أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بكير - فلسطينيو ال 48 وفتاوى عزلهم














المزيد.....

فلسطينيو ال 48 وفتاوى عزلهم


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يجادل أحد منا في معاناة الفلسطينيين الذين تجّذروا في أرضهم عام 1948. بل ان احدا لا يجرؤ على تخيل مقدار الألم والعزلة التي عاشوها مع بداية النكبة التي قلبت حياتهم، وجعلتهم أقلية معزولة وسط اجراءات عسكرية قمعية، تعمد الى كل الاساليب الوحشية لحملهم على المغادرة. لكنهم بقوا .. تشبثوا.. وتجذروا، مع الحفاظ على فلسطينيتهم وما تبقى لهم من أرض.
عاش الفلسطينيون في الداخل عزلتين: عزلة فرضتها الامم المختلفة التي غيّرت مجرى تاريخهم، ووجدوا انفسهم وسط زحام من ثقافات مختلفة ولغات غريبة. ثم كانت عزلة فرضها أبناء شعبهم العربي.. وبقيت اوضاع هذا الجزء من شعبنا المنسي، غامضة والغموض عادة ما يوحي بالرهبة والخشية. بل ساد شعور عند البعض أنهم اصبحوا جزءا من المجتمع الاسرائيلي تارة، وتارة اخرى كان النظر اليهم كجواسيس. وهذه حقيقة نتيجة ظروف الانقطاع.
مع انبثاق الثورة الفلسطينية عام 1965، تنفس فلسطينيو ال 48، الصعداء بفتح ثغرة في جدار عزلتهم، وعودة التواصل الجزئي مع اهلهم في الدياسبورا. وشكّل الشعر والادب الفلسطيني في الداخل رافدا مهما، في نقل صور ومعاناة تلك المرحلة. لن أتحدث هنا عن أوضاع الفلسطينيين في تلك المرحلة، وسأترك ذلك، لعرض كتاب مهم دوّن لتلك المرحلة. وقد نشر المقال في مجلة الشاهد ايلول 1999. وسأعيد نشره لاحقا بعد هذا المقال.
هذا الانفتاح والتواصل بين أجزاء الشعب الواحد، لم يرق للكثيرين من المزايدين والمتاجرين بالقضية. وهذه المرة، ليس فقط لآستقطاب الجماهير العربية، وانما لإعادة التجزئة والعزل بينهم. وفي هذه المرّة تدخلت السماء بهذه القضية! فصدرت الفتاوى من مشايخ نصبت نفسها ناطقة بإسم الاله العظيم! فتاوى تحرّم زيارة فلسطين وهي تحت الاحتلال وأن هذه الزيارات هي نوع من " التطبيع" !!
وتجاهل هؤلاء تجار الفتاوى، وعلى رأسهم الدكتور فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي. الذي راقت له سلطة رجال الكنيسة في اوروبا في القرون الوسطى! فأفتى بقتل بعض الرؤساء، ورجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتفاوضه مع الاسرائيليين.. لكنه صمت، صمت ابي الهول، وسكون البلاد الباردة في ليالي الشتاء المعتمة. لم يصدر اي فتوى بحق الامير الذي زار اسرائيل، ولا زيارة الزعماء الاسرائيليين لقطر ولمكتب قناة الجزيرة، حيث استقبلوا بحميمية، ورأينا فرح بعض المشايخ وهم يأخذون بركة شيمون بيريز، وكأن وحيا سماويا قد ظهر لهم!
لم تعد اي دولة عربية، خارج الدائرة الاسرائيلية! من معاهدات واتفاقيات موقعة، الى بعثات تحت شعار التعاون الاقتصادي او التجاري او... او... وبشكل علني او مخفي.. وكأن القضية قد حلت بشكل عادل يرضي الجميع. وهذا بالطبع ليس تطبيعا ولا اعترافا !!!
لكن زيارة أقارب حرموا من بعضهم مدة خمسة وستين عاما، فهذا حرام وهذا تطبيع مع العدو! على مدار خمسة وستين عاما! كم من جيل من الفلسطينيين قد رحل عن هذه الدنيا؟ وهل حرام على هذا الجيل من شعبنا الذي اراد الانفتاح على اهله والتعرف اليهم، أن يلتقيهم وتتعارف الاجيال التي لا تعرف تاريخها الا من خلال حكايا الراحلين؟ أليست هذه الفتاوى تصب بنفس ذات المقولة: الكبار يموتون والصغار ينسون؟ ولماذا تأتي هذه الفتاوى في هذا الوقت! وقت التسارع لتهويد القدس، وتمدد المستوطنات؟ والغير مفهوم، هو علاقة الاوامر السماوية بقضية سياسية وطنية؟ هل هي وحي أوحي به الى أصحاب صكوك الغفران؟ ألم تنقطع علاقة السماء بالآرض منذ 1500 سنة؟ فمن أين جاءت تلك الفتاوى؟ من مشايخ تحيا حياة البذخ والترف كما في زمن القياصرة وملوك القرون الوسطى.
يستشهد البعض بموقف البابا شنودة، الذي لا غبار على وطنيته ومواقفه المشرّفة، وتحريمه الحج الى القدس وهي تحت الاحتلال! والسبب، ليس مزايدة من البابا شنودة رحمه الله، بل لأن المسيحي المشرقي اي العربي، مدان ومتهم ومشكوك بولائه وانتمائه للأمة العربية، وبحسب الدين فهو متجانس مع الغرب.. وينسى هؤلاء ان المسيح ليس فقط ابن هذه المنطقة بل هو فلسطيني المولد والنشأة والصلب، واننا نحن من صدّرنا المسيح والمسيحية الى الغرب! تحريم البابا جاء ليتناغم ويتعاضد مع موقف الشعب المصري الذي رفض التطبيع!
في فلسطين جمعيات ومؤسسات، التقيت بعضها في اوسلو، تقوم بعمل وكالات السياحة، حيث تتكفل بتنظيم الرحلات الى فلسطين عبر وكالات فلسطينية، وفنادق فلسطينية وتقوم بشرح وتعليم تاريخ المنطقة، فتكون بذكل قد أدّت خدمة اقتصادية للفلسطينيين، وقامت بالتعريف بالتاريخ الصحيح للبلد، وزادت من تواصل الأسر مع بعضها، او التعارف بين ابناء الشعب الواحد، فما الخطأ في ذلك؟ ولماذا لا يتم تشجيع مثل تلك المؤسسات والتواصل معها؟
الجيل الذي انتمي اليه هو اخر الاجيال التي ولدت في فلسطين. لم نعط الفرصة للتعرف على جغرافيتنا، فقط تنشقنا القليل من هوائها ورحلنا أو رحّلنا قسرا. لكنا حفظنا تاريخها وجغرافيتها من الكبار الذين رحلوا.. فنما الوطن في الوجدان، ألا يحق لذاكرتنا ان تتجسد وترى ان الوطن ليس شيئا وجدانيا او حالة وجد تتلبسنا، بل هو وطن يشبه كل الأوطان! أرض وسماء وهواء وبحر وعصافير تغرد في الجليل.. وأن شعبنا هناك، شعب مثل كل الشعوب التي خبرناها في ترحالنا الطويل! هم يزرعون الارض ويأكلون خيرها ويتزوجون وينجبون ويفرحون ويبكون.. هم أناس كسائر خلق الله!



#حنان_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقة
- تاريخ الفكر الغربي/ غونار شيربك
- حيرة الغريب/ في ذكرى النكبة واليوم الوطني النرويجي
- -دموع غزة- وثيقة إدانة للضمير العالمي
- يوم المرأة العالمي والربيع العربي
- الشعب -المفبرك- في كتاب العهد القديم
- مقولات سادت ثم بادت
- حاضنة الامم المتحدة..بين تاريخين
- الربيع العربي والخريف الفلسطيني
- وداعا للعلمانية.. فقد أعلنت ارتدادي
- أوسلو لا تغيّر عادتها
- حق العودة .. مرة أخرى
- حق العودة أم ترحيل من تبقى في أرضه؟
- مجنون العرب في رائعته- عرفة ينهض من قبره-
- رجال دين شبّيحة وبلطجية
- الحق عالطليان
- نيرون مصر
- كشف مستور.. الرأي والرأي الآخر
- حق العودة= الهولوكست
- يدخلون في دين الله أفواجا... لماذا؟


المزيد.....




- ترامب يكشف ما قاله لنتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غز ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لتفجير أنفاق في رفح
- لحظة تحطم طائرة -تو-22 إم 3- في مقاطعة إيركوتسك الروسية بسبب ...
- معركة كورسك.. مقبرة للقوات الأوكرانية
- البنتاغون: نرصد تعميق أسس التعاون بين روسيا وإيران
- سبب زيادة العواصف المغناطيسية
- الحرية الفردية في التجربة الغربية
- الفلاحي: عملية سرايا القدس نموذج بسيط من المعارك الدائرة برف ...
- الحزب الجمهوري بعد إطلاق النار على ترامب
- واشنطن وبغداد تبحثان سبل تجنب التصعيد


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بكير - فلسطينيو ال 48 وفتاوى عزلهم