أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم خضير عباس - دكتاتورية الشيوعيين هل تتناسب مع دعوتهم اليوم للديمقراطية والحوار ؟!















المزيد.....

دكتاتورية الشيوعيين هل تتناسب مع دعوتهم اليوم للديمقراطية والحوار ؟!


قاسم خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 258 - 2002 / 9 / 26 - 01:50
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    




كاتب وباحث عراقي

في كانون الثاني 1918 روج الشيوعيون الروس إلى مؤتمر الأممية الشيوعية ، وفي 2 آذار 1919 بدأ المؤتمر الشيوعي العالمي أعماله وضم ممثلين عن إيران وكوريا وتركيا . وفي 4 آذار أعلن المؤتمر بأنه المؤتمر الأول التأسيسي للأممية الشيوعية .
وقد اتخذ المؤتمر عدداً من القرارات من بينها برنامج الأممية الشيوعية ، الذي لو طالعته ستصدم حقاً لهول الاستبداد الفكري  ، والدكتاتورية المصممة للعمال ( دكتاتورية البروليتاريا ) ، والتخلف الفكري والعقائدي ، والإيمان بإله جديد ودين جديد إسمه ( الإشتراكية العلمية ) !!
وكان من بين نتائج المؤتمر اعتبار : ( أن عصراً جديداً قد ولد ! عصر انحلال الرأسمالية وتفسخها الداخلي ، عصر الثورة الشيوعية للبروليتاريا ) !! وهذا ماورد في قرارات الأممية الشيوعية 1919 – 1943 المجلد الأول ص 18 .
وفي مؤتمر الكومنترن الثاني الذي عقد في تموز وآب 1920 حاول ( لينين ) فرض أفكاره التظيمية والايديولوجية التكتيكية على المؤتمرين ، لأنه قاد إدارة المؤتمر بكامله ، وكان مؤلفه ( مسودة أطروحات أولية حول المسألة القومية ومسألة المستعمرات ) ، الذي كتبه في حزيران 1920 ، هو القاعدة الفكرية الوحيدة المطروحة في المؤتمر حسب ما لمح له المفكر الشيوعي ( أ-ريزنيكوف ) في كتابه ( الكومنترن والشرق الستراتيجي  ) ص 76  .
والغريب أن ( لينين ) حاول أن يظهر في المؤتمر بأنه مناصر لحركات التحرر والشعوب المضطهدة ، لكنه من جهة أخرى وصف هذه الشعوب بأنها : ( الأكثر تخلفاً ) !! من أجل فرض وصايته الفكرية عليها ، وتطبيق قانون التطور الماركسي علي عملها السياسي !!
وهذه النظرة المتعاليبة المتصورة بأنها تملك الحق في توجيه الشعوب الأخرى بسبب استنادها إلى العلم ، وغيرها لا يملك شيء يعتد به من العقل والمنطق ، تتشابه في المنهجين الرأسمالي والإشتراكي على حد سواء ، مما دعا المفكر الغربي ( لوتوش ) إلى وصف الفكر الغربي بكل مافيه من فلسفات ومناهج وآليات بأنه : عنصري ومتعالي يفتقر إلى سمة الإنسانية والأخلاق في معاملة الآخر وإخضاعه بالقوة الفكرية أو العسكرية .
إن الخطأ الفكري والايديولوجي الذي عمم بصورة قوانين علمية مطلقة ، كما في الديالكتيك وقانون السببية والتطور الرأسمالي الذي يصور التاريخ وكأنه يتطور ( كالبوكمون ) الكارتوني ، هو من نتاج العقلية الغربية المتسلطة على الشعوب الأخرى .
وأعتقد أن هذا التصور المتعالي هو الذي أوجد فوارق طبقية فكرية بين الشيوعيين الروس والشيوعيين الشرقيين .
ولا تستغرب من ذلك !! فقد حدث ذلك فعلاً .
 ولذا فإن الشيوعي الهندي المفكر ( كان تارندا بهتاجاريا ) المعروف بإسم ( م . ن . روي ) قد طرح بعض الأفكار المعارضة بشأن المسألة القومية – الكولينيالية  في المؤتمر الثاني للكومنترن ، مما جعل ( لينين ) يصفه بوقاحه بأنه : ( انعزالي تحريفي ) !!
ويذكر أن بعض المؤرخين وقفوا مع ( روي ) في توجهاته أمثال : فرانز بوركينو ، وديتريج كير ، ورادوار كار ، وكنتر نولو ، وسيتون ، الذين وصفوا (روي ) بأنه : اتخذ موقفاً ثورياً . ووصفوا ( لينين ) بأنه : براغماتياً .
