أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير طاهر - من قتل عرفات؟ من قتل قضية فلسطين؟














المزيد.....

من قتل عرفات؟ من قتل قضية فلسطين؟


سمير طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 22:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


طالبت "السلطتان" الفلسطينيتان في الضفة الغربية وقطاع غزة باجراء تحقيق دولي في ظروف موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد نشر نتائج تحليلات كيمياوية تفترض أن عرفات مات مسموماً.
صائب عريقات كبير المفاوضين طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية، وقابله أحد قياديي حماس بمطالبة مماثلة. وقد يبدو هذا للبعض نوعاً من التوحد بين الطرفين على قضية مشتركة، ولكنه قد يكون أيضاً نموذجاً لحالات المزايدة السياسية المستمرة بينهما. وفي طبقة أعمق، ربما تفضح هذه الحماسة المشتركة لفتح وحماس إحساسهما المرير المشترك بالفشل السياسي وانعدام أي إنجاز وطني يذكر طوال السنوات الأخيرة وبمسؤوليتهما عن التردي المتواصل للقضية الفلسطينية وحاجتهما – بالتالي – الى إشغال الرأي العام الفلسطيني عن هذه الحقائق بتضخيم قضايا ثانوية يستعرضون فيها بطولاتهم الخطابية ويختبرون فيها قدرة حناجرهم على الصراخ.
الجوهر في الواقع الفلسطيني الراهن هو الملامح الآتية: إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية مستمر؛ وإن سرقة هذه الأراضي عن طريق الاستيطان مستمر؛ وإن قبول سلطة فتح بالأسلوب الحالي - الكوميدي حد الخيال – لمسرحية المفاوضات، حيث تتولى أكبر داعمي إسرائيل، أمريكا، أداء دور الوسيط بينها وبين خصمها بل والتفرد بادارة هذه المفاوضات، يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن وصول القضية الى وضع ميئوس منه؛ وإن رجعية وغوغائية منظمة حماس ألحقت الضرر بالقضية أكثر بكثير مما نفعتها؛ وإن فشل العقل الفلسطيني في إدارة قضيته العادلة، وانشطاره بين أقصى الفساد وأقصى التطرف، لن يؤدي في المستقبل الى شيء أفضل ما أدى إليه حتى اليوم. فاذا وعَيْنا هذا الجوهر فأية أهمية ستتبقى لموضوع مَن قتل عرفات؟ هل يريد العقلاء في "السلطتين" أن يوصلوا إلينا أن إسرائيل لم تقتل نشطاء وزعماء فلسطينيين من قبل وأننا بحاجة الى محكمة دولية لاثبات حالة واحدة منها؟! هل هم حقاً بهذه العبقرية؟ منذ ما قبل إقامة دولتهم والى اليوم والصهاينة يستخدمون القتل الفردي والجماعي كوسيلة عادية وبكل برود دم، فما الجديد؟ وأي "مجتمع دولي" وقف بوجه هذه الجرائم، أو حتى توقف عندها لحظة واحدة؟ وهَبْ أن المحكمة الجنائية الدولية توصلت الى أن إسرائيل قتلت عرفات فماذا سيحصل؟ إذا كان "المجتمع الدولي" كله يعرف ان إسرائيل تسرق وطناً وتقتل أبناءه، و"يدعو" إسرائيل الى التوقف عن هذا وإسرائيل تزدري بكل ذلك وتبصق عليه فماذا سيصنع في قضية قتل عرفات أكثر من "دعوة" إسرائيل الى "عدم تكرار ذلك"؟! ثم، منذ متى كانت حماس تعترف بمؤسسات هذا المجتمع الدولي ومنها المحكمة الجنائية؟ لا شيء سوى المزايدة مع منظمة فتح ما يدفعها الى هذا الاستعراض، والأمر نفسه ينطبق على فتح التي ليس من الغريب أن يكون ممثلها في المفاوضات، عريقات، هو الذي سارع الى وسائل الاعلام ليطالب بتحقيق دولي في القضية، فعريقات بالذات بحاجة ماسة الى مثل هذه الزوبعات بعد فضيحة تفريطه بالحقوق الفلسطينية الأساسية في مفاوضاته مع الاسرائيليين والتي نشرتها بالتفصيل قناة الجزيرة. ان الأشخاص المسؤولين عن تردي القضية الفلسطينية جبناء الى درجة العجز عن الاعتراف بمسؤوليتهم فيتوسلون بقضايا ثانوية للاختباء خلفها. هذا هو كل ما في الأمر. وإلا فان احتمال تورط إسرائيل في قتل الرئيس الفلسطيني وارد ولا يثير الاستغراب وإشاراته كثيرة أشهرها المقطع الذي نشرته الصحافة العالمية في وقتها من حوار جرى بين شارون وبوش الابن حيث أراد شارون ضوءاً أخضر من بوش على قتل عرفات فلم يستحسن بوش الفكرة وخشي من عواقبها فقال لشارون: خلّها على الله! وعندها أجاب شارون مرغّباً: كل ما في الأمر إننا سنساعد الله!
قد يكون الاسرائيليون قتلوا ياسر عرفات. لكن الساسة الفلسطينيين قتلوا فلسطين كلها بتعصبهم وانغلاق أفقهم وحقدهم على بعضهم الى درجة توجيههم السلاح والعداء الى بعضهم البعض بدلاً من توجيهها الى المحتل.



#سمير_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء تقرير أوروبي: الدولة الفلسطينية صارت خيالاً غير قابل ...
- مشروع التأسيس الثاني للدولة العراقية (دعوة الى جميع المثقفين ...
- الزمن حكم عليهم بالزوال
- مصر ديمقراطية أم جمهورية حنين الى الماضي؟ (رد على حازم صاغية ...
- في عيد ميلادكَ المجيد
- هيَ
- لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد
- عن موضوع الاحتلال في حوارية كاظم حبيب
- من الحرب الباردة إلى الحرب الخفية
- حول هزيمة اليسار العراقي .. شكراً لعبد الله خليفة !
- محاربة الارهاب بالفساد
- كلهم يستغلون دم مروة الشربيني
- الملتحي
- العراق 9 نيسان 2003
- العراق في وادٍ ومؤتمر ستوكهولم في وادٍ آخر
- هكذا تجري الانتخابات الاميركية!
- غباء الطغاة
- موقع لكشف الحقيقة
- أثر الأساليب التعليمية في شخصية الفرد العربي
- دعه يخطئ، دعه يتعلم !


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير طاهر - من قتل عرفات؟ من قتل قضية فلسطين؟