أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - باسم كروج - المجتمع العربي المعاصر و ءاشكالية غياب المبادئ














المزيد.....

المجتمع العربي المعاصر و ءاشكالية غياب المبادئ


باسم كروج

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 16:20
المحور: المجتمع المدني
    


تمهيد :

ما قد يفهم من لفظة * مبادئ * يتصف بكونه قاصرا مقارنة بما تدل عليه من معان سامية و جليلة وذلك راجع بالأساس ءالى طبيعة التفكير التي تميز الانسان المعاصر عموما و العربي على وجه الخصوص. فهذا الأخير يولد و يترعرع وسط أسرة لا تؤمن بشيء واضح محدد سوى بأن عليها السير وفق معايير حددها المجتمع - ءان كان المجتمع مؤهلا أصلا لوضع معايير - و بالتالي تنتج لنا أجيال مسلوبة الارادة و الطامة الأعظم أن من شذ عن ماهو متعارف عليه - على الرغم من اعوجاجه - تلصق به أقبح النعوت و يتم نبذه و مهاجمته متى سمحت الفرصة بذلك . هذا و يروم المقال تحديد تعريف دقيق لكلمة *مبادئ* و الوقوف على أهم أسباب غيابها عن مجتمعاتنا و ءارشاد الفرد العربي ءالى المبادئ التي تكفل له العيش المنظم و المستقر .
أولا : التحديد الدقيق لمعنى كلمة * مبادئ*
مبادئ جمع مبداء و تعني الأساس أو القاعدة و تشكل المبادئ بصفة عامة معايير تنبني على أساسها تصورات و أحكام الفرد وتصرفاته ... بحيث تترسخ بداخله فلا يشعر بالاستقرار ءان هو خالفها أو حاد عنها و لو بشكل جزئي . و تترجم كلمة *مبادئ* ءالى الفرنسية ب * principes * و تحيل على القواعد التي تسعى ءالى بلورة أهداف أو مقاصد . و عليه نخلص ءالى أن التوفر على مبادئ مسألة حيوية بالنسبة لنا سواء كأفراد أو جماعات و ءالا سادت الفوضى و انشر الفساد و الافساد .
ثانيا : الأسباب المفسرة لغياب المبادئ عن المجتمع العربي المعاصر
التطورات التي لحقت مختلف جوانب حياة المجتمع العربي بداية من النصف الثاني من القرن العشرين أدت ءالى ءازاحة المنطق التقليدي بيد أن هذا الأخير لم يجد ما يعوضه بفعل المعارضة الشرسة من قوى المحافظة للمنطق الحديث ما أدى ءالى اظطراب رهيب يتجلى في عجز المؤسسات التربوية و الدينية عن تزويد الفرد بما يكفي من أساليب التفكير النقدي ما من شأنه أن يمكنه من اختيار مبادئ تؤدي به ءالى حياة منظمة مستقرة فالأسر تبرمج أفرادها منذ مراحل الطفولة المبكرة على الاقتداء بسلوكات الأغلبية دون اعتبار لصحتها فالمهم أن لا يتعارض سلوك و طريق تفكير الفتى أو الفتاة مع المألوف و كذلك فضاءات التعليم التي غدا دورها ينحصر في شحن مرتاديها بمضامين المقررات الدراسية ليس ءالا . أما المؤسسات الدينية فلم تعد تدعو الى المؤاخاة و التعايش و التسامح و التضامن ... و هي مبادئ تسمو بسلوك الانسان و تشعره بالتفوق على باقي الموجودات بل أصبح دورها يتمثل فقط في ءاذكاء الضغائن و الحث على التفرقة و تكريس الأعراف الاجتماعية المتخلفة في النفوس كما في العقول و هو أمر خطير للغاية فالخطاب الديني - خاصة بالوطن العربي- لا ينبغي أن يناقش مما أدى و يؤدي ءالى كوارث تهدد بانهيار مجتمعاتنا العربية
ثالثا : ما السبيل ءالى مبادئ تكفل العيش المستقر و المنظم ؟
ءان دور مقالات الرأي هو التنوير و الارشاد بالاجابة عن مختلف التساؤلات منها التساؤل الذي يطرحه المحور و بناءا عليه نقول أن اختيار مبادئ قصد توجيه سلوك الفرد ليس بالهين فالأمر يتعلق بالانتقال من عدم التظيم أي درجة دنيا ءالى التنظيم أي درجة عليا و المساعد على ذلك يكون هو الاطلاع على النماذج البشرية الناجحة بفضل الالتزام بمبادئها بغرض الاقتداء بها فسقراط مثلا لأجل مبادئه فضل تجرع السم و بيل غيتس مؤسس شركة ماكروسوفت للحواسيب صار أغنى رجل في العالم و هو الذي اشتهر بمبادئه و أبزرها المبداء القائل بأن العيب ليس أن تولد فقيرا و ءانما أن تموت فقيرا و غيرهما الكثير فعلم أن المبادئ تصنعك بقدر حرصك عليها و على اتباعها .
و أخيرا نقر بأن مسألة غياب المبادئ عن تفكير أفراد و جماعات المجتمع العربي موضوع غني لا تكفي كتب و لا مجلدات لكي تلم به .



#باسم_كروج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان : قطعا ليس بزماننا
- ليلا (...)
- ثوب للقصيدة
- قصيدة بعنوان : ديوان الرحيل


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - باسم كروج - المجتمع العربي المعاصر و ءاشكالية غياب المبادئ