مصالح روسيا ودمار سوريا....!!

إبراهيم الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 20:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

منذ بداية الهبَة الجماهيرية للشعب السوري البطل ورغم أنها كانت متواضعة وخجولة تعامل معها الابن المسخ بعقلية أبيه الإجرامية معتقداً أن القمع الوحشي والقتل لأهالي دير الزور البطلة التي كانت بداية الشرارة للثورة لم تكن "ردة فعل خاطئة للنظام السوري" كما يفسرها بعض المحللون بل عملية مبيتة ومستعد لها النظام لإرهاب كل من تسول له نفسه بالاحتجاج ضد الظلم والفساد السائد , وخصوصاً في ظل الثورات العربية التي اشتعلت كالنار في الهشيم .
منذ البداية وقفت دول أحست أن مصالحها في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط في خطر, وأن كعكة ما يسمى بالربيع العربي ينفرد بها الغرب , ومن أكثر هذه الدول تحاملاً هي روسيا والتي فقدت للتو أكبر حليف حلوب لها وهو القذافي وخرجت من ليبيا بخفي حنين, بعد أن كانت ليبيا سوقاً رئيسياً للأسلحة الروسية ومصدراً اقتصادياً هاما ً.
سوريا المعتمدة كليا على روسيا في تسليح جيشيها وتنفيذ المشاريع الضخمة لهما على مدار عقود , أن سقوط النظام السوري يعني فقدان أخر معاقل الروس وأهمها في الشرق الأوسط مما يجعلها خارج نطاق الحسابات السياسية والاقتصادية في المستقبل.
روسيا تقود المعركة ضد الثوار....!!
إن الدعم الروسي الشامل للنظام السوري المجرم هو دلالة على أن روسيا مازالت تعيش في العقلية الإستالينية في التعامل مع العالم وهي تدرك تماما أن لولا دعمها المطلق للنظام السوري لانهار منذ وقت وإن النظام السوري ذاهب لا محالة , لكنها تتاجر بالدم السوري النازف بكل وقاحة بل وتقود حرب الإبادة للشعب السوري عن طريق الأسلحة التي تمد بها النظام والخبراء الذين يقودون معركة الأرض المحروقة على الأرض , والغطرسة السياسية ضد الإجماع العالمي مما يعطي غطاءً سياسياً للمذابح المروعة ضد المدنيين ضاربا بعرض الحائط وجود المراقبين الدوليين وتدوس بالجزمة العسكرية على خطة عنان وجامعة الذل العربية.
هل حقيقة أن روسيا هي العائق أمام التدخل الدولي....!!؟
التدخل العسكر ليس معنياً أحد به ,وسوريا اقتصادها المتواضع لن يصمد وهي كالذبيحة تنزف وكل له جماعته يدعهما , وروسيا ليست العائق أمام التدخل فلا ننسى أن الناتو تدخل في كوسوفو رغم الرفض الروسي وبدون تفويض من الأمم المتحدة وكذلك فعل بوش الابن مع العراق , فنغمة الفيتو الروسي لا تقنع إلا الأعمى.
العرب عاجزون ودول العالم حائرون والكل يفتش عن غنائمه بين الجثث والدمار والشعب السوري ينزلق في منعطف الحرب الأهلية والتي يسعى النظام لتحويلها للطائفية ليهدم المعبد السوري على الجميع لأنه بات يعلم أنه راحل إلى مزبلة التاريخ .
ودمتم حالمين بغد أفضل

#إبراهيم_الأيوبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات