أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين














المزيد.....

خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان نظرية المؤامرة وتعظيم فكرة تحكم القوى الكبرى واسرائيل في خصوصيات الدول العربية وتحريكها لمجريات الامور وايمان الفرد المسلم بضآلة حجمه امام التكامل الغربي ما هو الا اعتراف ضمني منه بعجزه واستحالة انقلاب الفعل من افراد مغلوبين على امرهم الى افراد فاعلين يستطيعون العمل والتفوق والتطور. فلماذا يا ترى تمت اشاعة فكرة الانهزامية وعدم المقدرة على الانتاج او المقارعة خلال العقود الماضية؟ ولماذا آمن الفرد العربي بان امريكا واسرائيل تتحكم في الدول العربية والاسلامية من خارج حدودها؟ فاذا كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لا نستطيع ان نفعل مثلما يفعلون؟ وهل ان هذه المقدرة العالية التي تمتلكها اسرائيل في تحريك مجريات الامور تعكس مقدرة فكرية عاليه لديهم مقابل جهل مطبق لدينا؟
اذن هل علينا ان نعترف ان النظريات التي تحكم هذه الدول سواء كانت علمية او دينية قد نجحت في خلق مجتمعات واعية تستطيع ان تتحكم وتؤثر علينا وتخلق في وعينا نظريات المؤامرة والاستسلام العاجز من اداء الفعل الانتقامي او العمل بالمثل نتيجة الاحباط المستمر؟ فاذا كنا نوعز للاسلام الحالي كفكر مسيطر ومسؤول عن بناء معظم الشخصية العربية الإسلامية فاننا نحمله هذه العقدة التي تولدت كرد فعل عنيف نتيجة التناقض والازدواجية والتي لا تنفع معها تبريراتنا الواهية من ان الافراد المسلمون لا يطبقون الاسلام الحقيقي ومن أن الإسلام هو الحل لو وقع تطبيقه كما يجب (تطبيق الشريعة، بناء دولة دينية، الإقتداء بالسلف الصالح...). فاذا صح هذا الافتراض فاننا نجد أن الغرب واسرائيل وامريكا الذين لا يدينون بالاسلام اصلا والافراد المسلمين الذين لا يطبقون الاسلام الحقيقي على الاقل قد تاثروا نوعا ما بهذا الفكر وتشبعوا به ونجحوا بالمقارنة مع المسلمين الحقيقيين والمتعلقين بفكرة الإسلام الكامل... فهل نجح من لم يمتلكوا شيئا من الاسلام بينما فشل دعاة الاسلام ؟ وكيف يمكن أن يحدث هذا؟
اذن فلو كانوا غير مسلمين فهل كانوا يستطيعون مقارعة هذه الدول ومجاراتها في تطورها وتقدمها وتحضرها؟ أم ان تلك الفرضية التي تبين بما لا يقبل الشك مسؤولية الاسلام عن بناء هذه الشخصية ليست كافية لوحدها لتفسير الأمور ووضع تصورات معقولة؟ ألا يمكن إعتبار أن تاريخا بعمق 1400 سنة كاف إلى أبعد حد لاختبار صحة فكرة معينة والحكم عليها؟ أليس المصنع الوحيد الذي يمكننا ان نختبر فيه صحة او خطأ النظريات الاجتماعية هو التاريخ وطول مدة الاختبار والنتائج المترتبة والمتراكمة على مر الزمن؟
المسالة ليست مسالة وقت حتى نتحضر ونصبح امما متقدمة لان الفرصة التاريخة ومرحلتها اللازمة للتطور والتغيير قد تجاوزتنا منذ زمن ليس بالقصير... وهذا يدل على ان العرب كشعوب غير مؤهلة اصلا للنهوض وإنما السبب الرئيسي في تدهور أحوالها يكمن في الإسلام ذاته (الواحد الذي ليس له شكل والذي أصبح متعددا وبأشكال متناقضة) الذي قتل العقل العربي وعوضه بالنقل وقتل في الإنسان أي نفس تحرري في سبيل عبوديات متعددة تبدأ من الأوهام ولا تنتهي... فنظرية المؤامرة هذه أحد تلك الأوهام التي زرعت في الإنسان العربي المسلم منذ بدايات الإسلام بدليل أن أبا بكر الصديق جمع الأحاديث النبوية ثم أحرقها لشكه في تسرب الإسرائيليات إليها... فتاريخ المسلمين كله مبني على نظريات مؤامرة تتنوع وتتلون ولكنها تصب في نفس الإطار: كره الآخر والخوف منه (كثيرا ما نسمع من الدعاة المتشددين أو الجهاديين عبارة "الشيطان الأمريكي" مثلا، وهي عبارة تحمل الكثير من الدلالات قد تصل بنا في النهاية إلى الأقصوصة الدينية المتعلقة بآدم وحواء وخروجهما من الجنة بسبب غواية الشيطان...) ومن تأثيره وكره الذات بتقزيمها وتحقيرها في عبوديات متعددة ومتنوعة أيضا، وإنغلاق العقول خوفا من مؤامرات الفكر (ألم ير أبو حامد الغزالي في الفلسفة زندقة، والزندقة يمكن أن نعتبرها مؤامرة ضد فكرة الدين الصحيح، لذلك كفر الفلاسفة)... وما النتيجة؟ جهل، تخلف، غباء، عداوة مع الشعوب الأخرى، أوهام قديمة تتولد عنها أوهام جديدة لدعمها ومساندتها في رحلة التخلف (أبلغ مثال على ذلك هو نظريات زغلول النجار الملتوية حول الإعجاز العلمي في القرآن والذي يسعى في حقيقته إلى إيهام الإنسان المسلم بعلو قدره وبأن الله يحبه والدليل أنه أعطاه منذ أربعة عشر قرنا ما يستطيع أن يقارع به الغرب الكافر الآن... ونحن نعرف أن الإنسان عندما يحس بإنهزامه فهو يسقط في الإحباط والإكتئاب أو يستنبط تعلات وتفسيرات جديدة تنزهه من مسؤولياته أو يحاول إيهام نفسه بأنه رغم إنهزامه في ميدان معين فإنه لا يمكن أن يهزم في الميادين الأخرى...)
لقد أفلس الإسلام منذ زمن بعيد، ولن ينفع المسلمين لا عودتهم إلى سلفهم الصالح (منتهي الصلوحية) ولا تقيدهم بالشريعة (التي تتمطط حسب المصالح الدنيوية لأهل الحل والعقد ولا نظريات المؤامرة الواهية... أفلس الإسلام وصار لزاما على المسلمين التخلي عنه وعن أوهامه مثلما يجد الفلاح نفسه مجبرا على ترك أدواته القديمة وإقتناء أدوات حديثة لتطوير فلاحته... أفلس الإسلام وأفلست كل المقولات البالية من قبيل أن الإسلام هو الحل وأن المسلم يجب أن يفتخر لأنه مسلم... وأصبح من الضروري أن ينزع غشاوات الدين عن عينيه وأن يخرج من كهف أوهامه ليواجه العالم كإنسان حر وذي عقل، وليس كمسلم يربط كل نجاحاته بمشيئة الآلهة وكل فشل يسقط فيه بمؤامرات لا توجد إلا في عقله المريض.

