أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34














المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المؤمن : والآن اشرح لي شكوكك حتى أجيبها ... فقد تشتت الموضوع ...
الباحث : لقد جئنا الى الدنيا بدون اختيارنا ... وفرضت علينا حياة ليست من اختيارنا ... فالبعض وجد نفسه في بيئة فاسدة ... وبحكم التربية المنحرفة والاختلاط صار غير صالح ... والبعض وجد نفسه في عائلة فقيرة ... فكابد الفقر دهره ... بينما البعض الآخر وجد نفسه في بيئة صالحة ... فانصلح حاله ... وآخر وجد نفسه في عائلة غنية ومجتمع مرفه ... فعاش حياته بيسر وهناء ....
كل ذلك تم بدون اختيارنا ....
والكثير من الناس لا يحب هذه الحياة ولا يريدها ... فلماذا أجبره الله عليها ؟!!
أين الحرية في هذا ؟!!
أين العدل يا عم ؟!!
شعوب مرفهة .. وشعوب مضطهدة .. تعاني حياة البؤس والشقاء .. فاذا ولد الانسان ووجد نفسه في حياة هو مرغم عليها .. سيعاني ويعاني ... فأين العدل في هذا يا عم ؟!!
فأطرق المؤمن برأسه الى الارض فترة .. ثم بادرني بابتسامته الهادئة المعتادة ...
الباحث : هل عجزت عن الجواب يا عم ؟!!
المؤمن : لا أبدا يا بني .. ولكن تحت هذه أسرار لا ينبغي أن تكشف .... ولم يكشفها أحد.... لذا تراني حائر حقاً .. هل أقول ؟؟ وهل ستتقبل ذلك مني ؟؟؟
الباحث : أمضيت عمري كله أبحث يا عم ... فأخبرني أرجوك ....
المؤمن : الجواب عن هذا الامر في مسألتين يعرفهما كل مؤمن رأى ملكوت الله ....
في العالم الاول .. الحضرة الإلهية .. عندما شهد جميع الناس بالربوبية ...عرض الرب مسيرة الحياة كلها على جميع البشر ... بما فيها الدنيا وما بعدها ... وخيرهم بالسير فيها ... و لو أن إنساناً واحداً رفض الخطة الربانية .. لغيرها الرب .. ولكن فعله محكم .. متقن جداً ... وعندما شاهد البشر الحياة الدنيا وصعوباتها الأكثر رفضوا ... فتابع العرض .. شاهدوا عالم البرزخ ما بعد الموت ... فقبل البعض ورفض البعض .. ثم شاهدوا القيامة وموازين العدل الربانية .. فقبل البعض ورفض الآخر ... وبعدها شاهدوا الجنة والنار .. فقبل من في الجنة ورفض من في النار ... ولكنهم لما شاهدوا ما بعد الجنة والنار ... عالم الرضوان الاكبر .. الأكثرية قبلوا ... وقلة بقوا متحيرين ... وعندما شاهدوا عالم الحضرة الإلهية ... الوطن الاصلي ... وعظمة ذلك العالم ... والسعادة المطلقة للإنسان .. والملك العظيم ... لم يبق أحد من البشر إلا وقبل بالخطة جميعها ... عالم هائل من البهجة والسرور ... وملك لا يمكن ان يوصف ... وقف جميع البشر مذهولين مبهورين من الرحمة الربانية التي تنتظرهم .. فهان عليهم الطريق الشديد .. وقبلوا بالمسير عن قناعة تامة ... و لو أن واحداً فقط من البشر رفض ... لما حدثت هذه المسيرة أبداً ... و لتغيرت الى أخرى ... ستشاهد كل ذلك .. وتتذكره عندما تصبح مؤمنا إن شاء الله ...
الباحث : وهل حدث ذلك حقا يا عم ؟!!
المؤمن : الرب عندما قال للملائكة ... أني جاعل في الأرض خليفة .. اعترضت الملائكة .. وقالوا .. أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .. فأجابهم الرب .. أني أعلم ما لا تعلمون .... فمن أين عرف الملائكة أن البشر يفسدون ويسفكون الدماء ؟!!
لقد شاهدوا العرض و القصة كاملة حينما عرضها الرب أمام البشر ... فشاهدوا الإفساد وسفك الدماء ....
الباحث : فلماذا لم يقتنعوا كما اقتنع البشر ويسلموا الأمر لله اذا ؟!!
المؤمن : لم يدركوا الحكمة كاملة كما أدركها البشر ....
الباحث : أنهم ملائكة يا عم !!
المؤمن : وهل الملائكة إلا أرواح مرسلة لخدمة الإنسان ... ليس لهم قابلية الادراك التي يملكها الانسان أبداً .. ولن يستطيعوا أن يصلوا إلا الى مقدار الخدمة والطاعة للإنسان ... وإلا لم يأمرهم الرب بالسجود للإنسان ... فالإنسان هو المخلوق الأحب والأقرب الى الرب .. لقد كرمه الرب كرامة لا يمكن وصفها .... ولا عجب أنك ترى الانسان الآن رافضاً للرب ... رافضاً لحياته .. لأنه في الاصل رفض هذه الحياة الدنيا .. ولم يرض بعيشه فيها منذ عالم الحضرة الاولى ... وما الحياة الدنيا إلا ظهور لما كان يخفيه الانسان في تلك العوالم ....
الباحث : لن يصدق أحد بكلامك هذا !!!
المؤمن : كل من يسلك طريق الايمان يعرف ويشاهد ويتذكر ما أقوله ... يقول المسيح .. ان كنت قلت لكم الارضيات ولستم تقبلون فكيف ان قلت لكم السماويات ... ويقول المسيح أيضاً ... نحن نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا ... ويقول نبي الاسلام ... لولا تمزيج في قلوبكم لرأيتم ما ارى و لسمعتم ما اسمع ... ولقد رأى معظم الأنبياء ذلك ... ولما بدأوا يتكلمون ببعضه ... اتهمهم الناس بالجنون ... ولا عجب فهذا أمر اعتاد عليه الناس ... فالإنسان عدو ما يجهل ...
هل يكفيك هذا ؟!!
الباحث : لا .. لا يكفيني .... أخبرني عن الأمر الثاني يا عم .....
المؤمن : لن تتقبل .. ولن يتقبل أحد بالأمر الثاني ... أنه صعب القبول جداً جداً....
الباحث : تكلم يا عم .... نحن نسمع ولا نحكم ......
المؤمن : حسنا سأخبرك....
................................
أقول لصديقي فيلسوف الشرق، ومنه للعم المؤمن، ما الحكمة من كل هذا الدوران في العوالم المختلفة، عالم الحضرة الإلهية، الحياة الدنيا، البرزخ، القيامة والحساب، الثواب والعقاب، ثم العودة لعالم الحضرة الإلهية، فما هي الحكمة من كل هذا الدوران، أيعقل أن يكون فقط حتى يتأهل الانسان نفسيا ليحكم في ملكوته !!
فقد كان بمقدور الخالق أن يجعل نفس الإنسان سوية من البداية، ونلغي كل هذه العوالم، لنصل النهاية مباشرة، هذا أولاً، وثانياً، لم نسي الناس كلهم تلك العوالم، ونسوا أنهم رأوا ذلك، مما أوقع الكثيرون في حيرة حكمة الخلق، كما وقع بها الباحث، أو لم يكن الأجدر أن لا ينسى الإنسان حتى يستطيع عبور كل هذه العوالم بعزيمة أكبر !!

نقلها لكم
محمد الحداد
07. 07. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج33
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج32
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج31
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج30
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج29
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج28
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج27
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج26
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج25
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج24
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج23
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج21
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج20
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج19
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج18
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج17
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج16
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج15
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج14


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34