|
الماركسية ... منهج حياة
معاذ القصراوي
الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 16:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الماركسية ... منهج حياة بداية يجب ان اقدم توطأة حول مفهوم الماركسية حيث ان الماركسية ممارسة سياسية ونظرية اجتماعية مبنية على اعمال كارل ماركس الفكرية وهو فيلسوف من اصول المانية من القرن التاسع عشر عالم اقتصاد ، صحفي وثوري ، شاركه رفيقه فريدرك انجلز في وضع الاسس واللبنات الاولى للنظرية ومن بعدهم بدأ المفكرون الماركسيون في الاضافة وتطوير وتطوير النظرية بالاستناد الى الاسس التي ارسى دعائمها ماركس . ولا يمكنني حصر تعريف الماركسية بامر ما فالماركسية تقوم على النظرة العلمية للعالم اجمع .. اذا ومن خلال ما اسلف ذكره يمكنني القول ان الماركسية نظرية علمية شاملة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتقوم على تبني كل ما تم اثباته علميا من خلال التحليل والبرهنة . سأعتمد في هذه المقال على قوانين الجدل الثلاث "التراكمات الكمية الى تبدلات النوعية ، نفي النفي ووحدة وصراع الاضداد " . قد تعلمنا من خلال الماركسية ان مصطلح النسيان مصطلح خاطىء وان ندون ونسجل بشكل جيد ما يجري حولنا كي نرتقي بواقعنا ولان نصل لواقع افضل . القيمة الحقيقية بالماركسية اسقاط الجانب النظري على الجانب العملي لان تصبح الماركسية حقيقة عملية ملموسة وان ننقلها من "رَف" المكتبة الى عقول المواطنين وأن يتم العمل بشكل جيد على قوانين الجدل الثلاث في تحليل الامور وقراءتها ودراستها للوصول الى الهدف المراد بطريقة علمية وليست عشوائية . ومن هنا يجب ان نعي جيدا مفهوم النقد والنقد الذاتي كي نصل الى التطور المنشود ، فإذا ما نظرنا الى واقعنا الحالي "السياسي والاقتصادي والاجتماعي" لوجدنا اننا نفتقد الى القراءة النقدية الحقيقية وتجاوز الاخطاء واستبدالها بايجابيات ، ومن هنا يبدأ تجسيد عملي ملموس لقانون "نفي النفي" بأن نقوم بتحويل ما يحري حولنا للافضل وان ننفي الشوائب والعوالق الموجودة والانتقال من نمط معيشي الى آخر ويجسد انتقالنا من واقع الى آخر تجسيد حقيقي لنفي النفي ، اذ أن النمط الجديد يحل مكان النمط القديم وبهذا ينفي الجديد القديم ، وتجدر الاشارة هنا بان حركة التطور ليست حركة خطية بل حركة لولبية . ومن خلال قانون وحدة وصراع الاضداد يمكننا ان نعي جيدا حقيقة ما يجري حولنا ، فلا يوجد اي جسم لا يحمل نقيضه بداخله او كما يصوره الكتاب الماركسيين بشكل افضل بأن كل ظاهرة تحمل بداخلها بذور فناءها ، ويمكننا تبسيط هذا القانون بمثال عملي ملموس نعيشه في واقعنا الحالي بواقع الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية ، فالاحتلال واقع مفروض على الشعب الفلسطيني ولكن في ظل هذا الاحتلال توجد حركات مقاومة عديدة تبشر بفناء هذا الاحتلال عاجلا ام آجلا كما يوجد تناقضات عديدة داخل جسم هذا الاحتلال من تقسيمات موجودة بطبيعته السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ان اي جسم موجود يعيش في حالة حركة دائمة بوجود الاضداد والمتناقضات بداخله ، ويجدر هنا توضيح بان التطور يسير بحركة حلزونية "كما يصفه الكتاب الماركسيين" اذ انه من الممكن ان يكون التطور في بعض الحالات للاسفل ومن خلال التراكمات والتناقضات سيعود الى وضعه الصحيح بالتطور للاعلى او للامام والتناقضات نوعين رئيسيين هما : 1- تناحري : ويمكن تجسيده من خلال التناقض التام بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني فالصراع في هذه الحالة تناحري ولا يمكن ان تتسع الارض للطرفين -وزوال هذا الاحتلال امر حتمي - ويمكننا ايضا تجسيد الصراع التناحري بين الاشتراكية والرأسمالية والتقدمية والرجعية .... الخ . 2-غير تناحري : ويمكننا توضيح هذا التناقض من خلال الحوارات والاجتهادات التي تحدث معنا بشكل يومي ان لم يكن بكل لحظة . اما القانون الثالث للماركسية "التراكمات الكمية الى تبدلات نوعية" فهو قانون رئيسي يمكننا تجسيده من خلال العديد من الامثلة العملية الملموسة في واقعنا الحالي ، كمثال الانتفاضات الحاصلة في العالم العربي هي نتيجة حتمية بفعل الضغط والقمع والنهب والسرقة والتنكيل ... الخ الذي تمارسه الانظمة على الشعوب العربية منذ عشرات السنين ، فكان تراكم الامور المسلف ذكرها نتيجة للتبدل النوعي الحاصل نتيجة انتفاضة الشعوب في وجه الانظمة ومطالبتها بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهذا يبرر بأن هذه الانتفاضات لم تأتي محض صدفة . القيمة المرادة من هذه المقالة البسيطة هو ان نتجاوز الجانب التنظيري برغم اهميته البالغة وان نطبق الماركسية بحياتنا العملية وان نعتمد على الماركسية بشكل حقيقي للارتقاء بواقع افضل يعيش فيه المجتمع بانسانيته المطلقة مدركا لحقوقه وواجباته تجاه نفسه ووطنه والانسانية اجمع . معاذ القصراوي 7/7/2012
#معاذ_القصراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احداث سيدي بوزيد والعبرة للدول المجاورة
-
احذر .. امامك مطب !!!!!!
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|