحية في العراق عموما منذ تأسيسها بنيت على محورين اساسيين هما : المحور الاول :يدور ويفتش عن محرك له وقد تحقق من زيارة فرقة ( جورج ابيض ) المصرية للعراق عام 1926 التي كان لها الاثر الفعال في وضع الاسس الفنية الاولى للمسرح في العراق ، وتغيرت نظرة المجتمع الى هذا الفن ، ورفع مستوى الهواة العراقيين الذين كانوا يتطلعون لبناء مسرح عراقي مميز. المحور الثاني : فكان يبحث عن محرك له يجمع شمل هؤلاء الفنانون المسرحيون الذين كانوا يعيشون بشتات ولاتوجد الفة بينهم، فكان ( حقي الشبلي) هو المحرك لذلك المحور ، حيث ألف أول فرقة مسرحية عراقية محترفة في مطلع 1927 ، ( فرقة حقي الشبلي ) شارك فيها مجموعة من الشباب العراقيين المتطلعين الى بناء فن مسرحي اضافة الى فنانين عرب منهم بشارة واكيم، عبدالنبي محمد ، وكان (الشبلي ) يهدف من خلال مشاركتهم هو أن يشد الهمم في الفنانين العراقيين ليصلوا بتمثيلهم والقائهم الى مستوى المشاركين من العرب الذين كانوا يتميزون بالاداء والتعبير الجسدي والالقاء الصوتي المتميز ، وكانت أولى رحلات الفرقة هو الجنوب عام 1928 ، حيث كان يؤكد (الشبلي ) فيها على ضرورة تحكم الممثل بتقمص الشخصية والالقاء اللذان هما صلة الوصل بين الشخصية والجمهور. ثم واصلت الفرقة انتاجاتها حيث قدمت قدمت مسرحية (جزاء الشهامة ) المقدمة عام 1927 ثم ( في سبيل التاج) -5- و ( صلاح الدين الايوبي ) و (وحيدة ) وكان من ابرز اعضاء الفرقة ( محمد القمبانجي ، عزيز علي ، يحي فائق) ومن الملاحظ ان اغلب اعضاء الفرقة كانوا لايقتاتون على ايراد الفرقة بل احيانا يدعموها بالمال لقلة ايام العروض التي لاتتجاوز اليومين ، كما كانت العروض تفتقد للعناصر النسائية العراقية حيث كانت تلك الادوار النسائية تسند للفنانات السوريات والمصريات . لقد شهدت الفترة مابين 1929- 1930 حركة مسرحية لم يكن لها مثيل حيث زارت العراق فرق عديدة وقدمت عروض مختلفة ومتنوعة من بين هذه الفرق ( فرقة امين عطا الله ) المصرية وفرقة ( ارطغوليك ) التركية وفرقة الاستاذ (يوسف وهبي) . ثم جاءت فرقة ( فاطمة رشدي ) عام 1929 وقدمت عددا من المسرحيات التي كانت تتميز بحسن الاداء والالقاء ولعب الشخصيات من خلال فهمهم العالي لكل شخصية ،وعلى أثر الزيارة تم الاتفاق بين الفرقة وحقي الشبلي على أن ينظم اليها ، فسافر الشبلي الى مصر للعمل والتدريب على جوانب العملية الفنية تحت اشراف عزيز عيد ، ونتيجة للزيارات المتعددة للفرق المسرحية العربية للعراق فقد شجع ذلك على قيام فرق اخرى بجانب فرقة حقي الشبلي هي ( الفرقة التمثيلية الشرقية ) برئاسة ( صبري شكوري) و فرقة ( جمعية احياء الفن ) برئاسة ( كمال عاكف ) .
