أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان سمير غانم - ملاحظات بسيطة على العلمانية في العالم العربي














المزيد.....

ملاحظات بسيطة على العلمانية في العالم العربي


سليمان سمير غانم

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



العلمانية: المعروفة باللغة الانكليزية ب Secularism المشتقة من اللفظة اللاتينية saeculum التي تعني في اللاتينية العامة أو الشعب، أو بشكل آخر تشير الى عكس الاكليروس أو طبقة رجال الدين الحاكمة، هي فكر يقدم بالنهاية مجموعة من المتغيرات الاجتماعية و السياسية في المجتمع تقود الى تبنيه الفكر العلماني و عدم السماح للغيب أو الدين التدخل في الفضاء السياسي، الذي تحكمه قواعد السياسة و الاقتصاد التي لاتوجد لدى الأديان أي فكرة مفيدة عنها، العلمانية في الغرب، كانت تبلور لحالة نضال المجتمعات المسيحية الأوروبية ضد حكم الكهنوت، و هو الأمر الذي أتاح لأوروبا في النهاية التخلص من سطوة الدين و رجعيته و الانطلاق الى آفاق أخرى أدت النهضة و التطور بشكل ملحوظ في الدول الغربية.
و العلمانية في الجوهر لا تعني محاربة الدين و انما تعني حرية الأديان بين الشخص و خالقه من دون زج الدين في السياسة و تطبيق الأمور الدينية في السياسة، و هو الأمر الذي يحمي الدين كفكر روحي نقي من التورط في علاقات الدول و الأفراد، حتى لا يتلطخ كفكر روحاني بالماديات و مخلفاتها التي لا تناسب فكر طوباي كما تدعي الأديان !
تبني الفكر العلماني من قبل المجتمعات الغربية، أدى الى وضوح مفهوم العلمانية كسلة للعلوم و المعارف أتاحت له الحرية العلمانية الانطلاق في كل ما من شأنه خدمة البشر في التصنيع، التعدين، و أدت الى اختراعات و كشوفات أرضية، فضائية، ساعدت البشرية و وفرت عليها الجهد والوقت، هي بذلك أدت المقولة التي تدعيها الأديان بأنها جاءت لخدمة الانسان و راحة الانسان، لكن لم ير أحد من البشر من فضل للدين في الا في التفريق و التعصب و القتل !
لذلك فالدولة يجب أن يكون هيئة سياسية ديمقراطية علمانية يحكمها و يحكم مؤسساتها القانون كهيئة محايدة، لا تتدخل فيها الأديان .
في العالم العربي و مع أن لفظة العلمانية تحمل معنى جميل مشتق من العلم نقيض الجهل و الغيب، الا أن الهيئات الدينية المحافظة و المصرة على تعطيل آلة الزمن، زرعت في النفوس البسيطة، مفهوم العلمانية كفكرة خبيثة تعني حصرا الالحاد و الاباحية، و الأنكى من ذلك ترى المتدينين عندما يقاومون العلمانية أو يحاربونها، يصورون للمجتمعات خطرها بطريقة تجعلك تشعر بأنها مكتسحة للشارع، و أن الأديان الشرقية في مرحلة الخطر و ليس العكس، مشكلة التشويش و عدم الفهم هذه من أكبر المشاكل التي تواجه العلمانية في العالم العربي.
المشكلة الثانية بالنسبة لموضوع العلمانية، هي طبيعة الفرد الشرقي فالعلماني، شخص لا منتمي حصرا، فما هي نسبة اللامنتمين في العالم العربي لأديانهم و مذاهبهم؟ و الأعقد ان وجد هذا اللامنتمي كيف سيستطيع ايصال أفكاره الى القاعدة الشعبية التي هي بغالبيتها منتمية لكل تفاصيل مجتمعاتها و بعمق، الفكرة الأخرى المرتبطة بهذه الفكرة، هي آلية ترسيخ مفاهيم علمانية في المجتمع كيف سيتم ؟ فمسألة تفعيل هذا الفكر في المجتمع صعبة جدا و تحتاج لعمل مكثف، ربما يلعب غرس هذا الفكر في المناهج و التعليم دورا كبيرا و لكنه بحاجة الى قرار سياسي، لكن المشكلة تكمن في السؤال: كم هي نسب الهيئات السياسية الغير قائمة توازناتها في الحكم على مثل هذه التحالفات الدينية في العالم العربي ؟
من المشاكل الملاحظة في العالم العربي بوضوح، مشكلة ما يعرف بعلمانية الطوائف، وان كانت اللفظة خاطئة أو غير صحيحة تركبيا، لكننا نشاهد هذه الظاهرة التي تسمى بعلمانية الطوائف بكثرة و خصوصا لدى أولاد الأقليات في المشرق العربي، الذين تتيح لهم طوائفهم كمية لا بأس بها من الانفتاح أو القدرة على الظهور بمظهر علماني، لكننا نرى علمانيتهم أو انفتاحهم هو انفتاح طائفي، يرى بوضوح عندما تراهم طيلة الوقت ينتقدون الاسلام السياسي أو الرجعي بكل حرية، و بحجة العلمانية، لكن عندما تنتقد أديانهم أو طوائفهم تراهم ينقلبون بقدرة قادر الى أصوليين وسلفيين!
مشاكل أخرى تلاحظ حول العلمانية، هي طريقة الحرب التي تشنها عليها الهيئات الدينية المتزمتة التي تمتلك الاعلام، فتراهم يشوهون صورة العلمانية لدى المجتمعات العربية، تارة بطرق هستيرية و تارة بطرق خبيثة تعتمد على الاستهزاء بأصحاب هذا الفكر و تكذيبهم من دون قراءة أفكارهم، لأن القراءة و الاطلاع من أكبر أعدائهم، كيف لا و هي تثير الشك و تحرض العقل على العمل! بدا هذا الأمر واضحا في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة ترى المتدين يأتي الى البرنامج بدعم اعلامي كبير ليرد على ضيف الحلقة العلماني ، مع العلم أن هذا المتدين لولا العلمانية لما وصل على جمله الى استوديوهات المحطة الا بعد شهور، لكن و بسبب العلمانية و منتجات فكرها من الطيران الى وسائط النقل الى الاتصالات، يصل بساعات الى مكان المقابلة، و بمشهد هزلي مرعب يقوم بانتقاد العلمانية و يهاجم الضيف المقابل بغوغائية كبيرة، في حالة تدل على البهائمية و موت العقل لدى هذ المتدين المتناقض مع نفسه و عقله.
عليه و بعد استنزاف هذا المفهوم في العالم العربي بسبب هذه المشاكل، يبدو أنه حان الوقت لتغيير مصطلح أو مفهموم العلمانية في أذهان الأجيال الجديدة، الى كلمة جديدة تكون غير مجترة كما حدث مع المفهوم السابق، في محاولة لنشر هذا الفكر عن طريق التنوير و التعليم، ربما تكون كلمة تنوير أو تعليم هي البديل الأبسط و الأفضل و لن يستطع المتدينون اجترارها و ستكون خير عدو لهم و لعقولهم المعطلة منذ العصور الوسطى و حتى الآن.







#سليمان_سمير_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثرا و طقوس العبادة الميثرائية في الإمبراطورية الرومانية
- بين اقرأ واسأل يوجد قبر الأمة الفكري
- عندما يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب (من نحن،عرب أم مسلمون ...
- حنين إلى عقل القرن الثاني و الثالث الهجري (المعتزلة)
- أدلجة المجتمع و عبثية الاسلام السياسي
- الإله المتجسد بين الوسط الاغريقي الهيليني و الديانة المسيحية
- الشرق الأدنى من عبادة المرأة الى استعبادها


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان سمير غانم - ملاحظات بسيطة على العلمانية في العالم العربي