أحمد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 08:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أن أعلن الدكتور محمد مرسي ترشحه لرئاسة الجمهورية، وخرجت الدعوات التي تدعمه، وتؤكد على تدينه، وأنه يحفظ القرآن، وهو ما كان أثره واضحاً بشكل فاق الاهتمام ببرنامجه أو خططه في المرحلة المقبلة.
مضت الأيام، وكانت نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لتعلن عن وجوده في الجولة الأخرى للانتخابات، فاستمرت الحملة الداعمة له في الترويج لرئيس متدين، يصلي ويحفظ القرآن، ويعرف ربنا، في مقابل التسفيه من منافسه الفريق أحمد شفيق، وبعد أن انتهت صلاحية كلمة (فلول) كان من المنطقي أن تكون الحملة المضادة له لا تخلو من الدعاية الدينية، فالقول بأن مرسي يعرف ربنا، تقابله أقوال بأن شفيق هو مرشح الكنسية، وهو ضد الدين الإسلامي، وسيلغي مادة الدين الإسلامي من المناهج، بل وسيضيف مادة الدين المسيحي إلى المناهج.
الجمعة التي تلت إعلان نجاح مرسي كنا على موعد مع صلاة الجمعة التي يتصدر مشهدها الرئيس المصري محمد مرسي، تلك اللحظات التي ترقبتها الكاميرات؛ وهو يخشع، وهو يصلي، وهو يسجد، وهو يبكي متأثراً ببعض الآيات.
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور الرئيس مرسي أثناء زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية وهو يؤدي مناسك العمرة، وتناقلت المواقع صوره وهو يبكي.
ما حذرنا منه قبل الانتخابات، ولا زلنا نحذر منه هو ما نراه أمراً واقعاً، فالتركيز على صلوات الرئيس وعلاقته بربه يفوق التركيز على ما أنجزه وما سينجزه، والحقيقة أن صلوات الرئيس لن تنفع أحداً سواه، ولن تقدم للشعب المصري -ولكل من تعلق بآمال رسمتها الثورة المصرية- شيئاً سوى شعارات لن تقدم ولن تأخر.
ما أرادته الثورة المصرية هو تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة لجميع فئات الشعب بلا تمييز، فمؤشر نجاح الرئيس المصري لن يقاس بعدد صلواته أو تدينه، بل بمدى تحقيقه لطموحات وتطلعات الشعب المصري، وبمدى تحقيقه للعدالة الاجتماعية، وبمدى توفيره الحياة الكريمة والحرية لجميع فئات الشعب بلا قيود أو تدخل في حريات الأفراد تحت أية مسميات.
#أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