|
أزمة ألنقص الحاد في أطباء التخدير في العراق - بيان الجمعية الطبية العراقية العالمية - بريطانيا
مؤيد أسماعيل عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 08:50
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الجمعية الطبية العراقية العالمية - بريطانيا بيان م / أزمة طب التخدير في العراق
تعبّر الجمعية الطبية العراقية العالمية عن قلقها البالغ من النقص الشديد والمتعاظم في الأطباء المختصين والمتمرسين في أختصاص التخدير في العراق، مما أدّى الى غلق صالات العمليات في بعض المحافظات وتأجيل العمليات الجراحية للمرضى في تلك المحافظات. و مما يزيد من مخاوفنا وقلقنا هو عدم وجود بوادر للحل و كذلك الأحباط الذي بدأ يصيب هذه النخبة العالية التخصص والنادرة في جميع دول العالم بما فيها الدول المتقدمة. يعتبر الأختصاص في طب التخدير من أصعب التخصصات الطبية ، حيث يقضي طبيب التخدير فترة تتراوح من سبع الى عشر سنوات في التدريب المتخصص بعد التخرج من كلية الطب ليصبح بعدها مختصآ في التخدير. وبالرغم من كلّ ذلك ألّا أنّ الطبيب العراقي المختص بالتخدير لازال يعاني من الأهمال والنظرة الدونية من الأدارات الصحية المتعاقبة وكذلك التجاهل الغريب والمؤلم من قبل المواطنين بل حتى من بعض الزملاء لدور هذه النخبة في المؤسسات الطبية وأهميتهم في ديمومة العمل الطبي والصحي ، حيث يوصف طبيب التخدير في بريطانيا مثلآ " بالداينمو " والمحرك لكل المستشفيات و بجميع تخصصاتها. وما أغلاق صالات العمليات في بعض المحافظات ألّا دليل واضح على الاهمية والمكانة الحساسة لهذه النخبة الطبية المضحية. وممّا يؤسفنا حقآ ، غياب ألأصوات التي من المفترض ان تكون راعية للطبيب من كل الاختصاصات كنقابة الأطباء والجمعيات الطبية الفاعلة في الوسط الطبي في العراق، أذ أكتفى دورها على المشاركة السطحية وبدون تقديم الحلول والمقترحات لحلّ هذه الأزمة . أن الأزمات والصعوبات التي يعاني منها أطباء التخدير ليست بالحديثة بل ان النقص الحاد بأطباء هذا الأختصاص يعود الى فترات طويلة. ولم تحاول الانظمة المتعاقبة على أيجاد الحلول الناجعة والطويلة الأمد، بل تركزت على الحلول الوقتية الآنية. وسبب ذلك يعود الى عدم جدية الأدارات الصحية المتعاقبة على دراسة واقع التخدير بصورة منهجية واساليب علمية ، وعدم الأخذ بوجهات نظر وآراء أطباء التخدير أنفسهم ، بالأضافة الى عدم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال . أن عزوف الأطباء الخريجين الجدد عن التقديم لهذا الاختصاص الممتع والحيوي والمعروف بمهاراته الخاصة والنادرة ، أنمّا يدلّ على قصور واضح وصريح في التعليم الطبي الأولي وعدم التقديم لهذا الأختصاص بصورة جدية. ومن هنا يجب ان تبدأ الحلول الطويلة الأمد. أن الجمعية الطبية العراقية العالمية تنظر بمنظار علمي ومنهجي لعلاج هذه الأزمة المزمنة وترى ان هناك حاجة ماسة لخطة طويلة الأمد لعلاج هذه الازمة بالاضافة الى خطوات سريعة لمعالجة الازمة الحالية . وترى الجمعية أيضآ ان من واجب وزارة الصحة ونقابة الأطباء وكذلك اللجنة الصحية في البرلمان، الأستماع لمطالب أطباء التخدير والعمل الجدي لتلبيتها . وتقترح الجمعية الطبية العراقية العالمية الخطوات التالية للمساهمة في الحلّ الوقتي لهذه الأزمة وتتمثل:
1/ رفع المستوى المعيشي لاطباء التخدير وزيادة رواتبهم بما يتناسب والمستوى المعيشي للأطباء وكون مهنة التخدير لا يصاحبها دخول اضافية من العيادات الخاصة وقلة المستشفيات الخاصة في المحافظات . 2/ حماية أطباء التخدير من ظاهرة الفصل العشائري الشاذة والغريبة على المجتمع الطبي العراقي . ويجب ان تكون هذه الحماية فاعلة في ملاحقة ومعاقبة ممارسي هذه الظواهر . 3/ أسناد المسؤوليات الأدارية لأطباء التخدير والعمل على رفع معنوياتهم من خلال الأشادة بدورهم في الأنجازات الطبية في المحافظات . 4/ الكفّ عن أساليب التهديد والوعيد في التعامل مع أطباء التخدير والكفّ عن الضغوط النفسية ضدهم من قـبل مديريات الصحة وذلك بالترويج لخطط الوزارة باستقدام أطباء هنود. أن هذه الاساليب تؤدي الى نتائج عكسية وتزيد من عزوف الأطباء بل وترك الأطباء المخدرين لمهنهم والسفر خارج العراق . ان على الوزارة ان تنظر الى حلول من داخل العراق قبل التوجه الى الخارج . 5/ دعوة المراجع الدينية للأشادة بدور أطباء التخدير وجهادهم من أجل تغطية النقص الشديد في أطباء التخدير . 6/ الأستفادة من الكم الهائل من الأطباء العراقيين المختصين بالتخدير والعناية المركزة والمنتشرين في جميع الدول الاوروبية وأمريكا والدول العربية ومحاولة أشراكهم في ايجاد الحلول الطويلة الأمد للأزمة.
أمّا بالنسبة للحلول الجذرية فأن ذلك يتطلب دراسة مستفيضة لواقع التخدير في العراق ويتطلب تظافر الجهود لجميع الجهات التي تتعامل مع الواقع الطبي العراقي كمجلس النواب ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي ونقابة الاطباء والجمعيات المهنية الطبية.
أن للجمعية الطبية العراقية العالمية خارطة طريق وخطة طويلة الأمد لأنهاء هذه الأزمة المستديمة . وتتلخص هذه الخطة بما يلي: 1/ أجراء دراسة منهجية لمعرفة أحتياجات العراق المستقبلية للأطباء المختصين بالتخدير. 2/ أعادة تأهيل وتأسيس جمعية التخدير العراقية وأعادة تكوينها من ممثلين لجميع محافظات العراق ، لكي تكون الممثل لتطلعات أطباء التخدير العراقيين ويجب ان تكون هذه الجمعية بمعزل عن الهيئات الأكاديمية لكي تمثّل آراء ووجهات نظر الأطباء في المحافظات والأقضية . 3/ التأسيس للعيادات الاستشارية لأطباء التخدير في جميع المستشفيات العراقية . أن هذا من شأنه ان يرفع من مستوى طب التخدير الى مصاف الدول الأوربية ، وكذلك من شأنه ان يعرّف المواطنين بأطباء التخدير مما يكون له أنعكاس طيب لدى الأطباء ورفع لمعنوياتهم . 4/ التأسيس لردهات العناية المركزة وألحاقها بقسم التخدير في جميع المستشفيات وليس المستشفيات الجامعية فقط وذلك تماشيآ مع التطور الحاصل في جميع أنحاء العالم . وكذلك أرسال البعثات والأيفادات للتخصص في هذا العلم الحديث والذي من شأنه أنقاذ حياة الآلاف من المرضى وكذلك جذب الأطباء الجدد لهذا الفرع المتجدد ابدآ . 5/ التأسيس للعيادات الأستشارية المتخصصة بعلاج الآلام المزمنة وتحت أشراف أطباء التخدير كما هو معمول به في شتى أنحاء العالم. وبهذا نكون قد أنجزنا خطوة على طريق المساواة مع الأطباء الأختصاصيين من الفروع الأخرى للطب مثل الباطنية والجراحة والكسور . 6/ تغيير مناهج الأختصاص العالي في الجراحة والباطنية كالبورد العراقي والعربي ليشمل التدريب لمدة سنة كاملة في التخدير والعناية المركزة . أن هذه الخطوة تضمن لنا سيل من المتدربين يسدّ النقص في المحافظات وكذلك يرسخ من أهمية طب التخدير لدى الزملاء الجراحين وأطباء الباطنية . 7/ أعادة النظر في المناهج الدراسية لكليات الطب وأدخال هذا الاختصاص في لبّ الدراسة والتطبيق العملي لما له من دور في رفع مستوى المهارات الاساسية لطبيب المستقبل. ولعلّ في تجربة الكليات الطبية البريطانية في الأستفادة من أقسام التخدير في المستشفيات لتدريب الطلبة لهو خير دليل على ما يمكن ان يقدّم طبيب التخدير من أضافة هامة وحيوية للتعليم الطبي . أن مثل هذه الخطوة من شأنها زيادة أعداد المتقدمين للتدريب على طب التخدير لدى طلاب كليات الطب العراقية . أن حجم المشكلة يتطلب أرادة سياسية وتظافرآ لجميع الجهود كما ويتطلب التفاني والعمل الصادق والنبيل خدمة للعراق والشعب العراقي . أن الجمعية الطبية العراقية العالمية تضع جميع أمكانياتها في خدمة هذا الهدف النبيل الا وهو الأرتقاء بطب التخدير الى مستويات عالمية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الجمعية الطبية العراقية العالمية - بريطانيا الدكتور مؤيد أسماعيل عزيز طبيب أستشاري تخدير رئيس الجمعية الطبية العراقية العالمية المملكة المتحدة [email protected] www.iraqimsi.com
#مؤيد_أسماعيل_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستشار لبايدن يقيم خطط إيران النووية بعد سقوط الأسد.. ويرى -
...
-
ما حقيقة فيديو أول استعراض عسكري في سوريا بعد سقوط الأسد؟
-
بوتين يتوعد أوكرانيا بمزيد من -الدمار- بعد هجوم بمسيّرات
-
اتصالات مصرية مكثفة مع وزراء خارجية عرب بشأن سوريا
-
-الباييس-: ترامب نصح زيلينسكي بالتفكير ببدء المفاوضات مع روس
...
-
فيصل المقداد يصدر بيانا بشأن التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط
...
-
زاخاروفا تعلق على لقاء زيلينسكي بفرق الكشافة!
-
نائب المستشار الألماني يحذر من نشر مشاعر الكراهية وعدم الثقة
...
-
نائب أوكراني يوضح أهمية استمرار الصراع بالنسبة لزيلينسكي
-
إدارة ترامب تدرس إلغاء تعديل دستوري بشأن منح الجنسية الأمريك
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|