أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم حسن - البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق














المزيد.....

البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 07:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتراءى لبعض العوام وحتى بعض الفكرين، أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وانهم هم وحدهم من يمتلكونها ولهم الحق في إلغاء آلاخر وتهميشه على اعتبار انه مخطئ. وعلى اساس ذلك اشتعلت الفتن والمعارك عبر التأريخ. والذي يتفحص التأريخ جيداً، يرى أن اغلب الخصومات والمعارك الفكرية والحربية انما جرت بسبب الاختلاف في العقيدة الدينية. واذا ما اردنا ان نغور في اعماق هذه المسألة ونشبعها تحليلاً وتفكيكاً وبرؤية سوسيولوجية -انثروبولوجية صارمة فأننا نبدأ من نقطة ولادة الفرد، وعمليات تشكيله وتنشئته. ان كل انسان يولد بين اهلهِ وعشيرته وذويه، وتقع على عاتق الاسرة - الوحدة الاجتماعية الاولى التي يتربى فيها الفرد - مسؤولية تربيته وتلقينه العقائد والدين والثقافة بما تحملهُ من اعراف وتقاليد وعادات. انه يولد بريئاً كل البراءة لكنه حالما يشتد عوده، ويبدأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى يتعلم تماماً اعراف وتقاليد مجتمعه ودينه الذي يجب ان يلتزم به ويعتنقه، وبالتالي يصبح مؤدلجاً. وهو لا ذنب له في ذلك انما وجد اهله وعشيرته يسيرون بهذا الطريق وتلك العادات وهذا الدين فشاركهم رغم انفه دون ان يشعر، وهو مجبور ان يسايرهم في هذا الامر. هذه العملية برمتها تعد اكبر واعظم عملية في تأريخ الانسان واخطرها. وشئ طبيعي ان تعمل كل المجتمعات على تنشئة وتربية افرادها وفق ثقافتها وتأريخها ودينها، وكل انسان يرى ان دينه هو الحق وألاخر هو الباطل، فلو افترضنا انني نشأت وولدت في الهند، عندها اي دين سأعتنق ؟ واي ثقافة اتقمص ؟ بالتأكيد انني سأكون هندياً واعتنق المذهب البوذي او البرهمي واتقمص الثقافة الهندية واتشربها . وهكذا اذا ولدت ونشأت في روسيا او لندن وغيري ايضا كذلك. وبالتالي فأنني ارى ديني وثقافي هي الاصح والافضل، لكن هي صحيحة في ضوء ثقافتي ومنطقي ورؤيتي. اما اذا نظرنا اليها من خارج ذواتنا ( اي بموضوعية ) فأننا لا نستطيع البتة اطلاق اي حكم لصالحنا او لغيرنا . فكيف استطيع ان اثبت ان ثقافتي وديني هما الاصح ؟ وكيف يستطيع الاخر ان يثبت ذلك ؟ كل منا يدّعي ان الحقيقة معه وحده ويصادر فكر وحرية الاخر بحجة انه لا يمتلك الحقيقة، او انه مخطئ في كل الاحوال. اذن اعود واقول : المسيحيون يقولون ان ديننا هو الاصح . والبوذيون يقولون ان ديننا هو الاصح . والمسلمون يقولون ان ديننا هو الاصح. والبرهميون يقولون ان ديننا هو الاصح. والصابئة يقولون ان ديننا هو الاصح. الخ.اذن من منا الاصح ؟ ومن يمتلك الحقيقة دون غيره ؟ وهل الحقيقة واحدة ام مجزأة ؟ هل الحقيقة موضوعية بحد ذاتها ام انها مؤدلجة ؟ هل الحقيقة خارج ذواتنا ام انها معنا نستطيع الوصول اليها ؟؟

حتى الملحدون يرون انفسهم هم الاصح ؟ لكن احبتي من منح لكن هذا الحق في التصريح ؟ من قال ان الحقيقة معكم وان الله غير موجود ؟ ومن منح للمسلمين وجميع المؤمنين بكافة الاديان ان يقولوا ان الله موجود ؟ ومن منحكم حق إلغاء آلاخر وتهميشه ؟

اننا نرى ان هذه حقائق من وجهة نظرنا نحن، وهي ليست حقائق اطلاقاً ، انما نحن بسذاجتنا جعلناها حقائق وصدقنا بها. وبالتالي اصبح لكل انسان حقيقة ولكل مجتمع حقيقة يؤمن بها ويراها ويعتقد ويلتزم بها ايضاً ويلغي آلاخر من اجلها. بالتالي علينا ان نحترم الآخرين مهما كانوا دينيين او محلدين او لا ادريين او غيرهم. الجميع يجب ان يُحترم لانه مؤمن بقضية، مؤمن بشئ اسماه الحقيقة وهو ليس بحقيقة. لكنه لا يستطيع ان يعيش بدون حقيقة. فقط الحيوانات تستطيع ان تعيش بلا حقيقة. لذلك نحن اخترعنا لنا مجموعة من الايديولوجيات والتي اطلقنا عليها اسم " حقائق" وصدقنا بها وهنيئاً لنا !! فالحقيقة ليست معنا ولا مع آلاخر، لكن في كل الاحوال علينا احترام انفسنا واحترام آلاخر لانه مثلنا تماماً يستحق الشفقة !!!



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حقيقة الإعلام المغُرض ؟
- لا جديد في الحكومة العراقية الجديدة !!!
- أزمة الفكر البشري - رؤية سوسيولوجية نقدية-
- آلام بائسة !!
- حنانُ ألام : حاجة نفسيّة لما بعد الطفولة -المجتمع العربي إنم ...
- أزمة الفكر
- إسهامات الأستاذة مارجريت ميد في الإنثروبولوجيا النفسية
- سيمفونية الصمت
- أسطورة العراق الجديد
- من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟
- هلوسة الصباح
- الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي
- عطر الغايب لـ جمعة الحلفي.... معالم لحركة تجديد في الشعر الش ...


المزيد.....




- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم حسن - البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق