|
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج35
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 15:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الباحث : نعم يا عم ... و الأمر الثاني ... المؤمن : لقد خلق الله ألف آدم .. آخرهم ادمنا الآن ... كل شخص موجود الآن وكأنه عاش ألف حياة ... جرب 1000 شكل من أشكال الحياة ... ألف دورة كاملة أنت عشتها قبل أن تصل الى الدورة الأخيرة هذه ... فمن وجد نفسه فقيراً معدماً في هذه الدورة الأخيرة ... فقد عاش الغنى في أحد الدورات السابقة .. ملك .. وزير .. نجار .. حداد .. فلاح .. جندي .. وغيرها .. بحيث لم يبق شكل من أشكال الحياة الا وقد جربه الانسان ... الباحث : في نفس هذه الحياة !! هذا هو القول بالتناسخ ... المؤمن : لا ليس بتناسخ أرواح .. وليس في نفس هذه الحياة .. إنها دورة كاملة .. لقد خلق الله 999 آدم قبل ادمنا .. ونحن اطلعنا على كل ذلك .. و كأننا عشناه .. يعني أنت مثلا لك 999 شبيه يحملون نفس الصفات النفسية .. يعني الاصل واحد والحياة مختلفة .. ليس تناسخ أبداً .. لأن الروح الممنوحة لك غير ارواحهم .. الأصل الواحد بينكم هو الصفات النفسية .. أنت و 999 شخص تحملون نفس الصفات .. فاذا كنت كريم فكلهم كرماء .. و اذا أنت شجاع فكلهم شجعان ... الباحث : النفس يا عم .. هي نفسها أم لا ؟!! المؤمن : هي .. هي ... وهي غيرها ... الباحث : هذا تناقض .... المؤمن : ليس تناقض ... أنا فاهم الفكرة ولكن الكلمات لا تسعفني .. أنظر .. فقاعة صابون تنفخ بها فتتطاير الى 1000 فقاعة .. فنقول عن كل واحدة ..هي .. هي .. وهي غيرها ... فكل واحدة تحمل صفات المجموع ... الباحث : نعم يا عم فهمت ... المؤمن : المتسلسلات المستطيلة للصفات الثابتة عند الانسان التي توجد في كل خلية من خلاياه .. والتي تحمل الصفات الوراثية .. هي نفسها عندك وعند ال999 من اقرانك .. ولكن أشكال الحياة تختلف .. فقير في عالم .. وغني في عالم آخر .. وملك في عالم ثالث .. وخادم في عالم رابع .. وهكذا .. بحيث لم يبق شكل من أشكال الحياة إلا وقد جربته أنت وعشته من خلال نظرائك .. فلم تبق للإنسان حجة على الرب .. ليقول لماذا خلقتني فقيراً والآخر غني مثلاً .. لأن كلاكما مارس نفس شكل الحياة .. لماذا هو ملك وأنا خادم لأنه قد مارس نفس شكل الحياة .. عدالة كاملة في منتهى الدقة .... الباحث : كل هذا حدث في عالم الدنيا أم في عوالم مختلفة ؟!! المؤمن : هنا في عالم الدنيا ... الباحث : و أين هم الآن ؟ المؤمن : قد ماتوا وتحولوا الى العوالم الاخرى .. كلما انتهى جيل آدم وانتقل الى عالم البرزخ .. جاء جيل جديد .. وال999 جيل الآن في البرزخ بانتظار القيامة الكبرى ... الباحث : يعني القيامة لم تحدث لهم بعد ؟!! المؤمن : لا .. كلهم بانتظار القيامة الكبرى .. وهي قريبة الآن جداً .. فنحن آخر جيل .. آخر آدم .. آدم ال 1000 .. وهذا الجيل أهم و أعظم جيل .. وهو الذي سيكون سلطان على الأمانة الكبرى ... هذا الجيل زبدة الأجيال كلها .. وهو محور الهبه الإلهية ... الباحث : اذا كان ما تقوله يا عم حق .. فليس لأي انسان ان يعترض .. لأنه جرب جميع اشكال الحياة ... المؤمن : نعم ويحاسب يوم القيامة الكبرى على 1000 شكل منها .. فليس للإنسان حجة على الرب .. الذين تراهم اليوم مرفهين في أوربا مثلاً .. كانوا يعيشون البؤس في دول أخرى بالدورات السابقة .. والذين يكابدون الجوع في افريقيا كانوا يعيشون الرخاء والغنى في دورات سابقة .. الذي ولد في بيئة صالحة اليوم ولد أيضاً في بيئة فاسدة في دورات سابقة .. وهكذا الانسان الواحد عاش 1000 دنيا فيها 1000 شكل من اشكال الحياة .. فهل يبقى لأي انسان حجة على الرب .... الباحث : هل هذه حقيقة يا عم !! مثلا محمد نبي الاسلام تكرر 1000 مرة نبي .... المؤمن : نعم هي حقيقة .. ومحمد تكرر 1000 مرة بصفاته .. ولكن ليس نبي في كل دورة .. فقد كان انسان عادي في كل دورة .. ولكن هنا نبي .. لقد مارس محمد 1000 شكل من اشكال الحياة .. ولكن صفة الايمان واحدة .. 1000 شكل كابد بها محمد أنواع العيش لم تؤثر على ايمانه .. وهكذا كل انسان .. الصفات الايمانية واحدة .. واشكال الحياة مختلفة .. والحساب في القيامة الكبرى على 1000 شكل من اشكال الحياة .. عدالة مطلقة ليس لها نظير ... ............................ ملاحظاتي عن هذه الحلقة بدلاً من أن يحل العم المؤمن إشكالات الباحث، بدأ بوضع إشكالات جديدة دون حلول جوهرية، ويطلب من الباحث ومن الإيمان بها هكذا دون دليل، فقط لأنه، أي المؤمن، قد قالها. فيبدأ بإشكالية أن هناك ألف آدم، ونحن لم نزل لم نحل إشكالية آدم واحد، فالسؤال هو، هل تم خلق الإنسان بصورته الآدمية الكاملة هذه من اللحظة الأولى، أم أنه تطور عن أشكال أخرى للحياة، وبذا لا يكون هناك معنى لوجود آدم، أي أب موحد لكل البشر، لأن البشر جميعاً قد تطوروا عن صورة أكثر بدائية. بوضع حل وجود ألف آدم يعتقد المؤمن أنه سيحل المعضلة النفسية عند البشر بسؤالهم الأزلي لم أنا فقير وغيري غني، فها هو يقول أنك كنت غني في يوم ما في أحدى مراحل حياتك الألف الأخرى. وخطورة كلام كهذا أنه يدعوا الإنسان للرضى عن حاله الواهن، وعن ما يعيشه الآن من فقر وعذاب لأنه عاش العز يوماً، فبدل البحث عن حلول ناجعة بتوفير العدالة الاجتماعية التي تضمن للفقراء حقوقهم، نكون قد أعطيناهم مسكر ومحبط للعزائم. وطبعا حلول محبطة مسكنة كهذه تصب في صالح الاستبداد بكل أشكاله، وأولهم السياسي والديني. وإشكالية أخرى، أن المؤمن قد فرض أن حياتنا هذه هي نهاية السلسلة، أي أنها الحياة رقم 1000 ، فلا تتأمل شيئاً من أي حياة أرضية قادمة غيرها، وهذا إحباط جديد للعزائم. ثم أن المؤمن يعتبر الغنى والفقر، الملك والخادم، وغيرها، هي شكل من أشكال الحياة، وهذا دليل على جهل المؤمن بالعلوم البيولوجية، فالغنى والفقر ليسا شكل حياة، بل هي توصيف للحالة الاجتماعية للفرد البشري، وهي خاصة بالشكل الآدمي للحياة الحيوانية، فلا يوجد غنى وفقر في مملكة الحيوان. أما أشكال الحياة، فنقول أن الحيوان شكل من أشكال الحياة، والنبات شكل آخر، والحشرات، والبكتريا، والفايروس، ولا نقول أن الحداد هو شكل من أشكال الحياة، والنجار شكل آخر، أي لا تكون أشكال الحياة على حسب مهنة الإنسان. أرجوا أن يكون المؤمن أكثر وعياً في الحلقات القادمة، وأن لا يقع في مطبات وإشكاليات يضعها بنفسه بدل حله للإشكاليات السابقة. وأخيرا أقول، ما هذه السلبية التي يتمتع بها الباحث حين محاورته للمؤمن، فقد بدأ حلقاته الأولى بالشك بكل شيء، ويناقش الأفكار المطروحة، ولكنه أمام المؤمن مستكين، مسالم، ومسلم لأمره بيد المؤمن، مجيباً بنعم قد فهمت، دون اعتراض، أو حتى مشاكسة فكرية بسيطة. مع تحياتي نقلها لكم محمد الحداد 08. 07. 2012
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج33
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج32
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج31
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج30
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج29
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج28
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج27
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج26
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج25
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج24
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج23
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج21
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج20
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج19
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج18
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج17
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج16
-
عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج15
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|