 ولذا صودرت آرائهم وتعرضوا للتشويه والإقصاء الفكري والسياسي ، وقيل عنهم بأنهم : (مؤرخون رسميون للبرجوازية والتحريفية ) .
ويذكر أن  ( أ-ريزينكوف)  تكلم عن (روي ) في كتابه (الكومنترن والشرق)  بشيء من الاجحاف لأنه : ( شيوعي شرقي ) فقال :
( بدأ روي نشاطه السياسي كعضو بارز في منظمة قومية ثورية ، يصف روي نفسه وتطور أفكاره السياسية كفقرة مفاجئة من قومية انهكها النضال إلى الشيوعية . وقد نجم عن هذه العملية السايكلوجية المفاجئة ، كما يقول عنها روي ، عجزه التام من تحرير نفسه من زخارفه الايديولوجية السابقة ، كما هو الشأن مع كثير من أمثال روي الذين يأتون إلى الحركة الشيوعية).    
وقد دارت مناظرة في المؤتمر الثاني للكومنترن بين ( روي ، ولينين ) تتعلق بمسألة القوميات ، وفيها أفكار واضحة عن خطأ الفكر الماركسي الذي قاد ( لينين ) إلى تبني ( قانون التطور اللارأسمالي عند حركات التحرر والشعوب المضطهدة ) !!
وبعد الإشكاليات التي طرحها ( روي ) وقف ( لينين ) حائراً لا يدري مايقول !!  الأمر الذي أحرج اللجنة المنظمة لمؤتمر وجعلها تتبنى وثيقتين الأولى تمثل (طروحات لينين) ، والثانية تمثل ( طروحات روي ) .
والذي حدث بعد ذلك هو تهميش ( أفكار روي ) ، حيث وصفت بأنها : غير جوهرية . فيما وصفت ( أفكار لينين ) بأنها : ذات طبيعة أساسية !! راجع (التاكتيكات) ص 85 .
 على أية حال نعود إلى صلب الموضوع …   
ونتفهم قرارات مؤتمرات الكومنترن بأن الرأسمالية كمذهب وفكر وممارسات تسير إلى الهاوية والانحلال والتفسخ ، لوجود كثير من العوامل والأسباب الذاتية والموضوعية التي ستدمر المذهب الرأسمالي ، وتشطبه من الخارطة الفكرية الإنسانية ، ولكننا نعتقد أيضاً أن الأسباب ذاتها كانت موجودة في المذهب الإشتراكي وفلسفته بصورة مرعبة ومخيفة ، مما أدى إلى إنحدار هذا الفكر وسقوطه سريعاً قبل سقوط الرأسمالية ، وقد تنبأت إلى ذلك منذ زمن بعيد ، وذكرته في كتبي (مصداقية النظام الدولي الجديد) و( أزمة سلام الشرق الأوسط ) و ( الحركة الإسلامية في ضوء المتغيرات الدولية ) . وأوردته في كثير من أبحاثي المنشورة في الصحف والمجلات .
وحدث ماتوقعته بالضبط وسقط الاتحاد السوفيتي ومعه المذهب الإشتراكي الشيوعي وشطبا من الخارطة السياسية الدولية .
إن المطلق وتهميش النسبي في النظرية الإشتراكية ، وخداع العمال واعطائهم دكتاتورية بشعة تصادر الرأي الآخر ( دكتاتورية البروليتاريا ) ، ووضع قوانين وصفت بأنها علمية وهي ليست كذلك !! ومحاربة الدين والعقيدة والأخلاق العليا والمثل السامية ، ووجود كثير من العوامل الذاتية والموضوعية المناقضة للفكر الشيوعي ، كانت أول أخطاء الفكر الإشتراكي التي تراكمت عليها بقية الأخطاء الفلسفية والفكرية القاتلة .
والجدير ذكره في هذا الصدد أن العلوم الإنسانية مهما كانت أهميتها هي نظريات ليست مطلقة ، لأنها لا تمتلك الصفة العلمية الثابتة للعلوم المبرهنة ( البديهيات ) ، كالرياضيات والكيمياء وغيرها من العلوم التجريبية البديهية الثابتة .
 فلا يمكن مثلاً تصور خطأ التمارين الرياضية في الهندسة والجبر ، لأن 1 +1 = 2 ، إلا إذا مارسنا الطريقة الفلسفية العبثية في إثبات غير ذلك ، وهي طريقة مضحكة حقاً مارسها الفلاسفة اليونان للضحك على عقول الناس وذقونهم ، حيث برهنوا على صحة قضايا معينة ثم برهنوا على خطأئها  في اليوم التالي !! ونحن لا نحتاج إلى هذا اللون من الفلسفة المتهالكة التي استند إليها انجلز وماركس.
