هادي حسين الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 18:58
المحور:
سيرة ذاتية
(( الاسماء تم اختيارها عشوائيا ولا ترمز الى شخص محدد ))
(( المكان: مقبرة ببغداد سنة 1957م ))
برز راس علوش من داخل حفرة القبر الجديد وهو معفر بالتراب وقال بصوت منتصر: حفؤت له قبرا من الدرجة الاولى يليق بمقام المرحوم ..
رد عليه شاب وسيم كان واقفا قرب الحفرة : عاشت يديك... فالمرحوم جدير بالاحترام في حياته ويبعد رحيله...
كانت جثة المرحوم وسط تابوت والكفن يرفرف جراء مداعبة الهواء له... وعلى مبعدة قريبة هناك تجمع الاصدقاء والاقارب
قال احدهم : يرحمه الله كان وطنيا حتى النخاع لقد دافع عن موقف نوري السعيد الرامي الى دخول العراق في حلف بغداد ... مما دفع خصومه باتهامه بالرجعية وربط العراق ببريطانيا ...
قال اخر: ان المرحوم كان مؤمنا بضرورة كبح جماح الغوغاء ومدعي الوطنية ....
رد عليه اخر : الله يرحمه كان لا يؤمن بالحوار ويتهم معارضيه بالجهل والغباء ولا يتورع في كيل التهم ضدهم ...
اخرجوا جثة المرحوم من خشبة التابوت ... وضعوه قرب الحفرة ... وبدأوا بقراءة الفاتحه...
قال قائل من المحتشدين : من سيحل محله ؟؟؟؟
رد عليه ابن المرحوم : لا احد يحل محل ابي ... كان وطنيا .... حريصا على مستقبل العراق ...
انتبه الجميع على صوت -الدفان - لا اله الا الله ,, هو الحي الباقي ...
تم رفع الجثة وتلقفها الدفان وغاب معها برهة من الزمن ... ثم قفز من الحفرة ودعا الجميع مواراة الجثة التراب ...
............................
((نفس المقبرة والزمان 2010م ))
التف جمع من الرجال حول نعش مجلل بالعلم العراقي وانزلوه الى ارض المقبرة قرب حفرة القبر .......
وجوه يبدو عليها التعب ... والهلع ... كان احدهم يتحدث عن المرحوم لاصحابه : رحمه الله كان مثل ابيه وطنيا عراقيا يكره المستعمر ...
سأله احدهم اليس هو الذي جاء مع الامريكان ؟؟
رد الاخر : نعم ليشارك في التحرير
ضحك السائل وهمهم قائلا: كل شيء يصير في زمن المنتفعين..........
#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