-6-
وتنفيذا للاتفاق الذي ذكرناه بين( الشبلي وفاطمة رشدي) فقد سافر (حقي الشبلي) الى مصروظل فيها على مايقارب العام ، وبعد عودته للعراق أعاد لم شمل أعضاء فرقته ، لكنه لم يستمر طويلا بسبب التحاقه بدورة تدريبية في فرنسا لمدة عام واحد. وعند سفر ( الشبلي ) الى فرنسا ظهرت اسماء فنية عراقية لامعة مثل ( عبد الله العزاوي ) الذي اسس ( فرقة جمعية انصار الفن ) عام1932 و( يحي فائق ) من خلال (الفرقة العربية) عام 1935 و( محمود شوكت ) من خلال( فرقة بابل) حيث قدمت مسرحية ( الاعتراف ) وقدمت( فرقة انصار الفن) مسرحية (عبد الستار افندي ) على مسرح سينما رويال ومسرحية ( هارون الرشيد ) لمارون النقاش. ونتيجة الحرب العالمية الثانية بدأ المسرح بالتعثر وخفت انواره خوفا من الرصاص والقنابل الطائشة ، وعاد النشاط من جديد الى المدارس ، وفي ظل تلك الظروف عاد ( حقي الشبلي )من فرنسا الى العراق عام 1939 لكي ينتشل الحركة المسرحية من براثن الغياب التي اوشكت ان تستسلم لها ، ويوضع الاسس الاولى لمسرح عراقي متطور قائم على النظرية والتطبيق التي تسلح بها اثناء اقامته في فرنسا . فبعد عودت( الشبلي) من فرنسا اسس قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة عام 1939 وبأشراف اساتذة عراقيون عائدون من الخارج امثال ( ابراهيم جلال ، جاسم العبودي)،ثم أخذ هذا القسم بأعداد الممثلين والمخرجين وتقديم المواسم المسرحية ، وبعد تخرج أول -7- دفعة من الطلبة أنخرطت هذه الدفعة في عملية بناء المسرح العراقي على أسس علمية اكاديمية . ثم تم افتتاح اكاديمية الفنون الجميلة التي احتضنت المئات من الطلبة من التواقين للفن المسرحي تحت اشراف اساتذة متخصصون في الفن المسرحي ، وتخرجت منها اعداد من الطلبة الذين انخرطو لتحمل مسؤوليتهم لبناء المسرح العراقي وفق اسس علمية . ثم ظهرت عدة فرق مسرحية محترفة قدمت عروضها على مسارح أهلية وبهذا أكتملت للحركة المسرحية العراقية عناصر اساسية مطلوبة في كل حركة مسرحية، وهي فنانون متحمسون يعملون بحماس الهواية على مستوى الاحتراف ، مؤلفون مسرحيون يقدمون أعمالا مسرحية متفاوته الخط من الجودة والابداع لكون تجربتهم مازالت بدور النمو. في الفن المسرحي ، لقد واجه المسرح العراقي الناشئ كشأن غيره من المسارح العربية صعوبة الحصول على النص المسرحي الجيد وان يكون هناك كاتب مسرحي عراقي يكتب لبلاده بالنظرة العميقة والفن المسرحي المقنع حينها ظهر الكاتب المسرحي ( يوسف العاني) الذي كان يجمع بين ركنيين اساسيين من اركان العملية المسرحية وهما التأليف والتمثيل وكان ذلك في فترة الخمسينيات .