أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - المُهرِّجون والمُتفرِّجون














المزيد.....

المُهرِّجون والمُتفرِّجون


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 22:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


كلما اختلطت وتشابكت الأمور من حولنا، تعاظمت الحاجة إلى تفسيرات موضوعية بعيداً عن الانتماءات والتنظيرات غير الشافية. فلا "يتناطح عنزان" حول حساسية ودقة المرحلة التي يمر بها عالمنا العربي، وما أفرزته من آراء متناقضة تماما إزاءها. ذلك يتمثل في آراء تقول إن مؤامرات غربية هي التي ترسم فصول المرحلة المقبلة، وآراء تزهو، حتى الثمالة، بأن العرب هذه المرة بأنفسهم يقودون التغيير، وما بين التناقضين آراء خجولة تميل حيث تميل آراء الآخرين.

ما تفتقده غالبية العرب في هذه المرحلة هو وجود المفكرين الحقيقيين الذين من الواجب أن يطلوا هم على الإعلام بكل وسائله حتى يفسّروا لعطشى المعرفة ما الذي يحدث ولماذا يحدث، بصرف النظر إن كان تفسيرهم سيسعدنا أم يتعسنا، فالطبيب إذا صارح مريضه بحقيقة المرض الذي يعانيه، فإنه حتما لن يسعده، لكن على الأقل يريح بال المريض من نوبات الوسوسة والتفكير والتأويل، حتى لو كانت صراحة الطبيب قاسية بقساوة المرض.

ذكرتُ في مقال سابق أن ثورات أوروبا، وغيرها، قامت على فكر فيلسوف أو اثنين، أو يزيد قليلاً، أما في عالمنا فآلاف "المتفلسفين" يتشكلون الآن على فكر الثورات، لدرجة أن بعضهم وصلت به الحالة أن يدعي أنه مُنَظّر ومفجر الثورات. والخطورة ليست فقط في التنظير الذي ينشره عبر وسائل الإعلام، إنما حين يكون تنظيراً أو تفسيراً لحدث من منطلق انتمائه لا من منطلق الموضوعية التي قد تكون أحياناً ضد قناعاته، ولا غرابة في ذلك ما دام كثير من هذه الشاكلة يحوّلون هزائم العرب إلى انتصارات، ولعل الطفل، أحياناً، يدرك أنها هزائم.

ما أراه، على الأقل أنا فلا أتحدث نيابة عن غيري، أن كثيراً ممن يتحفوننا بإطلالاتهم على الشاشات وفي الساحات لتفكيك ألغاز المرحلة الربيعية العربية ما هم إلا ممارسون للتهريج السياسي والتهييج الخطابي والترويج الحزبي، بمعنى أن كلاً منهم تهمه مصلحة ما ينتمي إليه أكثر من التفكيك الحيادي والموضوعي للمجريات، أو حتى لو كان تفكيكاً متبوعاً بالتوقعات.

ذلك لا ينفي وجود من هم حقاً قادرون على هذه المهمة، فهم موجودون حتى لا يُظلم أحد فأقع في منزلق التعميم الظالم دائماً. لكن أغلبهم غائبون أو مغيّبون، وفي كلتا الحالتين آلوا إلى صفة المتفرجين، ونحن في أمس الحاجة إليهم. إنهم يتفرجون على المهرجين، ويتفرجون على المتفرجين على المهرّجين، وما بين متفرِّج ومهرِّج ومروِّج ومهيِّج غاب من يفرّج عنا كربة عسر فهم المرحلة حتى لو كان الأمر عكس ما نشتهي، لكن على الأقل سنقول إننا عرفنا، ولسنا نائمين أو هائمين نرى المتغيرات تنوء بنا ونحن نقول عن أنفسنا أولي القوة.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تويتر وفيسبوك اختبار للعرب
- فوبيا انتقاد الإسلاميين
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - المُهرِّجون والمُتفرِّجون