-----

لقراءة المزيد، الرجاء زيارة مدونتي: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...
- سياسة الكيل بمكيالين في موقع -مقالاتي-
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الثاني
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الأول
- رد على مقال عبد الحكيم عثمان: إثبات ان النصوص القرآنيه ليس ل ...
- نعم، الإسلام هو سبب كل مآسي الشعوب الإسلامية
- ردا على مقال -إستفزاز- لآمال قرامي
- ردا على مقال: لماذا يكره العقلاء والأحرار الإسلام؟
- مقتطفات من دراسة حول ظاهرة التكفير في الإسلام - سلمان رشدي ن ...
- آه يا دنيا - ثلاث رباعيات هدية لقراء الحوار المتمدن
- مقتطفات من دراسة حول ظاهرة التكفير في الإسلام - مثال تكفير ا ...
- المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة أو الدليل على تكر ...
- رسالة لأطفال اليوم وأوليائهم حول الأخلاق في الميزان الإلهي و ...
- إرادة الله أم إرادة إبليس؟
- الرد على مقولة بعض المسلمين بأن الإسلام هو الحل
- في تاريخ العرب المسلمين المحرف والمظلم
- ترهات الإسلامويين وكذبهم في ظل جهل الشعوب ونهاية الإسلام الق ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين