أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين )















المزيد.....

سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين )


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيوم براون – وهم التحكم ( القوة والسياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين ) – الجزء الأول

مقدمة : يتأرجح العقل السياسي العربي بين اغراقين فهو ممزق بين الإغراق في الإيديولوجيا ( إسلامية أو قومية أو اشتراكية ) وبين الإغراق في التكتيك ( البراغماتية ) ولهذا التأرجح جذر ديني فمازالت هناك حلقة مفقودة بين ( العقيدة ) و( الممارسة ) تعكس في أحد جوانبها عجزا عن التكيف مع معطيات العصر ، ويمكن ملاحظة اسقاطات لتلك الحلقة المفقودة في أكثر من ثنائية مثل الأصالة والمعاصرة .
وهناك أيضا جذر قبلي فالروح القبلية لاتعرف الاستقرار والثبات ولاتحتمله والتغيير بالنسبة لها يعني الانتقال الكلي فهي تعشق القلق وتهرب من الارتباط بالثوابت ، وحين تتعب من التنقل تعود الى ثوابتها ذات الرجع البعيد لترتاح وترتمي فيها مرة واحدة في حركة تشبه الاستسلام .
وفي السياسة فان ثمن هذه النقيصة الفكرية يتمثل في فقدان الحس الاستراتيجي ، ولكون المرء يميل بصورة طبيعية لتصور الآخرين على شاكلته نجد باستمرار إساءة لفهم قيمة الاستراتيجية لدى الآخر ، فالآخر في وعينا الكامن لايمتلك استراتيجية وكل مايقال حول ذلك هو محض ( تنظير ) ، اما الحقيقة المستقرة في باطن العقل السياسي العربي فهي ان الآخر مثلنا يمكن ان ينتقل من النقيض الى النقيض وهكذا يهبط فهم السياسة الى شيء يشبه شطارة التجار في سوق موسمية .
لايمكن للعقل السياسي العربي ان يتقدم دون ردم هذه الفجوة بين ( الايديولوجيا ) و ( التكتيك ) وقبل التفكير في صناعة الاستراتيجية ينبغي التسليم بقيمتها ووجودها لدى الآخر ، ومما يمكن عمله في هذا الصدد دراسة وفهم الاستراتيجية الأمريكية .
ليس ثمة في الحقيقة استراتيجية أمريكية واحدة شاملة ولكن هناك مجموعة من النظم الاستراتيجية فهناك استراتيجية عليا ذات ثبات نسبي واستراتيجيات وسيطة أقل ثباتا وأكثر تعرضا للمراجعة .
ويضطلع بوضع الاستراتيجيات جهاز ضخم يتكون من دوائر ضيقة ملحقة بوازرتي الدفاع والخارجية ودوائر أوسع تتضمن مراكز البحوث الاستراتيجية والجامعات والمنتديات المشتركة ( تضم مدراء شركات ومسؤولين كبار سابقين ومسؤوليين حاليين وأكاديميين ) ، ويعمل ذلك الجهاز الضخم بتناسق وفعالية كاملين ويستخدم أحدث ماتوصلت اليه تكنولوجيا المعلومات والعلوم العسكرية والاجتماعية والانسانية .
سيوم براون هو استاذ التعاون الدولي في قسم العلوم السياسية بجامعة برانديز ، سبق أن شغل مناصب رفيعة في مؤسسة راند ومعهد بروكنغز ووقف كارنيجي للسلم العالمي ، نشر كتاب سيوم براون ( وهم التحكم ) قبل مباشرة أمريكا بغزو العراق بفترة وجيزة ، وتتضاعف أهميته لكونه موجها بصورة مباشرة لصناع القرار السياسي والعسكري في الولايات المتحدة ، فهو يمثل بالنسبة لنا نافذة اطلالة على المطبخ الداخلي لصناعة القرار في الولايات المتحدة لذلك يخلو نسبيا من أساليب التمويه والكلام المعسول الذي يلجأ اليه الكتاب حين يكون الجمهور المستهدف مزيجا غير واضح المعالم .
يعكس كتاب سيوم براون الترابط الوثيق بين النظم الاستراتيجية الأمريكية ، وحقيقة وجود منحى تطوري ضمن هذه النظم بمعنى ان نزعات محددة مثل التدخل العسكري يمكن بسهولة رصد تطورها من الادنى نحو الأعلى وبالتالي رسم خط بياني لها يسمح بتوقع احداثياتها ( موقعها ) في السياسة الامريكية لفترة قادمة دون خطأ كبير .
ويترافق هذا التطور بصورة لافتة للنظر مع العولمة . يعترف سيوم براون بصراحة بتلك العلاقة التي تناولها بالتفصيل نعوم تشومسكي في كتابه ( الهيمنة أم البقاء ) ، وقد تم وضع الأساس الفلسفي الذي يربط بين العولمة والاستراتيجية الأمريكية العليا في عام 1993 وفقا لورقة ليك الذائعة الصيت والمقدمة في معهد جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة حيث لخص أربع ضرورات أساسية تقوم عليها الاستراتيجية الأمريكية وهي :
أولا : تعزيز أسرة أنظمة السوق الديمقراطية الرئيسية بما فيها النظام الامريكي لكونها تشكل النواة التي تنطلق منها عملية التوسيع ( لاحظ كلمة التوسيع ) .
ثانيا : رعاية الأنظمة الديمقراطية الجديدة واقتصاديات السوق ومساعدتها حيثما أمكن ولاسيما في الدول ذات الأهمية والفرص الاستثنائية ( اقرأ دول الثروات النفطية ) .
ثالثا : التصدي للعدوان ( اقرأ معاداة المصالح الأمريكية ) ودعم اشاعة اللبرلة في الدول المعادية للديمقراطية والسوق .
رابعا : متابعة برنامجنا الإنساني ليس من خلال توفير المساعدات فقط ولكن عبر العمل على تمكين الديمقراطية واقتصاد السوق من مد الجذور في مناطق ذات أهمية انسانية كبرى ( اقرأ : استخدام الأوضاع الإنسانية للتدخل بهدف فرض النفوذ وإفساح المجال أمام الاستثمارات ) .
يمكن ان نتابع مع سيوم براون نمو نزعة التدخل العسكري اعتبارا من أوائل التسعينات وهو التاريخ الذي بدأ يشهد القفزة الكبرى في وضع الشركات متعددة الجنسيات ، هكذا اندمجت مصالح العولمة مع التعريف الموسع للأمن القومي ، ومنذ ذلك التاريخ شهد العالم تطبيقات متلاحقة مثل التدخل في هايتي ، قصف العراق ، قصف صربيا ، قصف مواقع في السودان ، احتلال أفغانستان وأخيرا العراق .
وقبل ان نسترسل في متابعة تطور نزعة التدخل العسكري يجدر بنا التوقف عند وجه آخر لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي وهو المتعلق بالجانب القومي – الامبراطوري ، فالنظام العالمي الذي انهار بعد اختفاء المعسكر الاشتراكي أسفر عن تبدل جوهري يتعرض له سيوم براون بالتحليل حيث يقرر ان بنية السياسة العالمية التي تطورت منذ انتهاء الحرب الباردة تبرز الهيمنة العالمية للولايات المتحدة في اطار الحقل التعددي للأطراف الفاعلة ( الدول القومية ، الجماعات شبه القومية ، الاديان العابرة للحدود القومية ، المشروعات متعددة القوميات ، المؤسسات العالمية والاقليمية ) .
اذن حسب نموذج سيوم براون للنظام العالمي الحالي لايوجد قطب وحيد مسيطر سيطرة مطلقة ولكن هناك قطب واحد يهيمن هيمنة نسبية على أقطاب صغيرة ( قوى متنوعة ) ، وهنا من المناسب التوقف عند فكرة ان هذه الأقطاب – القوى ليست دولا فقط ، فالدول القومية لم تعد اللاعب الوحيد في السياسة العالمية .
والملاحظة الثانية هي الفرق بين نظام القطب الأوحد الذي يعني سيطرة قطب واحد على العالم ونظام هيمنة القطب الواحد مع وجود أقطاب متعددة لايتمكن من السيطرة التامة عليها .
وبصورة أكثر تحديدا فالنظام العالمي الراهن والدائب التطور هو نظام هجين يجمع بين الاحادية القطبية الفضفاضة التي تسمح بوجود أطراف على قدر من الاستقلال الذاتي وبين نظام الكثرة ( البولياركي ) القائم على وجود مراكز قوى متعددة ( دول قومية ، جماعات شبه قومية ، مصالح عابرة للقارات ، مؤسسات متعددة القوميات ) فعالم اليوم بخلاف ماهوشائع بعيد عن أن يكون أحاديا قطبيا مطردا على الرغم من وضوح ان الولايات المتحدة هي القوة المسيطرة في النظام .
ماذا يعني ذلك ؟
يعني عدم استقرار ذلك النظام بسبب عدم قدرة القطب الأكبر على الهيمنة التامة على الأطراف ( يذهب السيد ناي في توصيف البنية السياسية العالمية المعاصرة الى انها بنية قائمة على حكم الكثرة لأن مراكز القوى حتى في الميدانين العسكري والاقتصادي ليست قادرة تماما على اخضاع الأطراف الأخرى ) .
وهكذا لا يكون العنف ناتجا عن نظام القطب الأوحد ( ولو كان مهيمنا لما احتاج للعنف ) ولكن من الفرق بين نظام القطب الأوحد والبنية الواقعية للنظام الحالي وهذا مما لايريد سيوم براون قوله بوضوح ، ويمكن النظر الى السياسة الخارجية الأمريكية بوصفها ميلا متزايدا لتحويل بنية النظام العالمي الحالي إلى القطبية الأحادية
( يتبع الجزء الثاني )



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...
- الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق
- الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات ...
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين )