|
الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس من توغو
هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عادة ما يمسك المواطن العربي بالريموت كنترول مقلبا بين القنوات.. الفضائي منها والأرضي، باحثاً عن شيء ما.. لا يمت بصلة لأخبار تعطيه موجزا يوميا في مسلسل فشله التاريخي، في السياسة والاقتصاد والعلم والثقافة، وغيرها مما نجح فيه الآخرون بدرجة أو بأخرى،( ألم يضبط أحدكم نفسه ذات يوم، وهو يهرب من قنوات الأخبار الكئيبة إلى قنوات تبث البهجة والمتعة والتسلية.. بالصوت والصورة؟!)خاصة أن أخبار العراق وفلسطين يمكن اختصارها في بضع كلمات، يجوز لها أن تتكرر يوميا دون أن تكون(أخبار بايتة)، دماء وخطف وفشل في فهم العالم وعجز عن التعامل معه، وخلاص، أما أخبار العالم-غير العربي-فتحمل-غالباً- الجديد والطريف والمبهر وحتى المؤسف، وكل صفة تفيد الحركة إلى الأمام، هذا الأسبوع حملت لنا الأنباء خبرا طريفا من أفريقيا، فهناك جمهورية اسمها توغو، لها رئيس منذ عشرات السنين، تولى الحكم عام سبعة وستين عن طريق انقلاب عسكري،(أي أن جيلنا كان يومها ما زال يحبو!)ثم استمر يحكم(أو يخنق)الناس، لم تفلح معه لا مظاهرات ولا ضغوط دولية ولا محاولات اغتيال ولا أي شيء من شأنه إزاحته، يقول الخبر أن الرجل كان يستعد للتمديد لفترة رئاسية أخرى مستلهما مبدأ(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا)، لكنه وفي رحلة علاج إلى فرنسا- إذ ربما كانت علاقات بلاده مع ألمانيا ليست على ما يرام!(ثم قيل إنها ربما تكون إسرائيل، لكن السلطات الرسمية أعلنت أنها فرنسا، والخبر مازال عن رئيس توغو)خانته دنياه خلال الرحلة فمات ولم يعش أبدا، ولأن(اللي خلف مماتش!)حسب مثل شعبي(والمثل من مصر، بس الرئيس من توغو!)فإن شعبه صحا في اليوم التالي على جلسة تعديل للدستور كي يتناسب وعمر ابنه، ومن ثم أعُلن المحروس ابن الرئيس الراحل رئيسا للبلاد، ولم يفت في عضده احتجاج الاتحاد الإفريقي على مشروعية التحول إلى ملكية.. بقرار جمهوري! حتى هنا ما زال الخبر عن توغو، أحدث الممالك التي تولد من رحم الجمهوريات، فهناك سوابق عديدة في عالمنا الواسع، ما يجعل خبر وراثة الحكم الجمهوري في توغو خبرا طريفا ولكن ليس غريبا، ففي إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة كان إلهامي علييف هو نجل الرئيس حيدر علييف وكنا ندهش حينها(منذ بضع سنوات فقط)حين نسمع عن الاستعدادات الرئاسية لتوريث الحكم في هذه الجمهورية، ولم يقتصر أمر هذه الظاهرة العولمية الطريفة على التحول من جمهورية إلى ملكية ذات صباح! بل هناك(ثورات)تحولت إلى ممالك تورث فيها الثورة نفسها! فهذا جوزيف كابيلا ابن لوران كابيلا قائد ثورة ما، في جمهورية الكونغو، نقلت لنا الأخبار ذات يوم خبر انتقال(ولاية أمر الثورة)بعد مقتل الأب إلى المحروس ابنه جوزيف كابيلا، أما على الصعيد العربي، فللعرب(سابقة)وقريبا جدا ستكون هناك(لاحقة)وربما(لواحق)! ففي دولة الأمويين لم يستغرق تعديل الدستور أكثر من نصف ساعة! كي يتناسب مع عمر يزيد حتى يرث الحكم من معاوية! الملفت للنظر حقا هو هذه المشكلة، مشكلة الدستور! فهؤلاء(المبتدئون)لا يراعوا مثل هذه المفاجآت عند وضعهم لبنود دستور بلادهم في مطلع شبابهم، وهو ما قد تتنبه له بلدان أخرى عند مراجعة دساتيرها! فقد تترك فراغا في مكان السن القانونية لتولي الرئاسة في بنود الدستور، حتى يسهل ملئه بسن الابن الفعلي لحظة وفاة الرئيس الأب، دونما حاجة إلى تعطيل البرلمان هذه النصف ساعة الثمينة لتعديل الدستور! ويبدو أن المسألة قدرية أو هي مسألة حظ! فلو كان الرئيس أياديما رئيس توغو سافر للعلاج في ألمانيا وليس فرنسا! لرجع حيا وشهد وصول ابنه إلى السن القانونية في حياته! لكن المشكلة حلت على كل حال وتم تعديل الدستور المسكين، ولا تسأل أين الشعب! فالشعوب في مثل هكذا حالات تنشغل بالتليفزيون(ونحن العرب جربنا ذلك أيام تعديل دستور معاوية)ولا تفيق من الدهشة إلا بعد رفع جلسة البرلمان التي يعدل فيها الدستور! ثم تعود لتنشغل بمتابعة مراسم تنصيب/توريث الرئيس الجديد، فمتابعة هذه المشاهد تكون مسلية على التليفزيون أكثر من متابعتها تحت وابل رصاص الشرطة في الشوارع! ولن يحول احتجاج الاتحاد الإفريقي على مشروعية التوريث دون وصول برقيات التهنئة إلى أياديما الابن، وربما تكون إحدى تلك البرقيات من(جمهورية)عريقة كجمهوريتنا الحبوبة مصر! برقية رسمية قد يكون فحواها: السيد الرئيس أياديما الابن....(مبارك) عليكم!!
** الديني والسياسي في أخبار العرب وغيرهم: عندهم الديني يختفي وراء السياسة، وعندنا السياسة تتخفى وراء الدين نشرات الأخبار في الفضائيات العربية على اختلاف توجهاتها، تحمل في عناوينها الرئيسية دائما أخبار العراق وفلسطين والعنف في السعودية، ثم أخبار التناحر بين شمال السودان وجنوبه وغربه، ثم بدرجة أقل أخبار عن تذمر النخب المثقفة في مصر، من ركود الوضع السياسي المصري وعدم توفر فرصة تداول السلطة، وبعدهم تأتي أخبار ثانوية متفرقة عن باقي البلدان العربية والعالم، القاسم المشترك في أخبار هذه البلدان هو هذا التمازج بين الدين والسياسة، الذي وإن كان واقعا عربيا معاشا منذ قرون ومتجذرا في النفس والعقل العربي، إلا أن الفضائيات- على اختلاف توجهاتها- نجحت في تكريسه عندما دعمته بالصورة التي ترسخ في الأذهان، بعد أن كان فكرا مجردا في الشعور اللاواعي(بل وربما حتى الواعي)، فعلاوة على المشهد الذي صار مألوفا بسبب الفضائيات، مشهد الملثم حامل البندقية وعلى رأسه لفافة تحمل عبارات دينية، وخلفه مقولات دينية أخرى- قرآنية أو من الحديث النبوي الشريف- معلقة على الجدران، يعلن بخطاب ديني أنه(مشروع شهيد ديني في صراع سياسي دنيوي)، فإن هناك تلك الشعارات الدينية، التي تشاهدها أو تسمعها في الخطاب السياسي/الديني أو الديني/السياسي، الذي تطرحه كل أنواع المقاومة أو المعارضة في تلك البلدان، وهي مسموعة ومرئية كل يوم- بل كل ساعة- بفضل الفضائيات، شعارات كلها دينية، بينما الأفعال كلها سياسية، الصراع بين السلطة والقوى الإسلامية في مصر والسعودية على سبيل المثال هو صراع على الحكم، قد تختلف أهدافه ودوافعه بين تيار وآخر، بينما في جوهره هو صراع على السلطة، لكنه لا يأخذ شكل التنافس التقليدي على السلطة في باقي المجتمعات، هو دائما ومن كل الأطراف مدجج بالمقولات الدينية التي تعطي كل طرف حق(خلافة الله)في البلاد! ومن ثم تعطيه حق(تكفير)الخصم.. المطالب هو أيضا بالسلطة، على الجانب الآخر تجد في أخبار العالم- الغربي منه بالذات- خطابا سياسيا صرفا، لا علاقة له بالدين ولا تستند شعاراته إلى مقولات دينية، لكن مقولات الدين المسيحي رغم ذلك تبرز أحيانا فيما وراء بعض القرارات(خذ مثالا على ذلك المفاوضات الصعبة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، فاعتراض الأوروبيين على انضمام تركيا إلى اتحادهم لا يذكر فيه مباشرة مشكلة أن تركيا دولة مسلمة ترغب في الانضمام إلى النادي الأوروبي المسيحي، وانما تأتي حيثيات الاعتراض كلها حول موقف تركيا من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة في النهج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وغيرها، مثل موقف تركيا من حكم الإعدام أو تحريمها العلاقات الجنسية بغير زواج أو غير ذلك)، وإذا كان للفضائيات- حقيقة- خاصة الإخبارية منها، فضل تحويل بعض المواطنين العرب إلى(مدمني متابعة الأخبار)، فإن بعضهم الآخر يقطع مسافة أكبر لينظر فيما وراء الأخبار، وهو ما يدفع إلى طرح هذا التساؤل: ما الفرق إذن بينهم وبيننا، فيما يتعلق بالمنطقة الفاصلة، بين الدين كوسيلة ابتدعها الإنسان منذ فجر تاريخه ناشدا بها الاطمئنان لمصيره بعد الموت، والسياسة كوسيلة ابتدعها الإنسان منذ فجر تاريخه أيضا على الأرض، كوسيلة يحسن بها حياته وعلاقاته مع الآخرين أفرادا وجماعات؟ هذا الفرق تلمسه بشكل مباشر في مسلسل الأخبار اليومي، عندما تجد الطرح الحزبي يسوق بين الناس باعتباره(صك الغفران)الذي يضمن جنة خضراء لمواطن محروم من كل شيء،(لكنها ليست هنا)، وهو ما يترتب عليه نشوء وجه ديني- بما للدين من حسم وقطع- لأطروحات حزبية تعبر عن مصالح فئات متصارعة في المجتمع، أي أن السياسة هي الهدف هنا لكنها(تتخفى)وراء الدين، لجذب جماهير تنام وتصحو بحثا عن(وسيلة مضمونة)لنيل ما حرمت منه، فلا تجده ها هنا في الأرض، وإنما هناك في الجنة الخضراء! حيث يتحصل الإنسان/المواطن على كل الملذات دونما جهد، وصورت الجنة لهم باعتبارها(نادي للكسالى)! بينما في المجتمعات التي توصلت منذ قرون إلى(عقد اجتماعي)، تتحدد فيه آليات صراع المصالح بين فئات المجتمع على أساس(ما لنا وما علينا فيما بيننا.. هنا على الأرض)، اكتفى فيها الدين- أو أجبر على الاكتفاء- بدور(الملطف)لوحشية الصراع، دونما تدخل بمقولاته الغيبية في عملية التنافس ذاتها، فالسياسة هي أيضا الهدف عندهم، لكن الدين فيها صار(ملطفا)وليس مسيرا، لذلك صارت المسيحية اليوم- في الغرب تحديدا- دينا لطيفا غير متوحش غير منافس، ليس بتطور المسيحية ذاتها، فقد كانت دينا له وجه متوحش مفترس عندما كانت محاكم التفتيش في عصور الظلام الأوروبية تحرم الناس من التخيل والتفكير ومن ثم الإبداع، أما اليوم، فإن العلمانية منحت المسيحية وجها متسامحا، فصارت في حياة الناس(محبة وسلام)، فانطلق الناس يبدعون، يصيبون مرات ويفشلون مرات أخرى فيصلحون من جديد أخطائهم، ليحدث هذا التقدم المذهل في الفكر والعلم عندهم. الفارق الثاني بيننا وبينهم، يتمثل في الوعي العام بهذا الفاصل، لذلك تجد النخب المثقفة في المجتمع الأمريكي تسخر من الوجه الديني الساذج الذي يحاول بوش(التلثم)به! فهم يعرفون أن صراع الولايات المتحدة مع العالم هو صراع بين قوة إمبراطورية جبارة تريد المزيد من الهيمنة، وعالم- على اختلافه- يتذمر ويحاول بشتى الصور الإفلات من مدى تأثير هذه القوة، فكان أن كتب مثقفان أمريكيان هما ديفيد دوم وكيفين كو، مقالا بعنوان(بوش والله وخطاب الاتحاد)! أحصوا فيه ساخرين عدد مرات استخدام بوش للفظ الجلالة(الله)في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد للولايات الأمريكية، أما عندنا فإن(التكفير)هو مصير كل من يحاول طرح إشكالية الدين/السياسة، وقد تصل الأمور إلى قتله إما من قبل الجماعات الموجهة للخطاب الديني ذاتها أو من قبل البسطاء الذين يتأثرون بهم، وأحيانا تحاول هذه النخب استخدام الخطاب الديني نفسه لإثبات الأثر المباشر لتخفي السياسة وراء الدين في عرقلة التقدم، ومصيرها الفشل.. إذ تدور في نفس الدائرة المفرغة. من هذا التأمل فيما وراء أخبارهم وأخبارنا، تبدو الفضائيات العربية بما لها من انتشار وتأثير على ملايين العرب، مطالبة ببدء التخطيط باستراتيجية بعيدة لبدء(عملية تنوير)حقيقية، تفصل- ولو بالتدريج- بين هذا الزوج المتلازم في العقلية العربية،الدين/السياسة، وتحول الدين الإسلامي(أو في الواقع تعيده إلى صورته المثالية الأولى)إلى دور الملطف، وليس الفاعل في حياة الناس، لكن ذلك الأمل يخبو، عندما تواجه التساؤل الأخطر: ترى... من هم أصلا.... الموجهون لهذه الفضائيات؟؟!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
-
رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
-
عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
-
المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
-
الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم
...
-
بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل
...
-
مبارك : أنا عايش ومش عايش
-
فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
-
أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
-
استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي
...
-
مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد
...
-
مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب
...
-
سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
-
الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
-
هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ
...
-
امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين
...
-
حول موقع مصر في المشروع الاميركي لدمقرطة العرب: المسألة القب
...
-
المثقف المصري وأوان المواجهة الشاملة مع العائلة الحاكمة في م
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|