حيث كتب مسرحية ( راس الشليلة) عام 1951 حيث يجمع فيها العاني بين الواقعية في العرض والتصوير وبين شئ من الكوميديا ، وفيها واضح نصرة العاني للمظلوم الشعبي على خصومه من أعداء الشعب ومستغليه ، ثم جاءت مسرحية ( ست دراهم ) عام 1954 ،( وأنا امك ياشاكر) عام 1955 وتعتبر هذه المسرحية مرحلة مهمة من تطور العاني ، ثم جاءت مسرحية ( المفتاح ) 1967-1968 حيث دخل العاني بقوة في المعركة الوطنية ، ثم جاءت( الخرابة) عام 1970 وتعالج مشكلة -8- الخير والشر، وفي عام 1976 قدم العاني مسرحية (الخان وأحوال ذلك الزمان ) وفيها نجح العاني في خلق موازنة دقيقة بين أحوال ومصائر سكان الخان وبين الاحداث القومية الكبرى التي كانت تدور في العراق . ثم جاء ( نور الدين فارس ) حيث قدم للمسرح العراقي مسرحية (البيت الجديد) عام 1968 كما قدم مسرحيات عدة منها ( الغريب ، جدار الغضب والعطش) . ثم كتب عادل كاظم مسرحية ( تموز يقرع الناقوس ،الموت والقضية) و ( الحصار) ثم كتب ( الطوفان ، ومقامات ابي الورد ). وعلى درب استلهام التراث أعد ( قاسم محمد ) عام 1973 مسرحيته الطريفة ،( بغداد الازل بين الجد والهزل) وفيها يخوض قاسم محمد في بطون التاريخ والتراث مثل كتب ( الجاحظ ، مقامات الحريري ) ، ثم كتب ( شخوص وأحداث في مجالس التراث ، كان ياما كان ، رسالة الطير) . ثم انحنى المسرح العراقي منحا أخر من حيث الاهتمام بأعمال الفنانين المسرحيين من أسيا وأمريكا اللاتينية واليابان حيث قدمت الفرقة القومية للتمثيل التي أسسها ( حقي الشبلي) عام 1968 وضمت عناصر مهمة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين لهم دورهم في بناء المسرح العراقي ،حيث قدمت ( طائر الحب ، الاملاء ، شيرين وفرهاد، الثعلب والعنب ، الاشجار تموت واقفة ). واهتمت الفرقة القومية للتمثيل بانتاجات مجموعة من المؤلفين العراقيين منهم (موسى الشابندر ، طه سالم، علي الشوك ، بدري حسون فريد، سليم الجزائري ، كامل الشرقي ، فائق الحكيم ، محسن العزاوي، فاروق محمد، عزيز عبد الصاحب ،فلاح عبد اللطيف -9- صباح عطوان ، عزيز خيون ، فتحي زين العابدين ، علي مزاحم عباس ، يوسف الصائغ ، كريم العراقي) ثم أخذت رقعة المسرح العراقي المحلي بالانتشار الى فئات متعددة ،حيث الفت الفرق المسرحية الفلاحية التي أهتمت بقطاع الفلاحين وتقديم المسرحيات التوجيهية ، كما تأسس المسرح العمالي ليضم طاقات شابةمن العمال حيث قدمت مسرحياته في المعامل وعلى مسارح بغداد ، وكذلك الحال بالنسبة للفرق الطلابية . كما كان الاهتمام واضحا بمسرح الطفل حيث قدمت الفرقة القومية للتمثيل مسرحيات ( علي جناح التبريزي ،طير السعد ، الصبي الخشبي ، علاء الدين والمصباح السحري ،زهرة الاقحوان ، مملكة النحل ، ) لقد أحتضنت الفرقة القومية للتمثيل مسرحيات الاطفال لصعوبة تقديمها من قبل الفرق المسرحية في القطاع الخاص لارتفاع تكاليف الانتاج وعدم وجود مسارح أهلية مناسبة ومجهزة بمعدات فنية. ومن المسرحيات الشعبية التي قدمت في فترة السبعينيات مسرحية (النخلة والجيران) لغائب طعمة فرمان ، حيث قدمت من قبل فرقة المسرح الفني الحديث على قاعة المسرح القومي في كرادة مريم وكان عرضا مميزا حيث توفرت فيه كل جوانب النجاح الفني واستمر عرضها لعدة اشهر .
-10- مشهد من مسرحية( النخلة والجيران) لفرقة المسرح الفني الحديث مقداد عبد الرضا والدكتور فاضل خليل
وخلال فترة الثمانينات والتسعينات الذي يعد العصر الذهبي للمسرح العراقي فقد قدمت العديد من الفرق مسرحيات شعبية أستمر عرضها لسنوات وهي ظاهرة غريبة على المسرح العراقي الذي كانت عروضه السابقة لاتستمر أكثر من اسبوع واحد ، ومن هذه المسرحيات ( مقامات ابو سمرة ، السوق) ، لفرقة مسرح النجاح، ومن اخراج الفنان محسن العلي والتي شارك فيها مجموعة من الفنانين المحترفيين والمعروفين في المسرح العراقي ،كما قدمت
-11- فرقة مسرح عشتار مسرحية ( بيت الطين ) الذي استمر عرضها أيضا لسنوات وهي من اخراج عمران التميمي ، وقدم المسرح العسكري( بيت وخمس بيبان ، واطراف المدينة ) واستمر ايضا لسنوات ومن اخراج الفنان محسن العلي ن واستمر المسرح العسكري في نشاطه وقدم ( يونس السبعاوي ، العريف حسين ارخيص) كما قدمت فرقة بغداد مسرحية (الخيط والعصفور)من اخراج الفنان مقداد مسلم، وقدمت الفرقة القومية للتمثيل عدة مسرحيات ذات طابع جماهيري منها مسرحية( المحطة) من اخراج الفنان فتحي زين العابدين والتي قدمت ايضا في اغلب المحافظات ، ومسرحية ( حال الدنيا ) من اخراج الفنان مقداد مسلم والتي عرضت ايضا على مسارح محافظة نينوى اضافة لعرضها في بغداد، كما قدمت الفرقة مسرحية ( السيف والطبل ) اخراج وجدي العاني ومسرحية (البيتونة ) اخراج محسن العزاوي ومسرحيتي ( جيش الربيع، والثعلب والعنب )من اخراج سليم الجزائري ، وغيرها من المسرحيات ) التي لامجال لذكرها في هذه الدراسة المكتضبة . كما قدمت فرقة المسرح الشعبي مسرحية ( ترنيمة الكرسي الهزاز) من اخراج الراحل الدكتور عوني كرومي ، وقدم الفنان سامي عبد الحميد مسرحية ( اغنية التم ). كما قدمت اكاديمية الفنون الجميلة ومعهد الفنون الجميلة العديد من المسرحيات . واعتمد معهد الفنون الجميلة اقامة مهرجان حقي الشبلي سنويا على قاعاته .
-12-
مشهد من مسرحية بيت وخمس بيبان للمسرح العسكري سناء عبد الرحمن وبشرى اسماعيل في مشهد تراجيدي
-13-
مشهد من مسرحية بيت وخمس بيبان للمسرح العسكري الفنان بهجت الجبوري والرائدة سليمة خضير
اما أبرز المخرجون الذين واكبو الحركة المسرحية منذ تأسيسها فمنهم ( جعفر السعدي ، ابراهيم جلال ، جاسم العبودي ، بدري حسون فريد، وسامي عبد الحميد ، فاضل خليل ، بهنام ميخائيل محسن العزاوي ، سليم الجزائري ، وجدي العاني ، صلاح القصب ، عبد الله العزاوي ،مقداد مسلم، عوني كرومي ، فخري -14- العقيدي، فتحي زين العابدين ،اسعد عبد الرزاق،شفيق المهدي، عواطف نعيم ، عزيز خيون، حيدر منعثر، غانم حميد ،منتهى محمد رحيم ، احمد حسن موسى . ومن أهم الممثلون الذين واكبو الحركة المسرحية العراقية ومنهم: ناهدة الرماح ، زينب ، فاطمة الربيعي ، سليمة خضير ،ازادوهي صاموئيل ، سعدية الزيدي ، هناء محمد، ليلى محمد ، اميرة جواد، التفات عزيز ، سوسن شكري ، سهام السبتي ، عواطف نعيم ، اقبال نعيم ، امل طه ،بشرى اسماعيل ، خولة شاكر ،يوسف العاني، خليل شوقي ،المرحوم كامل القيسي ، وجدي العاني ، قاسم الملاك،المرحوم وجيه عبد الغني ، محمود ابو العباس ، بهجت الجبوري ،جواد الشكرجي ،الراحل عبد الصاحب نعمة ، محمود ابو العباس، عزيز جبر، زاهر الفهد، فاضل جاسم ، مقداد عبد الرضا ،المرحوم فوزي مهدي والمرحوم خليل الرفاعي ، شهاب احمد ، خليل ابراهيم ، شكري العقيدي ،جاسم شرف ،سامي محمود ، عماد بدن ،المرحوم حاتم سلمان ، حافظ عارف ،المرحوم طالب الفراتي ،المرحوم جبار كاظم، سامي قفطان، نزار السامرائي ،غازي الكناني ، المرحوم غازي التكريتي،طه علوان ، كريم محسن ، بهجت الجبوري، سامي الحصناوي ، المرحوم صبحي العزاوي، فارس عجام،عدنان شلاش ،الراحل راسم الجميلي ، محمد حسين عبد الرحيم ، عزيز كريم، المرحوم كاظم فارس ، مناف طالب، عبد الجبار سلمان، عامر العمري،احمد شكري، واسماء كثيرة اعتذر من عدم ذكرها للنسيان ولهم كل احترامي . ومن الفرق المسرحية : الفرقة القومية للتمثيل ، فرقة المسرح الفني الحديث ، مسرح النجاح ، فرقة عشتار ، فرقة 14تموز ، المسرح الحر -15- المسرح الشعبي ، مسرح اليوم، مسرح التسعين مشهد من مسرحية المحطة للفرقة القومية للتمثيل الفنان عماد بدن والفنان عدنان شلاش في مشهد كوميدي
كما اقيمت في بغداد عدة مهرجانات مسرحية من أهمها مهرجان بغداد للمسرح العربي حيث اقيم كل سنتين ولثلاث دورات وتوقف بسبب الحصار على العراق انذاك وحرب الخليج . لقد أبدع الفنان العراقي سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا من خلال المسرحيات التي قدمت في تلك الدورات على مسارح ( الوطني ، الرشيد ، المنصور النجاح ، مسرح بغداد ، منتدى المسرح ).
-16- لقد سجل الفنانون العرب المشاركون في دورات المهرجان الثلاثة، ملاحظات قيمة على قدرة الفنان العراقي في كل المجالات، كما كانت هناك جلسات نقدية تعقب العروض لمناقشتها وتسليط الاضواء النقدية عليها والتي اقيمت على قاعات فندق المنصور ميليا في بغداد. وهناك مهرجان منتدى المسرح التجريبي الذي يقام سنويا في مبنى المنتدى في شارع الرشيد ببغداد، حيث تقدم من خلاله المسرحيات التجريبية لمختلف الفرق المسرحية . كما حصل العراق في هذا العصر الذهبي على الجوائز المتقدمة في المهرجانات المسرحية العربية التي اقيمت قبل سقوط بغداد في دمشق وتونس والقاهرة، والاردن ،وشارك المسرح العراقي بشكل فعال في الاسابيع الثقافية العراقية التي اقيمت في الاقطار العربية ، اثبت المسرح العراقي خلالها تألقه الفني وخاصة الاسبوع الثقافي العراقي في القاهرة في فترة السبعينيات حيث تم عرض مسرحية ( البيك والسائق) المعرقة من قبل صادق الصائغ عن مسرحية ( بونتيلا وتابعه ماتي ) لبرشت ، حيث تألق الفنانون ( يوسف العاني ، المرحوم قاسم محمد ،محسن العزاوي ) واشاد الفنانون المصريون بابداعات الفنان العراقي . كما ان بغداد العاصمة كان فيها قبل السقوط مجموعة من المسارح منها حكومية وتتمثل ( المسرح الوطني ، مسرح الرشيد ، منتدى المسرح ، قاعة الشعب ) وتمتلك شركة بابل ( مسرح المنصور ) في ساحة الاحتفالات ) وهناك مسرح النجاح، مسرح الزوراء ، مسرح عشتار،مسرح دار السلام في الاعظمية ، مسرح بغداد ، كانت في تلك الفترة تحتض العروض الجماهيرية.
-17- ودعمت دائرة السينما والمسرح الفرق المسرحية في المحافظات العراقية فأنشأة فرقة مسرحية في كل محافظة ، كما استضافت بغداد العديد من عروض المحافظات المتميزة . كما كان هناك اهتمام واضح بالمسرح الكردي فانشأت فرقة اربيل. وحدث هناك متغير منذ النصف الاول للتسعينيات،يتمثل بسيطرت جهات ليس لها علاقة على حركة المسرح في العراق ، مما ادى الى مغادرة العراق مجموعة من الفنانيين الاكفاء ، حيث بدئها الفنان القدير خليل شوقي ثم تلاه كل من بدري حسون فريد وعوني كرومي وسليم الجزائري وناجي عبد الامير وكريم رشيد وباسم قهار وهادي المهدي وقاسم محمد وحكيم جاسم ومحمود ابو العباس وكريم جثير،وعماد بدن،غازي الكناني ، عباس الحربي، كما خرج مجموعة من المسرحيين الاكاديميين تحت ستار العقود الدراسية مثل (شفيق مهدي، حسين الانصاري، عقيل مهدي يوسف،مقداد مسلم ، الخ) والقائمة تطول حقا، تلك الهجرة التي لم تستثن من الاختصاصات المسرحية اي اختصاص كما انها شملت فنانين رواد واخرين شباب مجرد عدهم الان يقع في ضروب المستحيل حيث توزعوا في شتى انحاء العالم ، وهذه الهجرة الضخمة التي قد ابتدأت بعد كارثة غزو دولة الكويت وحرب الخليج الثانية 1991 كانت قد بدأت شيئا فشيئا باسدال الستار على تاريخ عريق في المسرح حيث بدأ كل شيء غير ذي جدوى، ولنلاحظ ان رواد وكبار مخرجي المسرح في العراق قد بدأ اداؤهم يتذبذب ليصل احيانا الى حدود العادية بعد ان كانوا فرسان رهان هذا المسرح، وهذا التذبذب له اسبابه التي تنطلق من الازمة الفكرية والحضارية التي بدأت تحاصر المسرحيين عقب حرب الخليج الثانية .
-18-
واقع المسرح العراقي في ظل المتغيرات الحالية: اننا اذا القينا نظرة على مستوى الانتاج المسرحي في الوقت الحاضر اي مرحلة مابعد 2003 ، فنلاحظ انكماش عدد العروض وهبوط في المستوى الفني قياسا لما كان يقدم لعدة اسباب منها: 1-قلة المسارح حيث لم يعد مسرح الرشيد صالحا من الناحية الفنية لتعرضه للتخريب ، كما تحولت المسارح الاخرى الى ورش صناعية وبقي المسرح الوطني وهو المسرح الوحيد المزدحم بالفعاليات التي تقام من قبل الدولة ، كما انه غير صالح من الناحية الاخراجية والتقنية وتهدم جمالية العرض المسرحي ، ويحتضن منتدى المسرح بعض العروض التجريبية المتواضعة والمهرجانات المسرحية الخاصة به. 2- عدم وجود اهتمام ومتابعة لاعمار المسارح التي تعرضت للتخريب ، وان وجدت فهي تحتاج لدعم الدولة لها . 3- قلة النتاج الوطني بسبب ابتعاد عدد كبير من كتاب المسرح العراقي البارعين عن الساحة المسرحية العراقية لظروف خاصة بهم وسفرهم خارج العراق ، اضافة الى سفر عدد كبير من الممثلين والمخرجين 4- انعدام دعم الدولة للحركة المسرحية وانخفاض ميزانية الدعم المالي للعروض وبهذا تخرج العروض فقيرة من حيث التأسيس الخارجي .
-19-
5- ضعف موقف الاعلام العراقي من الحركة المسرحية ، وابتعاد النقد الفني للعروض واقامة الندوات النقدية لتشخيص مكامن الخلل لغرض معالجته فنيا بالرغم من امتلاكنا لطاقات نقدية كبيرة ومتخصصة. 6- عدم استتاب الوضع الامني . 7- فقدان عدد من العوائل العراقية ثقتهم بالمسرح العراقي بعد ان كانو ا روادا لاغلب عروضه الشعبية لهبوط مستواه الفني ، وظل الفنان العراقي رغم الظروف التي ذكرناها يكافح ضمن امكانياته البسيطة، ومعتمدا على نفسه بمشاركة مجموعة من الشباب المسرحي من الذين يؤمنون بان المسرح رسالة انسانية بعيدة عن المناطحات السياسية ،وقدموا العروض الناجحة على المسرح الوطني، ومنتدى المسرح التجريبي التي يشار لها كونها مسرحيات ذات مستوى فني رفيع، خاصة في النصف الاول من عام 2012 ، ومنها على سبيل المثال ( روميو وجوليت في بغداد) ، حيث شاركت المسرحية في مهرجان شكسبير المسرحي الذي اقيم في مدينة( سترانفورد) في بريطانيا ، كما سعى المسؤولون عن المسرح باعادة الحياة لمهرجان منتدى المسرح التجريبي، كما حققوا نجاحات باهرة في المهرجان التجريبي في القاهرة وايام عمان المسرحية في الاردن،محاولين اعادة ثقة العوائل والجماهير العراقية بما يقدمونه من فن مسرحي رصين يقربهم اكثر الى مشاكلهم التي يعانون منها ، كما تم تكريم العديد من الفنانين العراقيين الرواد في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لدورهم الفعال في اغناء الفن المسرحي العراقي والعربي . -20- وأملنا بأن يكون النصف الثاني من هذا العام اكثر ابداعا وتألقا في مجال النوعية لا الكم . كما نأمل بان تسعى وزارة الثقافة بدعم دائرة السينما والمسرح التي تحتضن الفرقة الوطنية للتمثيل لغرض دعم المخرجين والمؤلفين العراقين سواءا على مستوى تلك الفرقة او على مستوى الفرق المسرحية في القطاع الخاص، لتقديم انتاجات مسرحية تليق وسمعة المسرح العراقي . ونأمل بأن تزيد الوزارة من دعمها لاعمار مسرح الرشيد وقاعات العرض الاخرى التي كانت سابقا تحتضن العروض المسرحية الرصينة ، لتكون قاعاتنا مهيئة لاستقبال العروض والمهرجانات المحلية والعربية . وجهة نظر: ان المسرح العراقي في الظروف الراهنة مطالب ، بايجاد اشكالا جديدة ، ولغة حديثة عصرية وعليه ان يخلق حوارا جماعيا مع المتفرجين ، وان يتفهم حاجاتهم كي يحللها ويعرض على بساط البحث مشاكل الناس اليومية ومتطلبات حاجاتهم . وباختصار يجب ان تنقلب خشبة المسرح الى ميدان حقيقي للحوار والنقاش الجماعيين ، وعلى الفن المسرحي ان يترك البرج العاجي الذي مازال يحلو لبعض الكتاب الانغلاق فيه ، ويتحتم على الكاتب المسرحي ان يهتم بالمشاكل الكبرى التي تشغل مجتمعنا التي تتصل بحاجات الفرد . -21- وبأختصار يجب ان يكون الانسان محور المسرح المعاصر . اننا لانقطع الامل في مستقبل مسرحنا العراقي رغم العروض الهابطة المخيمة عليه فلا زال هناك كتاب مسرحيون يفكرون في المسرح الحقيقي ويهتمون بمشاكله وقد اثبتت اعمالهم ان الانتاج ذا قيمة يمكن تقديمه بوسائل شعبية ، وان عروض مثل عروض ( بيتر بروك ، شكسبير ،ومولير ) وغيرهم من كتاب المسرح العالمين تحظى برضى الجمهور عند عرضها ، وتصبح بعد وقت قصير عروضا جماهيرية تستقطب لنفسها جمهور المسرح التجاري .لقد انتشر مسرحنا عربيا بفضل العمق التاريخي . كما يجب ان تكون هناك علاقة وطيدة بين المسرح والتلفزيون من خلال تبني التلفزيون لاعمال مسرحية لكتاب مسرحيين عراقيين ،كونه الاداة الوحيدة لانتشار المسرح، وان نتلفز فننا المسرحي، اي نجعله مادة محببة لدى مشاهد التلفزيون، وان بامكاننا تقديم افضل المسرحيات على شكل حلقات تلفزيونية، كما فعل التلفزيون الايطالي عندما قدم مسرحية ( الاخوه كرامازون ) للكاتب ( دستويفسكي ) بثمانية فصول نالت نجاحا منقطع النظير لدى مشاهدي التلفزيون حتى بلغ عدد من شاهدها اكثر من ثلاثين مليون مشاهد . فهل نحن ايضا سنهتم بمسرحنا العراقي من خلال تجارب الاخرين . مجرد وجهة نظر . ***************************
#عبد_الحسين_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكسبير والمسرح العراقي
المزيد.....
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|