ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 17:47
المحور:
الادب والفن
--------------------------------------------------------------------------------
كلما تذكرتك
تتدفق الدموع في عيني
كما يتدفق الماء الصافي من الغدران
ويداهمني حنين هادىء
وأشعر بنسيم الذكريات البعيدة
ورطوبة الأحداث النائية
أسترسل في البكاء الخافت
ويغمرني حزن محترم وشامخ
كلما تذكرتك
يتحول الزمن في نظري إلى جدار عالي
يستحيل القفز عليه
فأنسى نفسي
وأحزن كثيرا لفقدانك
ولا يجدي هذا البكاء حتى مع مصابي
لا يجدي هذا الندم الذي أصر به على حالي
وأسعد به كعزاء بكوني على الأقل غير قادر
على نسيانك
فأرمي كل هواني
ياسيدتي
على كلفة هذا العالم
فقط على مرمى من نظرة واحدة من عينيك
أرمي كل هواني وكل كلفة العالم
ليس بعيدا عنك
على الأقل ليكون عبرة لنشاج هدوئي
بكل الأطياف التي عبرت ممر سيرة حياتنا
حياتنا التي صارت مقدسة كما هي ذكرياتي معك
ذكريات يستحيل عودتها مجددا وقد باتت من ركائز الماضي
وهذه هي نبرة الحقيقة في الأمر الواقع
وتحولت إلى فراشة تحترق بنور الذكريات التي باتت جمرات
لهيبها لاسع
السنين تهافتت ياسيدتي
وانطلقت على أحصنة غامضة في الوجود الغامض
وأحسبني كما لو أننا لحقنا بها
فتغرد عصافير خفية وتتفتح زهور بهية بأكمامها
في كل هذا الخيال
ونحن نطير عبر حقول الزمن
وتفوح الغدران بماء كالنسيم
وتختفي النهاية والبداية على جناح الذكريات
لتحقق لي نوعا من الخلود
لنا معا كل الحب وكل مجد الحب ياسيدتي
في عالمي الحزين
فقد تعلمت منك الحب وكل الحب لحواء المجيدة .
وفي الصباح سرنا على ضوء الشمس
نهتدي كالنحل بخيوطها البلورية
كنا نحس برغبة الأطفال
كطفلين ماكرين
وفي الطريق خاطبني لغز غير معهود
بلغة صامتة
ودس في جيبي شيئا من الحذر
ومشى
إلتفت إلى الرصيف
كان قد إنتهى حلم الحلم
ولو أنه لم ينته
ولو بالموت .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