أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - رب البيت















المزيد.....

رب البيت


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 21:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا كان رب البيت بالدف ناقر – فشيمة أهل البيت الرقص – هذا مثل شعبي دارج في مجتمعنا يدرك مغزاه العراقيون ، ويستدل به على من يسيء التصرف والسلوك وبالتالي انعكاسات ذالك على أهل بيته وحاشيته – الأقربون – فالفضائح المخزية تزداد يوما بعد آخر وعلى لسان المسؤولين أنفسهم ، والتهديد بفضح كل منهم الآخر
وأيضا ما تتوارده مختلف وسائل الإعلام الأخرى – المرئية منها والمقروءة والمسموعة فلا تكاد تخلو صحيفة من الصحف المحلية – اليومية – عن فضيحة جديدة من مسلسل الفضائح التي لا يستحي المسؤولين من الإعلان عنها ، وباتت مسألة اعتيادية وتتبارى – الرؤؤس الكبار – في الإعلان عنها لتسقيط الآخر وباتت أيضا وكأنها من مستلزمات الديمقراطية الليبرالية التي يتشدقون بها ، فالناقرين على الدف – ينقرون في الواقع – على هموم ومعاناة هذا الشعب البائس والراقصون أيضا يرقصون على جوع وشقاء هذا الشعب المبتلى المسلوب الإرادة ، فكيف يمكن إصلاح الحال ، إذا كان رب البيت هو أول الفاسدين والناقرين على الدف فكيف يكون بيته وحاشيته فالرقص يظل قائم ليل نهار ، ودولتنا العتيدة – حكومة وبرلمان – غارقة بالفساد من قمة الرأس حتى أخمص القدمين .
وهم يحاولون بهذا المصطلح – الفساد المالي والإداري – التخفيف والتبسيط من هول الفضائح أو التقليل من شأنها وأهميتها أمام الشعب والرأي العام ، والواقع فإن ما اصطلح عليه بالفساد المالي والإداري كما نفهمه وكما يفهمه مجتمعنا العراقي والذي يمكن أن يسمى فسادا – فعلا – هو الرشاوى ، كأن يدفع المواطن مثلا لأحد الموظفين الصغار – ذات الرواتب المتدنية – مبلغا بسيطا للإسراع بتمشية معاملته أو أن يدفع شاب جائع يبحث عن عمل – ورقة أو ورقتين – للحصول على فرصة عمل ليعيش وعائلته بها أو أن تقوم لجنة المشتريات بدائرة ما بشراء بعض الاحتياجات الضرورية للدائرة يمكن أن يضيف مبلغا أيضا بسيط عليها أو أن يدفع – سائق سيارة – لشرطي المرور مبلغا بسيطا مقابل عدم تغريمه مبلغا كبيرا ... الخ
ومثل تلك المظاهر للفساد لم تأثر على إعادة بناء الدولة وبناها التحتية أو الأعمار والاستثمار أو على إصلاح الطاقة الكهربائية أو الماء الصالح للشرب أو إنشاء المجمعات السكنية للفقراء الكادحين .
لكن ما يجري من فضائح تزكم الأنوف ومن قمة الهرم حتى أسفله – دون استثناء – فلا يمكن أن يسمى فساد مالي وإداري ، بل أنها الخيانة بعينها ... نعم خيانة عظمى لمصالح الشعب والوطن ، لان هذه الأموال المهولة من اختلاسات وسرقات بالمليارات والترليونات هي ملك الشعب كل الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه ويسرقها اللصوص الخونة من دمه وعرق جبينه ، ناهيك عن المشاريع الوهمية والعقود المزورة وتزوير الشهادات للحصول على المناصب الرفيعة ، وليغتني حفنة من اللصوص الخونة وتنتفخ كروشهم ثم يجري تحويل هذا السحت الحرام إلى المصارف والبنوك الأجنبية ليتنعموا بها هناك على حساب جوع الشعب وبؤسه وخراب ودمار البلاد ، في حين أن صدق الوطنية والنزاهة والإخلاص لخدمة مصالح الشعب توجب اتخاذ موقف وطني مسؤول جدي وحازم لردع هؤلاء الخونة وإحالتهم إلى القضاء العادل لينالوا جزاء ما ارتكبوه من خيانة بسرقة أموال الشعب العراقي ، ونكثوا القسم الذي أقسموا به في الحفاظ على أموال الشعب وثرواته ومثل هذا الإجراء هو من – ألف باء الوطنية الحقة – إن صدقت وطنيتهم ، لان هذه المبالغ المهولة كان يمكن لها إعادة بناء العراق وسعادة شعبه البائس المسكين الذي منح ثقته لمن لا يستحقها وليس جديرا بها ، لا أن يجري التستر على اللصوص لأنهم من هذا الحزب أو ذاك أو من هذه الكتلة أو تلك وهذا التستر هو مشاركة – إن شاءوا أم أبو – بالخيانة العظمى ، ولم يلمس الشعب إحالة أي منهم إلى القضاء ، فكيف يمكن للشعب أن يصدق بأن الحكومة تحارب الفساد والمفسدين ... إنه محض أكاذيب .