ولذا فإن العلوم الإنسانية غير المبرهنة يمكن أن تخطأ وتصيب ، لأنها ليست بديهيات كما قلنا سابقاً ، وهذا هو الفرق بين النظرية غير الثابتة والبديهية العلمية صحيحة المنطوق والبرهان والنتائح ، وقد رأينا كيف سقطت نظريات عديدة كانت تعتبر من القضايا العلمية المطلقة في مجالات الذرة والفيزياء ، وآخرها نظرية النشوء والارتقاء ، وتشكيك العلماء بالنظرية النسبية ، ويمكن أن ترجع في هذا المجال إلى البحوث العلمية الحديثة .
على أية حال اتخذ الشيوعيون قانوناً خرافياً مطلقاً يتلخص في قدرة ( الإشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا ) على انقاذ البشرية من خطر الرأسمالية ، والذي حدث أن الإشتراكية وفكرها قد سقطت في أول معاركها مع الفكر الرأسمالي ، بحيث لم يستطع الماركسيون الجدد إلى اليوم من أن يفيقوا من هول الصدمة ، فاتجهوا تمويهاً لرفع شعار الديمقراطية وحرية الرأي وحوار التمدن إلى غيرها من الشعارات البراقة ، في حين أنهم يؤمنون بدكتاتورية العمال ( البروليتاريا ) في ممارسة العمل السياسي والحزبي والإجتماعي ، ولا أدري كيف يستقيم ذلك عندهم ؟
وأرى أن الشعارات الجديدة للماركسيين الجدد ليست إلا وسيلة مكشوفة من أجل غايات أخرى بعيدة عن أساليب الديمقراطية والحوار .
 ولا ننسى في هذا الصدد مافعلوه في العراق أيام المرحوم الرئيس عبد الكريم قاسم في الكاظمية والموصل وغيرهما من مدن العراق ، وانتهاكهم لحرمات الناس وحقوقهم ومبادئهم ، وابتكارهم لأسلوب جديد في اقصاء الآخر تمثلت بصورة بشعة في القتل والتصفية و ( سحل ) الناس في الشوارع .
وكان من الممكن أن نتناسى ذلك وقد تناسيناه بالفعل في ظل النظام الدكتاتوري المتسلط على عراقنا الجريح  ، وبدأنا نشعر بضرورة الحوار معهم لإثبات خطأ توجهاتهم الفكرية والفلسفية والعقائدية  .
 ولكن مع الأسف الشديد كيف يكون الحوار مع أناس امتهنوا العداء مع الدين والإيمان والحقد على المسلمين ، ومواقعهم عبر الأنترنت وكتبهم ومقالاتهم تجهر ليل نهار بمهاجمة الإسلام ، واقصاء الآخر واتهامه بالتخلف والرجعية !!
ولذا كان واجباً شرعياً علينا أن نبين الحقائق بأسلوب هادئ علمي موضوعي ، وبدأت منذ فترة كتابة عدة مقالات لتوضيح ذلك لخبرتي بالنظرية الإشتراكية ، عسى أن يثوب أعداء الدين لرشدهم ، ويتركوا حقدهم على الناس ، واستفزازهم لمشاعر وأحاسيس المسلمين .
إن المطلق في الفكر الإشتراكي ، وتهميش النسبي ، والارتكاز إلى الدكتاتورية المقيتة القاتلة التي قادت إلى وجود فكر الدولة البوليسيية عند العرب ، ومحاربة الدين والأخلاق مازالت إلى اليوم أفكاراً محترمة عن الماركسيين الجدد .
ومن الملاحظ أن الأنظمة العربية المستبدة كنظام المجرم صدام ، التي تخنق الصوت الآخر ، وتملأ السجون بالمعتقلين الشرفاء ، وتُنَظِر لدكتاتورية الفرد الملهم والقائد الضرورة ، قد جاءتنا كلها من أفكار النظرية الإشتراكية ومن دكتاتورية البروليتاريا .
وقد تم مصادرة الرأي الآخر بدعوى الحفاظ على القضايا الأمنية للدولة المستبدة ، وبدعوى ظروف الصراع مع العدو الصهيوني .        



#قاسم_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدعة الحد من انتشار الأسلحة النووية
- نقد الفكر الماركسي
- (تأكيداً لتنويه الشيخ الآصفي : الماركسيون الجدد ولعبة المواز ...
- كيف يفسر الفكر الماركسي التحرك الإسلامي ؟
- كتاب لينين ( مالعمل ؟) أول إدراك لهشاشة الفكر الشيوعي
- نقد الفكر الماركسي
- مجزرة غزة مصداق آخر لترشيد عمل المعارضة العراقية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم خضير عباس - دكتاتورية الشيوعيين هل تتناسب مع دعوتهم اليوم للديمقراطية والحوار ؟!