الجمال و الاسلام

محمد عبدالله الاحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الجمال و الاسلام
لست من اولئك الذين يكتبون من الموقع الايماني ، الذين ياتون ـ باسلحتهم ـ الى ورق المقال او فضاء المحاورة . يعيب الحوار الدينومجتمعي ان المتدينين ياتون اليه ومعهم ـ نصوصهم ـ من الكتاب و الحديث و القياس ... الخ و هذا الامر صحيح اوليا و لكنه يعاني من معضلات مكان و زمان استخدام النص ، حيث ان مكان و زمان الاستخدام له سمة بشرية و ليس قدسية طبعا ، مما يفسر تناقض فتاوى رجال الدين و حتى الفرقة الاسلامية نفسها . قضية الجمال هي من اكثر المسائل جدلا و تشوشا لا بل اجزم ان المسلمين ابتعدوا عن الاسلام نفس المسافة التي ابتعدوا فيها عن الجمال ، لانهم احلوا مفهوم الزهد مكان مفهوم الجمال بسبب عدم قدرتهم على الربط بينهما . زهد الدنيا لدى الاسلام الارثوذوكسي اوصل اصحابه الى الضعف في مسائل تطويع و تجميل المحيط و كانهم يفاخرون بانهم بذلك يرضون الخالق ؟
مشهد التخلف و التبشيع اساسي في المدن العربية الاسلامية ـ الان ـ خصوصا بعد ان اصبح الاسلام الارثوذوكسي ـ حالة تراكم مفاهيم تاريخية لا عبادية ـ بالاغلب و هي بقايا انتاجات الملوك و السلاطين على حساب الايمان نفسه ، نعم ... فالايمان حافز لصنع و تطويع و تجميل الواقع و ليس بالمطلق حالة ـ خوف و رعب من اله غاضب ـ على بشري لا حول له ـ تذكروا كيف يخوفون الاطفال في المدارس بان الله يعاقب و يفزع ـ ... مع ان القاعدة ـ قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ـ الاسلام الارثوذوكسي اسلام تخويف ـ هتشكوكي ـ بينما القران الكريم سيد الكتب رحمة و عذوبة و ..جمالا
كل اياته تنتهي بلحن جمالي و كله منطوق على قد رهف العشق الايماني حتى تخاله شعرا و ما هو بشعر
هل نتشبه بالقران ؟
زورا مدننا ، قرانا ، هناك قرية سورية اسمها ـ الحصن ـ مجاورة لقلعة الحصن و بجانبها اختها ـ عمار الحصن ـ الاولى اهلها مسلمون و الثانية اهلها نصارى زوروهما رجاء و اشهدوا من الذي عمل بحسب الاية و ينتظر ان يرى الله و رسوله و المؤمنون ..عمله ؟
او زوروا كل مدننا و اسالوا انفسكم .. ايسالنا الله اولا عن عدد ركعاتنا و سجداتنا ام يسال عما فعلنا مستخلفين في هذه الارض .. نحن لابد لنا من ادراك مذهب الجمال الايماني القراني قبل اي شئ عندها سنرى العالم و الناس كما يجب
د. محمد عبدالله الاحمد

#محمد_عبدالله_الاحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات