تاريخ البصرة الرياضي ..

عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 14:22
المحور: عالم الرياضة
    

تاريخ البصرة الرياضي ..
تكتبه الذكريات وترسمه التجارب


( لم تضيء تلك الشمس بانوارها سهل وحوض النهرين العظيمين دجلة والفرات فحسب بل اضاءت كل المنطقة المحيطة بها وهكذا ادعت ما سميت بالحضارة الشرقية بسيطرتها على كل المنطقة الواسعة التي كان البحر المتوسط يحدها من الغرب وتمتد شرقا حتى تخوم الافغان واذا كان البحر الاسود يحدها من الشمال فانها من ناحية الجنوب تشمل شبه الجزيرة العربية برمتها ... انه الشرق ومن يستطيع ان ينكر بان المعرفة جاءت من الشرق .. )
(اندريه بارو)
للاسف ان نسمع ان سباتا غريبا قد يغمر مشهد البصرة الثقافي ، ومرد هذا الانتشار البطيء الثقيل يعود الى عوامل انعطافية كبيرة وراهنة ، ولسنا هنا بصدد كشف الحجب عن سلبيات وابعاد هذه العوامل ، لاسيما ونحن نتطلع دائما الى رصد الغريب المشرق ، والعجيب المبدع ، الذي ينقلنا الى مراحل تثير فينا همة العمل ، وتحثنا على الانتاج ، وتستقر بدائرة العطاء الذي لا ينضب .. انما لنبرهن على ان شعب البصرة شعب حي ولود ومنجب للابداع ، وبكافة صنوفه وصفحاته .. وهنا اتوقف امام كلمة الشاعر ابراهيم الخياط وهو يؤكد في مؤتمر ادبي قريب هذا القول ، اذ يعيد الينا في معرض كلمته ان امر هذه المدينة غريب ، فلا تمر اعوام من دون ان تلد البصرة شاعرا كبيرا ، او قاصا حصيفا ، او ناقدا راصدا ، اومبدعا عاملا .
ولعل الذي اثار بيّ هذه الشجون والاستحضارات ، هو ما فاجاتنا به اللجنة الاولمبية الوطنية في البصرة ، وهي تحط رحالها الاخير في منجز وسفر تاريخي ووثائقي مهم ، تحدد في مسح موضوعي ودراسي واع لتاريخ مدينة البصرة الرياضي . ولقد توالى على جمع ودراسة ورصد احداث هذا العمل الكبير ، ثلة من الرياضيين الكبار من الرواد والمدربين والمؤرخين والاكاديميين والباحثين والرياضيين ، من اصحاب الاوسمة والمنجزات والبطولات ، وصولا الى رصد الحقائق والاحداث والمعلومات ، ودراستها وتمحيصها ومقارنتها واحالتها مع معلومات واحداث قريبة او بعيدة ، بغية استتباب واستكمال واستقرار المعلومة . ولقد توزع هذا العمل الكبير على مجموعة من اللجان ، كونت تصانيفا رياضية ، وافردت فعاليات مختلفة ، وبينت مراحل ومنجزات متنوعة . ونشير الى ان هذا العمل قد تعزز بالصور والاستشهادات التي استعارتها اللجان المؤلفة على هذا العمل من محفوظات ومستودعات والبومات الرياضيين القدامى ، ولعل اللجنة المشرفة على هذا العمل والذي سمعنا - انه سيطبع في مطابع عربية او خليجية - قد اعتمدت على حفيظتها ووثائقها وارشيفها الخاص . ولا اخفيكم امرا بودي ان اطرحه على ساحتنا الثقافية ، وهو انني كمشرف على طبع هذا الكتاب اصطدمت بغياب واضح لدور المورخ والموثق والمتابع والراصد الرياضي ، وهو امر احيله على بقية التخصصات والتصانيف المعرفية الاخرى ، بل هو امر لا يمكن التغاضي عنه ، لاسيما وهو من مسلمات العمل التاريخي والارشيفي والتوثيقي لاي مدينة من المدن الحية . وهذا يعود ايضا على التاريخ الصحفي العراقي لما بعد مرحلة السقوط ، والادبي والفني وغيره من الاجناس والتصانيف والاطياف المعرفية الاخرى . لذا نسجل هذا الشرف الكبير الذي قطفته اللجنة الاولمبية الوطنية في البصرة ، وهي تحشر نفسها بايجابية لتزاحم الجهات التي اختصت بهذه المهمة . وفي ذات الوقت نسجل عتبنا على الجهات التي خصت بهذه المهمة والمتمثلة بمراكز البحث والدراسة والرصد والتدوين في جامعة البصرة . لاسيما وان عملا موسوعيا انبرت به الجامعة في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم ، ولكنه لم يستكمل ، مستذكرين باعتزاز ادوار راحلين كان لهم دور في هذا المجال من امثال : المؤرخ حامد علي البازي ، وغالب الناهي ، ويوسف العلي . وآخرين من الله عليهم بالعافية من امثال الاسائذة : حميد حمدان ، واحسان وقيق السامرائي ، وحسين عبد اللطيف ، وعامر السعد ، وحسن زبون العنزي ، وعبد الله العيادة وآخرين .
نستطيع القول ان مثل هذه الاعمال التوثيقية الكبيرة تتوالى عليها مؤسسات وجهات متعددة ، توخيا للامانة العلمية والرصد التاريخي الموضوعي ، والمتابعة المهنية ، لاننا ندرك جيدا ان مثل هذه الاعمال تضع الجهة المنفذة في دائرة الحرج والمساءلة ! لكننا نعي ان جهاتنا اليوم مشغولة بامورها ا، ن لم نقل ان تنصلا واضحا يجعلنا نطلق وبلا تحسب انها في (حيص بيص) .. لذا نكرر ان هذا العمل سيسجل الى اللجنة الاولمبية الوطنية في البصرة ، والى جنود مجهولين من امثال : اللاعب والرياضي الكبير كريم علاوي ، ورئيس اللجنة الدكتور مهدي الكنعان والاستاذ عبد السلام والاستاذ عبد الغفور والاستاذ كريم حشمت والعميد المهندس المتقاعد طه كريم والاستاذ الدكتور حاجم شاني والاستاذ الدكتور يوسف لازم والاستاذ آكوب هاماياك والاستاذ عبد الامير البغلاني والاعلامي جواد كاظم ومقرر الجلسات الاستاذ عبد الامير حسين والمشرف العام الدكتور مشتاق حميد الشمري رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية في البصرة .

#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات