أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان أمجد حسن - نقد الدين والإستغلال














المزيد.....

نقد الدين والإستغلال


مروان أمجد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 15:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين هو تخيلات وأوهام إبتكرتها البشرية لرسم السعادة الخيالية على عالم مليئ بالعذابات والدموع والآهات على عالم بلاروح ولا ضمير على عالم لا يعتبر الإنسان أثمن ما في الوجود على عالم سعادته قصيرة لا مستدامة على عالم لا يمنح الحب والسلام للأبد بل يقلصهما ويشترط وجود الكراهية والصراع والإختلاف ليمنح الإنسانية الحب والسلام الآنيين، إلى حد جعل الإنسانية تفكر بالهرب من هذا الواقع من هذا العالم إلى حياة آخرة متخيلة يملئها الحب والسلام الأبديين والراحة والسعادة ،إن نقد الدين هو نقد السلاسل والقيود التي كبلت بها الإنسانية والذي تم إستعماله كسلاح من قبل طبقات سادت لإستغلال الشعوب وعلى مر مراحل التاريخ المختلفة ، إن نقد الدين يهدف إلى تحرير العقل البشري من هذه الإوهام والتخيلات التي كبلت الإنسانية وحينما كان يعتبر الحل بالنسبة لها إرتد على الإنسانية على شكل مشكلة عالمية عانت وما زالت تعاني الإنسانية من وجودها فبدل الراحة والسعادة أتت الدموع والمعاناة والآلام الإنسانية والتي نلاحظها حتى يومنا هذا ،فتلقفت الطبقات السائدة هذا الدين وعملت على إستغلال الشعوب من خلاله فالدين كان وما يزال المدفعية الأقوى لكل طبقة سائدة وفي مختلف العصور فعملت هذه الطبقات السائدة على دك حصون الشعوب ومنع التواصل الإنساني بواسطة هذا الأفيون هذا الديناميت والذي يعتبر الأقل تكلفة من بين جميع الأسلحة فكان الإضطهاد والإستغلال والإغتصاب لمختلف الشعوب وثروات بلادهم وخيراتهم تحت مسمى الدين وإسم الله المقدس والفتح العظيم، فكانت الشعوب هي بارود ووقود أي حرب كانت تندلع ضد شعوب أخرى فالدين يعمل على تحفيز الشعوب للإقتتال والصراع والإختلاف وهو أداة لا مثيل لها لإستغلال الشعوب ، فالدين كان وما يزال له مروجوه الأكفاء الأنقياء المتطهرين وفي كل العصور التي مرت بها الإنسانية وهؤلاء المروجين يحضون على إحترام وتقدير عامة المجتمع والذي تم حشو عقول أفراده بأوهام وتخيلات وقصص أسطورية مع براعة لغوية باهرة وخطب حماسية تفوح منها رائحة الموت ورائحة الفردوس المتخيل ، فكان لهؤلاء المروجين الإحترام والتقدير من قبل المجتمع المغيب، فكان الدين وما يزال يعتمد في بقائه على المخزون الكبير من الشعوب الجاهلة المتوهمة وهذا المخزون تم إنشائه من فكرة الخوف من العقاب والنار التي وقودها الناس والحجارة هذا ما يسمى بالإرهاب الفكري أما السم الذي يجري في عروق هذه الشعوب فهو الإيمان بهذه الأديان والذي يصور لهم الفردوس ومستعدون للموت في سبيل الحور العين وأنهار الخمر الخ من الخزعبلات والقصص الأسطورية، فأصبح الدين أفيون الشعوب الأكثر لذة والأسهل شرباً وحقناً في أحاسيسنا وعقولنا والأرخص ثمناً من أي أفيون أفغاني، فالدين يرفض أن يكون أكثر إنسانية وعدلاً وإنصافاً وأكثر خلقاً ورحمة لأنه بهذا الشكل يصبح لا يتماشى مع مصالح أي طبقة سائدة في أي مجتمع كان، فينهض خطباء الطبقات السائدة أصحاب الد شاديش واللحى والعمامات فيستعينون بأعتى الأسلحة ويعملون على إثارة النعرات الدينية والطائفية وتحفيز الشعوب ومن ثم توجيهها إلى المستقبل الموحش المظلم الرجعي المستقبل الذي كنا نحلم به إنه وبكل بساطة مستقبل الصراع والموت المحتوم تحت راية الدين، من أثمن وأغلى الأديان أم دمعة أم ؟ كم من الدموع الإنسانية ذرفت من جراء حروب كان سلاحها الدين؟ أليس الدين أشبه بالطاعون الذي فتك وما زال يفتك بالإنسانية ؟ إنه أشبه بالموت البطيئ للإنسانية وهذا المرض هو أول من يجب إستئصاله فهو أعظم بلائ أصاب الإنسانية في الصميم وعمل على خصيها فأصبحت تزحف على ركبتيها خوفاً وطمعاً في حساب يوم عظيم الذي سيعطي الإنسانية الحسنات والخيرات والجوائز القيمة على قتل الإنسان أخيه الإنسان من أجل تطبيق بعض الخرافات، أصبح الإنسان عدو أخيه الإنسان أصبح هناك إضطهاد إستغلال إحتلال فالدين يناقض نفسه بطريقة تجعله مرناً لأي طبقة سائدة فلا يمكن أن يكون شريراً أو خيراً على الإطلاق لأنه يفقد سبب تكوينه الإنساني ، لنرجع إلى إنسانيتنا التي توحدنا ضد أي عبودية أو إستغلال أو جهل فالأرض بيتنا كلنا والعلم خلاص لنا جميعاً من كل الأوهام والخرافات التي تجرنا إلى الموت المحتوم ولنتخلص من هذا المرض الذي إسمه الدين.



#مروان_أمجد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان أمجد حسن - نقد الدين والإستغلال