|
مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:39
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مسامير جاسم المطير 828 يقال والعهدة على الراوي أن أحد ملوك فيرجيا إذا لمس شيئا ، يتحول إلى ذهب ..! ويقال والعهدة على الراوية أن من يملك كارت وساطة قوية في وزارة الخارجية فأنه يغدو موظفا طرواديا إغريقيا في إحدى السفارات العراقية ..! السفارات العراقية وما أدراك ما السفارات .. السفراء وما أدراك ما السفراء .. أنهم جميعا للمحاصصة الحزبية خاضعون ..!! صارت مباني السفارات العراقية في العصر الديمقراطي الجديد بلا طعم ولا رائحة لأنها تعتمد على أسس الممالحة ..!!.. كل موظف فيها صار يغني إلى " ليلاه " .. أنزل العلم العراقي ورفع بدله علم " الحزب " الذي ينتمي إليه السيد السفير ، وصارت تترى من داخل المباني قصص لا تقل غرابة ودهشة عن قصص ألف ليلة وليلة وأخطاء ترجماتها إلى اللغات الأجنبية ابتداء من الطبعة الفرنسية التي نقلها ( أنطوان كَالند ) وانتهاء بقصة خيالية عن مقتل نجلي مثال الألوسي ..!! تصلني رسائل القراء والأصدقاء عن أمراض " دبلوماسية " تبدو لا علاج لها ..! أقول لأصحابي : أطمئنوا فما تشاهدونه وما تسمعونه ليس سوى مرحلة دبلوماسية مزاجية مؤقتة تنتهي مع انتهاء الوزارة المؤقتة ، لكن القراء لا يصدقون لأنهم يعتقدون أن غالبية الدبلوماسيين العراقيين الجدد لا يضعون في جداول أعمالهم فنون وحضارة وادي الرافدين وحضاراتها وسياستها وثقافاتها فهم لا شأن لهم بذلك .. لكنهم منشغلون بجدولة تعيين أقاربهم من السلالات الحزبية والعشائرية النبيلة .. أما الجاليات العراقية فقد أصبح المواطنون فيها من حكايات الماضي بل من السلالات المنقرضة وصاروا نموذجا لوصف الشرقيين وعاداتهم يتسلى بها موظفو سفاراتنا في ليالي السمر الدبلوماسية في المطاعم الغربية والشرقية وفقا لجدول المصروفات النثرية .. ! لم أصدق الروايات التي وصلتني على ظهور جمال الايميل ، ما صدقتُ قصصا كثيرة عن سلوكيات السفير العراقي الجديد السيد ( ترلوني ) وكأنه ليس من أهالي القرية العراقية الفقيرة ، وما صدقت الكلام عن أخلاق الدبلوماسيين الجديدين أبن " الخال " و " أبن العم " وكأنهما ليسا مواطنين من حضارة سومرية مزدهرة حتى العصر الروماني ، وما صدقتُ عما سمعته عن الكهوف التي بدأت تبنى في زوايا السفارات ، لذلك قررتُ أن أضع على رأسي " طاقية الإخفاء " مستعيرا إياها من المرحوم إسماعيل ياسين والتجوال في السفارات العراقية من دون أن أتحمل متاعب السفر من حجز ودفع أثمان تذاكر سفر وحمل الحقائب الثقيلة مثلما يتحمل الدبلوماسيون العراقيون أنفسهم ..! تركت لاهاي بهولندا مسافرا إلى بلدان أوربية أخرى جوالا في جبال الألب وما بينها في جبال الأناضول وما بعدها وحوالي البحر الأبيض المتوسط وفي أعماقه ..!! كانت القاطرات والطائرات وعربات نقل الايميل في أوربا كلها قد توقفت بسبب الإضرابات العمالية احتجاجا على أداء وزارة الداخلية العراقية وعلى عبقرية خططها في توفير الأمن والأمان للمواطنين العراقيين من دون أن توفر الشيء ذاته لكوادرها من رتبة عقيد فما فوق مما جعل الكثير من رجال الأمن يتوسطون للحصول على منصب دبلوماسي في سفارة عراقية خارج الوطن حتى برتبة " بستانجي " ..!! تأكدتُ من وضع طاقية الإخفاء على راسي لضمان تجاوز الحواجز الأمنية الكثيرة و الدخول إلى السفارات العراقية في البلدان الأجنبية وفي المستعمرات الرأسمالية المتطورة بأفعال وإبداعات السفراء العراقيين الجدد ..!! كثير من سفارات العهد الجديد لا يحق لكل عراقي الدخول إليها إلا إذا كان قريبا للسيد السفير أو للسيد القنصل أو أنك على الأقل من نفس القومية أو المذهب ..!! أما السيد السفير أو القنصل أو المدير فأن أحدا منهم لا يفكر بحضور نشاطات وفعاليات ولقاءات الجمعيات العراقية وغدت مثل هذه الأماني من آثار ما قبل التاريخ ..!! أما أنا فقد دخلت كل السفارات العراقية بعد أن وضعتُ " طاقية الإخفاء " على راسي و" عبرت الشط " وفق نظرية أغنية الفنان كاظم الساهر ..! دخلت إلى سفارتنا في " جمهورية تراقيا العظمى .." فوجدت الدبلوماسيين المسلمين والمراجعين من الزوار الإسلاميين العراقيين من أصحاب الملافع والعمائم البيضاء والسوداء بشواربهم ولحاهم السوداء والبيضاء كانوا يستريحون رويدا رويدا كأنهم في داخل حسينية بكربلاء ..!! أما السيد السفير حفظه الله ورعاه فقد كان جالسا على كرسيه وأمامه على المنضدة الدبلوماسية الفخمة نماذج بضائع وأشياء متنوعة وهو يقلب التوابل المحفوظة بأكياس صغيرة استعدادا لوليمة يوم الثلاثاء حيث الكباب العراقي المشوي ..!! نظرت إلى الحائط خلف السفير وإذا بصورة كبيرة لأية الله العظمى المرحوم محمد باقر الحكيم رئيس الحزب الذي ينتمي إليه السيد السفير الذي جاء من بغداد طلبا للعيش الأمين في دول أوربا النصرانية ..!! انتقلت بحرا الى " جمهورية لوسيا لوسيا " ودخلت سفارتنا فيها فوجدت أول ما وجدت أن السيد السفير جاء من بغداد سالكا بحر مرمرة وبصحبته سكرتيره الذي كان يشغل وظيفة طباخ في العاصمة العراقية ..!! أما السيد القنصل او " الكنسل " لم أتبين وظيفته جيدا فقد كان يشرف على تسفير أولاده الصغار وعائلته الى سويسرا بسيارتين محملتين بالشنط ..! السيارة الأولى بقيادة السائق فردريك والثانية بقيادة السائق هنري السابع ..!! كان هدف السفرة هو إزالة ذعر وإرهاب بغداد وكوابيس الحياة فيها من رؤوس وعيون أفراد العائلة ..! كان السيد السفير العراقي في " لوسيا لوسيا " منشغلاً بتعليق صورة المناضل الكردي مصطفى البارزاني ..!! حاولت أن أنصحه بضرورة استبدال هذه الصورة بغيرها فأنا أملك بمكتبتي صورا للمرحوم البارزاني أجمل من التي علقها لكنني تذكرتُ أنني ألبس " طاقية الإخفاء " ..!! في سفارتنا بمملكة " مولان " الصغرى انشغل السفير بتعليق صورة السيد إبراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية ، وعبر نهر " التايمز " علقوا صورة الدكتور أياد علاوي ، وفي جمهورية " فريزر " علقوا صورة يافعة للسيد جلال الطالباني ، وكأن غازي الياور رئيسا لجمهورية ( مامر) ، وعبر نهر السين كان كادر السفارة يتفرج على مسلسل " مدرسة المشاغبين " والتمتع بالضحك على ذقون عادل امام ويونس شلبي وعبد الوهاب البياتي وزها حديد وجواد سليم ومنير بشير ومحمد مهدي الجواهري ..! أما كادر سفارتنا في " هونوبولو " فقد كان أكثر تمسكا بالروح العراقية الصميمة فقد كان الدبلوماسيون يتفرجون على مسلسل " الحواسم " الذي تعامله قناة الشرقية معاملة حسنة جدا ..!! للحقيقة والتاريخ أقول أنني شاهدت علم العراق معلقا مرفرفا في خارج السفارات ..! أما في الداخل فقد شاهدت أعلام أبي الفضل العباس وبرواري بالا وجسر المسيب وأعلام فيدرالية " القش " المنتشرة في المناطق المجاورة لنهر شط العرب ..! عدت بعد جولتي متعبا لأقضي ساعات النهار من جديد في صيد الأسماك مستمتعا بقراءة الكتب العراقية المفضلة التي أستعيرها من المكتبة الغنية التي وفرتها لنا بلدية دن هاخ "حفزها الله " ورعاها ..!! و ..... آه ٍ أه ٍ يا عراق متى يتوقف دمك المراق ..؟! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 9 – 2 - 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
-
عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
-
قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
-
مسامير جاسم المطير 824
-
مسامير جاسم المطير 823
-
من مايكل جاكسون إلى صدّام حسين ..!
-
الوقاية من سرطان البروستاتا والقولون واللسان ..!
-
العراقيون مارسوا الرياضة الانتخابية الصعبة ..!
-
مسامير جاسم المطير 819
-
مسامير جاسم المطير 818
-
مسامير جاسم المطير 817
-
الكـــــــذابون ..!!
-
مسامير جاسم المطير 815
-
حازم الشعلان يبحث عن المبادئ ..!!
-
إلى هيئة العلماء مع الاحترامات ..!
-
عيدكن مبارك يا حوريات الجنة ..!
-
نحن بحاجة إلى سايس خيول ..!!
-
أخطاء الحكام العراقيين الجدد تسعد الفضائيات ..!!
-
مسامير جاسم المطير805
-
الفساد لن يعطس مهما اشتد الزكام ..!
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|