أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد علي - نظرية أم عمار















المزيد.....

نظرية أم عمار


احمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بارومتر سياسي برسم السوريين في المغتربات
الكثير من السورين في المغتربات القسرية أو الاختيارية، وخاصة السياسيين ومن في حكمهم، يريدون التواصل مع الداخل السوري، وخاصة أن
الغربة تطول وتطول ... ولا تلوح في الأفق نهاية لها. والعالم قرية صغيرة كما يقول غيرهم. إلا إن سوريا بفضل سلطاتها تصر أن تكون حارة مغلقة خارج هذا العالم .
تستطيع محادثة أحدهم بالصوت والصورة عبر الإنترنت، حتى لو كان في جمهورية ميكرونيزيا ذات الخمسة آلاف شخص، مع سوريا ليس بعد. دقيقة التلفون مع تركيا ستة سنتات، مع سوريا ستين سنت، ليست هذه المشكلة , المشكلة انك تخاف على محدثك من هناك. من أن يكون ضحية لتطاولك، أو لتلهفك لسماع أخبار البلد. عندما تسال: شو أحوال البلد؟. يكون الجواب : نحن كويسين والحمد الله , شلون أولادك؟. يفهمك بلطف إن هذا هو سقف المحادثة . لذا فكرت أن أساعد السوريين في الخارج، بنظريتي التي ابتدعتها في أواسط التسعينات، وهي نظرية أم عمار .
ما حدث معي عند اكتشاف النظرية ،هو بالضبط ما حدث مع نيوتن، .فكما تعلمون، لاحظ نيوتن وهو يستلقي تحت شجرة سقوط تفاحة على الأرض , ورغم أن ملايين الناس قد رأت بالتأكيد، ملايين التفاحات وهي تسقط، ورغم إن نيوتن نفسه بالتأكيد قد رأى التفاحة وهي تسقط على الأرض قبل ذلك مئات المرات . إلا إن الإشراقة تأتى مرة واحدة , وفي هذه المرة اكتشف نيوتن قانون الجاذبية .
هذا بالضبط ما جرى معي، رغم أن نظريتي متواضعة ،لا تقارن بنظريته الكونية، لا من حيث مستواها العلمي أو النظري‘ ولا من حيث شموليتها. علميا، لا داعي للمقارنة. شموليا، إنها نظرية تخص السوريين فقط , وليس كل السوريين أيضا , إنما السوريين في المغتربات. ولأنها تخص السوريين ،فأرجو من الاخوة الآخرين عدم استخدامها أو محاولة تحويرها وتكيفها مع واقع دولهم ، على عادة مثقفي اليسار. وذلك لسبب وجيه ـ عدا كونها ماركة مسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ـ وهو، أن الأمة السورية ـ بعد إذن الأصدقاء في الحزب القومي السوري ـ خلال الخمسين السنة الأخيرة من الثورات , والثورات داخل الثورات، وعلى أطرافها والحركات التصحيحية للثورات يمينا ويسارا، وربما بسببها، قد أصبحت أمة جدباء، حدباء، لم تستطع طوال هذه الفترة ولمستقبلاٍ مشرق قادم، كما كان معلمو المدارس الابتدائية يصرون على وصفه عندما يحصل الطالب على علامة عشرة على عشرة في الإملاء ، ولا اعلم على ماذا كانوا يستندون في إصرارهم على وصفه بالمشرق.
نعم لم تستطع أن تنجب مبدع واحد في أي مجال من مجالات الحياة .لا في العلوم، ولا في الاقتصاد، ولا في الثقافة، ولا حتى في الدين .
لا يوجد شيخ دين سوري واحد، مثلا على مستوى الشيخ القرضاوي، الذي يشرع ويفتي لكل شيء، وفي كل شيء. ابتداء من القنبلة الذرية، وانتهاء بالجنس.
ولا حتى في الرياضة، حيث أن فرقنا الرياضية مثلا، تحتل المرتبة الرابعة في بطولات كاس العرب، بشرط واحد، إذا كان عدد المشاركين لا يزيد عن أربعة، بينهم فريق موريتانيا. أو المرتبة الأولى إذا كان عدد المشاركين لا يزيد عن ثلاثة، بينهم فريق فلسطين (مخيم اليرموك) ولبنان.
كانت غادة شعاع استثناء وحيدا، ففي غفلة من الزمن، ومن مسئولي الرياضة، حصلت على ميدالية الأولمبياد . لكن الأمة السورية استطاعت بجدارة ترويضها، وكرسحتها وإعادتها إلى كنف أمة المكرسحين.
السياسة كانت استثناء بارزا، حيث أنجبت هذه الأمة معتقلتين سياسيين، قضوا أطول فترات سجن في العالم ، سواء على صعيد الانفرادي أو الجماعي. لذا فأننا كأمة عندما نكتشف شيء مهما، أو إنجازا مهما كان صغيرا نكون شديدي الحرص على ملكيته لوحدنا .