ولكن يبدو أن كل معاني الوطنية لا يفهمها هؤلاء اللصوص ولا يفهمون حتى قيم الضمير والشرف ، لان الضمير والشرف هو الرقيب على تصرف وسلوك المرء وعندما يغيب هذا الرقيب تسقط أخلاق المرء تماما .
إن أقسى ما يعانيه الناس الواعين المثقفين الصادقين في وطنيتهم – اليوم – هو الألم المرّ الذي يحز في نفوسهم على الدوام لما يعانيه شعبهم من فقر وجوع وبؤس وبطالة وانعدام الخدمات الأساسية والرعاية الصحية و ... و ... كثيرة وعميقة معاناة شعبنا ... وكثيرة أيضا خيراته وثرواته وأمواله – أغنى بلدان المنطقة – لكنه ويا للأسف يعيش تحت خط الفقر ، لأنه بأيدي غير أمينة وغير نظيفة ... ولو كان بأيدي أمينة ونظيفة لكان العراق اليوم بمصاف الدول المتقدمة والمتطورة وشعبها يعيش حياة مرفهة مستقرة وآمنة .
فالصحافة المحلية تطالعنا – يوميا – بأخبار جديدة وجديدة عن الفضائح ، ففي خبر في إحدى الصحف العراقية – اليومية – بأن ابن أحد كبار المسؤولين في كردستان قد خسر في لعبة قمار صاخبة في دبي مبلغ أكثر من ثلاثة آلاف دولار ونقلت الصحيفة من أن والده قد غادر فور سماعه بالخبر إلى هناك – لطمطمة الموضوع – وفي خبر آخر أيضا بأن إبن أحد كبار المسؤولين أيضا في بغداد خسر أكثر من إثني عشر ألف دولار في شركة للسيارات في الأردن ومع أننا لا نستطيع التصديق – كلية - من عدمه لهذه الأخبار لكن قراءة الواقع الملموس لتلك الفضائح – المشار إليها – تجعلها الأقرب إلى التصديق خاصة وأنه لم ينفيها ذوي العلاقة ، ومثل هذه الأخبار والكثير غيرها ... تذكر العراقيين بعهد الطاغية المقبور وولديه – عدي وقصي – وبذات الطريقة من البذخ والترف والليالي الحمراء الماجنة مع الامتيازات الأخرى لكل أفراد العائلة في امتلاك كل شيء من العقارات والبساتين وحدائق الحيوانات وأحواض الأسماك والبيوت الزجاجية وغيرها الكثير ما لا يعد ولا يحصى ، فما الفرق ياترى بين الأمس واليوم ، فهل يثق الشعب بهكذا حكومة ويطمئن لمستقبله ؟
وخبر آخر نشر مؤخرا عن سلف وهمية تبلغ – 38 مليار دينار – قامت بها مديرة مصرف الرافدين في البصرة وبأسماء وهمية ... تشاركها عصابات المافيا بكل تأكيد فمن هو المسؤول وكيف يمكن اجتثاث هذه العصابات في ظل نظام فاسد بكل مفاصله وليس لنا أخيرا إلا ترديد قول الشاعر – أبا العلاء المعري –
أعلل النفس بالآمال أرقبها ...... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ، لكن الأمل الوحيد هنا هو بمدى وعي الشعب وقواه الخيرة فهو القادر على التغيير والإصلاح بوحدة إرادته ، وليس الأمل في هكذا حكومة



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين ... والسياسة – 2 –
- الدين ... والسياسة
- خياران ... لا ثالث لهما
- بين الفتاوى ... وواقع الحال
- قوى وشخصيات التيار الديمقراطي
- مؤشرات ودلالات(5)
- مؤشرات ودلالات(4)
- مؤشرات ودلالات(3)
- مؤشرات ودلالات (2)
- مؤشرات ودلالات(1)
- ديمقراطيون بلا حدود (1)
- ديمقراطيون بلا حدود(2)
- أين حقوق الشعب من الدستور / 2
- أين حقوق الشعب ... من الدستور ؟
- طريق ... ربيعكم يا عرب
- نفحات من انتفاضة آذار المجيدة - 1991 -
- عجيب أمور ... غريب قضية
- ديمقراطية ... آم ضحك على الذقون ..؟؟
- كلام في سوق الصفافير
- الثورات الوطنية التحررية ... وقواها المحركة في التأري ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - رب البيت