ابوذر ياسر
الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 12:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ازاء التغيير الذي حصل في 14 تموز عام 1958 والذي تمر ذكراه الرابعه والخمسين قريبا" هناك تقييمان خاطئان تجاه هذا الحدث المهم في تأريخ العراق المعاصر ويمتاز هذان التقييمان بالتطرف : التقييم الاول ويمثله الحزب الشيوعي العراقي والبعض من العراقيين الذي لازالوا يحتفظون بذكريات طيبه عن زعيم ( الثوره) عبد الكريم قاسم وعن بعض الانجازات التي حققتها حكومته خلال عمرها القصير. ووفقا" لهذا التقييم فأن ماحدث في 14 تموز 1958 هو ثوره حقيقيه معاديه للاستعمار والاقطاع وضعت العراق على طريق التنميه والتقدم الاجتماعي والحريات السياسيه ويتناسى اصحاب هذا التقييم كل المآسي التي مر بها العراق بعد وبسبب هذه الثوره التي دشنت عهدا" من حكم العسكر والصراع السياسي الدموي الذي ذهب ضحيته عشرات الالاف من خيرة ابناء العراق.
والتقييم الثاني يجافي الحقائق ويدعي ان النظام الملكي كان نظاما" ملكيا" ديمقراطيا" دستوريا" وان ايامه كانت ( ايام خير) متناسيا" كل ماجرى من انتهاكات لحقوق الانسان وقمع للتحركات الشعبيه السلميه في بغداد اعوام 1948 و1952 و1956 وفي كاورباغي عام 1952 وأبان انتفاضتي الحي والنجف وماجرى من تزييف وتزوير لارادة الناخبين ومصادرة حرية الصحافه والرأي والقوانين الجائره بحق معتنقي الافكار اليساريه والاسهام في دعم العنصريه الصهيونيه من خلال اسقاط الجنسيه عن اليهود العراقيين ناهيك عن فساد ومظالم النظام الاقطاعي السائد آنذاك واعتبار ماجرى في 14 تموز هو ارتداد خطير عن الديمقراطيه وهدم (لاسوار المجتمع المدني) .
وينطلق كلا التقيمين من موقف ايديولوجي واستناجات مسبقه وتعتمد معطيات انتقائيه لاثبات هذه الاستناجات.
وبالحقيقه اننا بحاجه الى تقييم علمي موضوعي محايد لهذا الحدث من اجل وضعه في اطاره الصحيح واستخلاص العبر منه والاجابه على العديد من التساؤلات التي لازالت دون اجابه وخاصه مايتعلق بموقف بريطانيا والولايات المتحده من هذا الحدث .
#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