أما عن كيفية اكتشاف النظرية ـ المقياس ـ فهي أنني كنت متمددا في أحد الأيام في شبه غفوة، بعد يوم عمل متعب، انتظارا لطعام الغداء . صحوت قليلا على صوت نشاز لأحد المطربين الذين يتكاثرون كالفطر بعد المطر، مع الاعتذار للفطر عن سوء المقارنة. بعدها ظهرت المذيعة أم عمار بابتسامتها المعتادة، ومع أنني قد شاهدتها قبل ذلك آلاف المرات، إلا أنني في تلك الغفوة، شعرت أنني اشهدها منذ زمن سحيق في القدم، زمن ليس له بداية. وهي تقدم برنامج ما يطلبه الجمهور. بشارة المقدمة ذاتها والخاتمة وطريقة التقديم نفسها، وربما بنفس أسماء المشاهدين مرتبة بطريقة مختلفة. ذات الأسئلة للمطربين الجدد التي أتحفتنا بالمئات منهم : وين غنيت أول مرة ؟ ـ في الحمام ـ لمين بتغني من الفنانين ؟ لحالي ـ فنانك المفضل ؟ ـ أنا .... وهكذا
مع الرشفات الأولى من القهوة ،اكتشفت أن أم عمار هي وباختصار ملخص للوضع في سوريا، فمنذ مشاهدتي الأولى لها في ذلك الزمن السحيق في القدم، فان كل شيء في البلد مازال على حاله!!!.
ـ حزب البعث ما زال قائدا للدولة والمجتمع .
ـ الجبهة الوطنية التقدمية، مازالت على وطنيتها وتقدميتها، رغم الهرم الذي أصاب أمنائها العامين .
ـ نسبة ال نعم في الانتخابات مازالت تتصاعد من 99,16 ـ ببطء إلى 99,77 بالمئة.
ـ لازالت الاحتفالات ب8 آذار .....7 نيسان ... 23 شباط ......إلى الخ تقام، وتلقى فيها نفس الكلمات ، بنفس الحماس ، و بالنبرة الخطابية ذاتها منتهية بالخاتمة المعهودة : معا إلى المجد والعلياء .
ـ ما زال التلاميذ والطلاب، يرددون كل صباح، أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة . أهدافنا : وحدة حرية اشتراكية.
ـ ما زال الناس يصلون الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة .
ـ ما زال إمام الجامع المقابل لبيتنا، في السريان الجديدة، يهاجم سفور النساء، وفجورهن ،في كل خطبة جمعة , حتى لو كان موضوع الخطبة عن أبى هريرة .
ـ مازال الحزب الشيوعي، بطرفيه مصرا على إبراز الوجه المستقل للحزب، هذا إذا كان قد بقي له وجه أصلا.
ـ مازالت الأحزاب القومية العربية، مستمرة في عبادة جمال عبد الناصر، و المزاودة على البعث في قوميته.
ـ ما زالت الأحزاب القومية الكردية، مصرة على تمتين أواصر الاخوة العربية الكردية ـ حب من طرف واحد ـ ولم تكتشف بعد مقولة حقوق المواطنة , وتنشق عن بعضها البعض في متوالية حسابية غير منتهية .
ـ مازال علي عقلة عرسان رئيسا لاتحاد كتاب العرب في سوريا .
ـ ما زال صابر فلحوط رئيسا لاتحاد الصحفيين، رغم أن عيني لم تقع على مقالة واحدة له، في حياتي، بأية صحيفة أو مجلة أو حتى ... جريدة حائط .
ـ ومازالـت..........، ومازال ..........، وما زالت، سوريا سترد على كل اعتداء إسرائيلي في المكان والزمان المناسبين!.
اكتشفت أن أم عمار، هي اكثر من مقدمة برنامج، هي سوريا مكثفة، وكما الهرم أصابها ولم تعد المساحيق تخفي آثار الزمن على وجهها. كذلك أصاب الهرم البلد من بابه إلى محرابه، ولم تعد وصفات الإصلاح أو التحديث و التطوير قادرة على إخفائه .
وهكذا وجدتها ............ النظرية :
بما أن أم عمار ما زالت تقدم برنامج ما يطلبه الجمهور، فان كل شيء في البلد باق على حاله .
وهكذا لكم الآن لمعرفة أحوال البلد أن تسألوا سؤالاً حياديا لا تكتشفه المخابرات أبدا:
ـ لــسَ أم عمار بتقدم برنامج ما يطلبه الجمهور؟.
وهكذا لا تحرجون أحدا هناك، وتستطيعون توفير ثمن مكالماتكم، والتبرع بها لضحايا زلزال توسنامي، مساهمة منكم لتذكير العالم بان هناك بلدا اسمه سوريا وانه مازال موجوداً .



#احمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاندروفر
- محكمة أمن الدولة السورية تعترف بدولة كــردية
- *نكتة سورية جديدة او حزب البعث يحظر الأحزاب المحظورة اصلا


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد علي - نظرية أم عمار