أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عيسى الصباغ - هل للديمقراطية صكوك غفران














المزيد.....

هل للديمقراطية صكوك غفران


عيسى الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 15:19
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


حينما تسلّم الاسلاميون السلطة في ايران ،هل شُنّت عليهم حملة إعلامية مثلما يُشن الآن على أخوان مصر ؟ ألم يستبشر اليساريون والديمقراطيون خيرا بما حدث في ايران ؟ ألم يضعوا عمامة خميني بمصاف قبعة جيفارا؟ بل أعلى ، فكما هو معلوم لدى العرب ان من فوائد العمامة أنها زيادة في الطول وعلوّ في المقام ، وهنا في العراق حينما تسنّم حزب الدعوة الاسلامي السلطة ، وأصبح بيديه خطامها ولجامها ،أما سمعت الناس ماذا تقول يومذاك :(خطية مظلومين.. يمعودين انطوهم فرصة وشوفو حكمهم ... هسه تمام جونا ناس يعرفون الله ويخافونه... شوفو شلون العراق راح يصير جنة ) وما شابه من هذه الاقوال التي هي في الحقيقة إعلام شعبي مسيّس ومأدلج وتقف وراءه مؤسسة دينية كبيرة (الحوزة) ولم نرَ ولم نسمع ولم نقرأ في أي صحيفة تسفيها لحزب الدعوة مدنيّيه أو معمّميه ، رجاله أو نسائه ،الا بعد أن انكشف دجلهم وأصبحت لصوصيتهم على كلّ لسان ، ومع ذلك فهناك من اليساريين في العراق من يدافع عنهم ، ويسوّغ حتى اقتحام قوات المالكي لمقر الحزب الشيوعي في ابي نواس مع انه منزوع السلاح والحول والقوة وقد سلّم أمره للواحد الأحد مع عدم إيمانه به ، واتخذ موقف الصمت ، وكأنه يخبرنا أن ّ الضرورات تُبيح المحضورات أوعلى الاحوط لزوما ترك المواجهة في مثل هذه الظروف القاهرة ، وحينما فاز الأخوان بالانتخابات في مصر (وفوزهم بدرجة مقبول) زلزلت الارض زلزالها ، وهوت النجوم من مواقعها واشتعلت الصحف بالنكات (البايخة والقوية )واهتزّت أجهزة الإعلام وربت وأنتجت من كلّ زوجين اثنين من التعليقات والتكهنات والتحليلات والتنبّؤات ...هاي شكو يمعودين ظهر المسيح الدجال ، لو ياجوج وماجوج كسرو السد وانساحو علينا. هو حزب اسلامي وصل للسلطة . زين تركيا مو يحكمها حزب اسلامي وأثبت جدارته بالحكم ، وكذلك المغرب وصل فيه الاسلاميون الى البرلمان بأغلبية وتونس أيضا ولكن جلّ ما أخشاه أن يكون نجاح الاسلاميين يذكّر بإخفاق اليساريين وتراجع جماهيريتهم ، إذ لابدّ من مواجهة أخطائنا ، ولا أخفي أمرا ربما حسدناهم على هذا النجاح ، فأخذنا نشنّ تلك الغارات التي أراها أنا ظالمة وغير منطقية علما - ولا بدّ من قول هذا - إن أشكال الحملات وأساليبها تقليدية وعتيكة من زمن حزب الاتحاد والترقي يعني من زمن العصملي بمعنى آخر إن بعض مواقع اليسار لا تتورع عن استخدام أساليب متهرّئة ورجعية في مهاجمة خصومها ،ولِمَ لا فالغاية تبرّر الوسيلة مع انهم شديدو النقد لميكافلي ونادرا ما وجدت شيوعيا او ما شابه يقرأ كتاب الامير ، باختصار وهذا ما اريد ان أصل اليه ، اذا كان الفرس يحتقرون العرب كما بيّن ذلك الكاتب اليساري علي الكاش في أكثر من مقالة له فأننا نحن نحتقر أنفسنا وندأب على جلد ذواتنا ونسخر منها ونطلق النكات حولها وعليها ، أليس للأخوان موقع بيننا وعلى أرضنا . لماذا لا نحترم مواقعنا ؟هل الديمقراطية حكر على ناس دون آخرين ؟من يعتقد أن اليسار هو المرجعية الدينية للديمقراطية ، وبيده قوائم الفرز والتوزيع والتصنيف ،وعنده صكوك الغفران يوزّعها على من يشاء ويمنعها عمن يشاء ،لو حصرنا الامر على هذا النحو ، أليس هذا نوعا من الميتافيزيق والميتا ديمقراطيك ؟ ليس هذا دفاعا عن الاخوان أو الأسلام السياسي ، ولكنه دفاعا عن الديمقراطية وقيمها ومبادئها ، بدليل أن الدول التي تحفل بهذه القيم والمبادئ وتجعلها عصب حياتها ومثابات لتقدّمها ، لا تتردد في منح الأسلاميين اللجوء السياسي والإنساني ، وبصرف النظر عن متطرّفيهم وسلوكياتهم الشائنة ،قأن تلك الدول تنحى منحى إنسانيا ، فلماذا لا نرقى الى هذا المستوى من التفكير والسلوك ، ونحكم على الناس بأفعالهم لا بالنيات التي نتكهن بها .



#عيسى_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكوى خروف في الهوى لخروف
- بغداد صارت جنّة
- تمرّد الروح على قفصها الطيني .. مواجهات كازانتزاكي
- من أدبيات الفيسبوك .. خطاب الأسماء المستعارة
- مسرح الملائكة..أقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عيسى الصباغ - هل للديمقراطية صكوك غفران