أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الدائرة الأخوانية الإسلامية المغلقة














المزيد.....

الدائرة الأخوانية الإسلامية المغلقة


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مصر، الأخوان والإسلاميون يريدون الاستحواذ على السلطة كاملة ووضع الدستور بأنفسهم، لأنفسهم. الجيش، ومن حوله بعض التيارات الليبرالية والمدنية، هو العقبة الرئيسية في طريقهم. وعلى طريقهم إلى الاستحواذ، تفاوضوا وتهادنوا مع ألد أعدائهم، المجلس العسكري، رافعين شعار "الجيش والشعب إيد واحدة". ثم، بعدما تكشف لهم بعض من غبائهم السياسي، انقلب الأخوان على الهدنة مع العسكر وأعلنوا عن خوض الانتخابات الرئاسية استكمالاً لغلق دائرة الحكم على الإسلاميين وحدهم. ساعتها، فاجأهم المجلس العسكري بحل مجلس الشعب ذو الأغلبية الإسلامية، لتنفتح الدائرة على مصراعيها من جديد ويجد الإخوان والإسلاميون، بعدما فازوا بالرئاسة، أنهم خسروا أكثر مما كسبوا. وفي محاولة جديدة، وغبية كسابقاتها، لإغلاق الدائرة على أنفسهم مرة أخرى، أصدر الرئيس الأخواني المنتخب د. محمد مرسي قراراً بعودة مجلس الشعب إلى الانعقاد، ضارباً عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون المجلس وانعدامه منذ نشأته. الطامة الكبرى أن الأخوان والإسلاميين لا يفهمون، ولا يريدون أن يفهموا، أن إغلاق الدائرة على أنفسهم يسهل كثيراً من مهمة من يريد التخلص منهم جملة واحدة، وأن قوتهم، في مواجهة العسكريين، تكمن في انتشارهم وتضافرهم وسط التيار المدني العام، لا الانكفاء والاكتفاء بأنفسهم.

الانغلاق سمة أساسية للمتدينين في كل مكان وزمان، خاصة المتشددين منهم. كلما زاد اليقين وقل الشك في ذهن الشخص، زاد انغلاقه وقلت مرونته وقدرته على اختلاق الحلول والخيارات البديلة بالضرورة. طالما وجد اليقين والإيمان القوي الراسخ بمعتقد أو فكرة أو نظرية ما، لماذا يكلف الإنسان نفسه مشقة التفكير بحثاً عن حلول أخرى؟ الإله يكفي. وما يقوله الإله منزل من السماء ويسود بالضرورة على دساتير وقوانين وحلول البشر الوضعية، التي وضعوها هم أنفسهم بأنفسهم لخدمة أغراضهم ومقاصدهم أنفسهم. عندما يصل الإنسان إلى التوحد بالإلهي والسماوي والمقدس وبما أنزل منه ونقل ونسب عنه، لابد أن تضعف استقلاليته ومرونته الشخصية بمقدار درجة هذا التوحد، ويصبح الانغلاق الفكري وحتى المادي نتيجة منطقية. الإسلاميون في كل مكان، وفي مصر كذلك، هم دوائر مغلقة وشبه مغلقة على أنفسهم، فكرياً وحياتياً. هكذا تتضح أكثر دلالة المقولة: "الأخواني لا يتزوج إلا إخوانية".


ما أريد التأكيد عليه هنا هو أن الأخوان والسلفيين، والإسلاميين عموماً، منغلقين بطبعهم ويميلون دوماً إلى الانغلاق على أفكارهم وأنفسهم، نقيض التيارات الليبرالية والعلمانية، المنفتحة بطبيعتها لكل جديد وحتى مخالف لها، والمنتهجة دائماً مبدأ التجربة وإفساح المجال للمحاولة والتسامح إزاء الخطأ. عندما وجد الأخوان والسلفيون أنفسهم بعد 25 يناير 2011 مجرد تيار ضمن تيارات أخرى يسارية وليبرالية وعلمانية وعسكرية متنوعة، استيقظت فيهم غرائزهم الانغلاقية الفطرية، ليتحالفوا مع الشيطان على أمل التخلص منه ومن جميع الشياطين الأضعف الأخرى في يوم ما ويصلوا، بحلول موعد تسليم السلطة المتفق عليه، إلى إغلاق دائرة الحكم على أنفسهم وحلفائهم فقط. لكنهم، حتى الآن، لم ينجحوا في ذلك. وإذا نجحوا في يوم ما، سيتبين لهم حتماً خطأ وغباء ذلك الفكر والمسعى المنغلق، ونتيجته الكارثية على أنفسهم.

في 25 يناير كانت قوة المدنيين في مواجهة العسكريين تكمن في الحشد الجماهيري الضخم الذي لا سبيل لأحد مهما عظمت قوته وأسلحته أن يسيطر عليه. الحشد العددي كان هو السلاح الفاتك والوحيد بيد المدنيين ضد العسكريين، وهو الذي أطاح بنظام مبارك والقادر على أن يخرج العسكريين تدريجياً من احتكار الحكم. فور أن انفض الحشد، ظهرت الغريزة الأخوانية والسلفية على حقيقتها الانغلاقية المنفرة. وبمرور الوقت، يضيق الإسلاميون بأنفسهم الخناق على أنفسهم، في حلقة لا تتسع ولا تستوعب سوى أنفسهم وأشباههم.


قد يكون الدستور هو الفرصة الأخيرة أمام الإسلاميين لفتح الباب أمام غيرهم، شركائهم في الوطن. لكن إذا أوصدوا هذا الباب أيضاً، مثلما أوصدوا أبواب كثيرة قبله، على أنفسهم، سيكونون قد سهلوا كثيراً من مهمة التخلص منهم، في سلة واحدة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
- نصف إله + نصف شيطان = مساواة
- الحرية وتطبيق الشريعة
- امسك...إسلامجية حرامية
- آلهة شياطين
- بسم الدين وبسم العلم...نخون الوطن
- وماذا لو حكم الأخوان؟
- من ثورة مدنية سلمية إلى زحف إسلامي ترهيبي
- هزيمة مشروع الإسلام السياسي في مصر من الجولة الأولى
- أسطورة الإله...أسطورة الوطن
- أدعياء دين وكاذبون ديمقراطية
- تحالف المشروع الأخواني-السلفي، نعمة أم نقمة؟
- أسطورة القوانين الوضعية والشرائع السماوية
- السيادة أين، للدستور، أم الشريعة؟
- رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!
- في مصر، صراع وجودي بين الله والإنسان
- شفيق ومرسي، بالكرسي...إلى الجحيم


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الدائرة الأخوانية الإسلامية المغلقة