الحرية لطالي فحيمة

رونا سيجال

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 12:00
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

لائحة اتهام باطلة ضد نشيطة السلام
الحرية لطالي فحيمة

بدأت جلسة المحكمة بسؤال وجّهه طاقم القضاة للنيابة العامة، اذا كانت تنوي المطالبة بمعاقبة المتهمة طالي فحيمة بالاعدام، في حال ثبت اتهامها ب"مساعدة العدو اثناء الحرب". النيابة من جانبها اعلنت انها لن تطالب بعقوبة الاعدام، ومناصرو فحيمة صُدموا لهول الكابوس الذي تحيكه الدولة ضد نشيطة السلام.
رونا سيجال*

خاص بالصبّار

ضجيج كان عند باب المحكمة المركزية في تل بيب يوم الثلاثاء، 11/1. نحو مئة من المتظاهرين حضروا للاعراب عن تضامنهم مع طالي فحيمة، التي تخضع منذ نصف عام للاعتقال الاداري. ارتدى المتظاهرون قمصان كُتب عليها "انا ايضا لدي اصدقاء فلسطينيون"، "انا ايضا حقق معي جهاز المخابرات"، "انا ايضا اعارض الاحتلال".

في نفس الوقت انعقدت جلسة المحكمة في الطابق الرابع برئاسة القاضي شيلي تيمان، تم فيها الاستماع للائحة الاتهام ضد فحيمة. في مدخل القاعة تجمهر العشرات من المصورين والصحافيين، وعدد قليل من نشيطي اليسار الذين تمكنوا من تجاوز التفتيش الامني المشدد عند باب المحكمة؛ وقد تعمّد الحراس الاطالة في تفتيش امتعة انصار المعتقلة لدقائق طويلة. وتبين لاحقا ان هذه الدقائق كانت حاسمة، اذ استغرقت المحاكمة عشر دقائق فقط.

وكان رجال الشرطة قد منعوا فحيمة من التحدث للصحافة، مع ان هذا ليس من صلاحياتهم. كل ما نجحت في قوله انها تقبع في العزل منذ نصف سنة، وتتعرض لسياسة "كم الافواه". بين انصارها في القاعة وخارجها، توزعت رسالة كتبها زكريا زبيدي، قائد كتائب الاقصى في جنين، واشخاص آخرون في المخيم، جاء فيها: "انهم يخافون ان يكون المئات من امثال طالي فحيمة التي استطاعت ان ترى الحقيقة".

بدأت المحاكمة بسؤال طاقم القضاة للنيابة العامة اذا كانت تنوي المطالبة بمعاقبة المتهمة بالاعدام، في حال ثبت اتهامها ب"مساعدة العدو اثناء الحرب". النيابة من جانبها اعلنت انها لن تطالب بعقوبة الاعدام، ومناصرو فحيمة صُدموا لهول الكابوس الذي تحيكه الدولة ضد نشيطة السلام. وتمت قراءة بنود لائحة الاتهام ضد فحيمة بالكامل، وتضمنت: "مساعدة العدو اثناء الحرب"، "تسليم بلاغ للعدو ولمنفعته"، "علاقة مع عميل في الخارج"، "حيازة سلاح دون رخصة حسب القانون" و"دعم تنظيم ارهابي".

غير ان البيّنات التي اتت بها النيابة، لم تنسجم مع خطورة الاتهامات. عمليا، تبين من الحقائق ان المساعدة التي قدمتها فحيمة للعدو، تلخصت ب"قراءة وترجمة مستندات" نسيها الجيش في مخيم جنين، وتشمل تعليمات حول محاولة لاغتيال زبيدي وجنوده. الفجوة بين البيّنات وبين خطورة البنود في لائحة الاتهام، كانت واضحة ايضا للنيابة، ولذلك فضلت ان تدعي ان هناك مواد اخرى، سرية، تدعم الاتهامات.

عادة يُستخدم ادعاء "المواد السرية" في الحالات التي تتعلق بقضايا تدعي الدولة فيها وجود خطر امني، ولكنها لا تملك بيّنات او انها لا تريد الكشف عن مصدر معلوماتها. وفي هذه الحالة يتم اعتقال المتهم اداريا بموافقة المحكمة دون تقديم لائحة اتهام. ولا يتم اطلاع المتهم ومحاميه على هذه "المواد السرية"، الامر الذي يصعّب على عملية الدفاع. علاوة على ذلك، بما ان مصدر المعلومات هو جهاز المخابرات (شاباك)، فلا احد ينتقد الوسيلة التي تم بها جمع المعلومات.

"عدا عن قضية ترجمة المستندات"، تقول للصبّار المحامية سمدار بن نتان، التي تمثل فحيمة، "المادة التي تتعلق ببقية المخالفات كانت في ايدي الدولة قبل الاعتقال الاداري. من هنا كان بالامكان اتهامها في تلك الفترة، ولكن الدولة فضلت ان تُبقي فحيمة في الاعتقال الاداري ومواصلة الادعاء بوجود بيّنات "سرية". الآن ايضا تدعي النيابة وجود "بيّنات سرية"، وانا اقول لا يمكن مواصلة التحفظ على البيّنات بعد تقديم لائحة الاتهام. فطلبت قبل سماع البيّنات بحث ادعاءاتها ضد تصرف النيابة في الموضوع".

بن نتان تفحص احتمال تقديم دعوى اضافية، اساسها ان قوى سياسية مختلفة في اسرائيل تلتقي بشكل ثابت زعماء ومسؤولين كبار في تيارات فتح، ومع هذا لا يتم اتهامها ب"علاقة مع عميل في الخارج". واستجاب القضاة للمطلب، وحددوا جلسة ليوم الاربعاء 19/1/ 2005.

بعد الجلسة انفضّ الجمهور، وأُعيدت فحيمة للمعتقل، وسارع الصحافيون لمقابلة موكّلي الطرفين. وكان هناك نشيط يساري واحد، يعرف طالي فحيمة، قال كمن يحدث نفسه: "ولكن كيف يمكنها ان تترجم المستندات؟ انها اصلا لا تعرف العربية".

* رونا سيجال، الصحافية التي نشرت في محلية "هعير" اول مقابلة مع فحيمة قبل اعتقالها.



تضامنا مع طالي فحيمة

الموقع www.freetalifahima.org ينشر معلومات واخبار حول طالي فحيمة، ويطلب من الجمهور المساهمة في تمويل حملة الدفاع عنها قانونيا، وتوجيه التبرعات الى ص.ب. 1335 كفار سابا ميكود 44113.

وتطلب طالي من جمهور المتضامنين معها ان يكتبوا لها رسائل، لان الرسائل هي الرابطة شبه الوحيدة بينها وبين العالم خارج المعتقل. انها تفضل عدم الرد بسبب الرقابة على رسائلها، وتطلب لهذا ان تواصلوا توجيه رسائلكم، حتى لو لم ترد. عنوانها: طالي فحيمة، سجن نيفيه تيرتسا، ص.ب. 297، الرملة 72100.

#رونا_سيجال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات