|
جواب الى مكارم ابراهيم
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 13:31
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
جواب الى مكارم ابراهيم ارسلت الاخت العزيزة مكارم ابراهيم تعليقا على مقالي "فائض القيمة والازمات الاقتصادية "(1) عبرت فيه عن اعتقادها ان استخدام الانسان الالي (الروبوت) سيغيرالعلاقة بين الراسمالي والعامل اذ لا يعود الراسمالي بعد استخدام الروبوت والكمبيوتر في الصناعة الى شراء قيمة قوة عمل العامل والى فائض القيمة لان الروبوت يقوم بهذه المهمة. قالت: "شخصيا اعتقد بعد فترة قصيرة سوف يستغني الر اسمالي عن الطبقة العاملة وذلك من خلال الاعتماد على الرجل الالي والكومبيوتر فالرجل الالي الذي يتحكم به كومبيوتر صغير يفضله الراسمالي عن العامل الحقيقي ... ومن هذا يمكنني القول بان الراسمالي لايحتاج الى العامل كي ينتج وليس بحاجة الى فائض القيمة لان الانسان الالي يقوم بكل ذلك." وقد بين الاخ مالوم ابو رغيف في رده عددا من النتائج السلبية لاستخدام الروبوت في الانتاج الراسمالي. المجتمع البشري منذ نشوئه كان مجتمعا متطورا علميا وانتاجيا وما زال مجتمعا متطورا وسيبقى مجتمعا متطورا بدون توقف بصرف النظر عن التركيب الاجتماعي والطبقي الذي يعيشه. وقد بينت في مقالي "الانسان خالق قيمة" ان كل انتاج للانسان يتكون من قيمة وقيمة استعمالية كوحدة نقيضين وان نقيض القيمة الاستعمالية كان النقيض المسيطر في الفترات البدائية من تطور الانتاج اذ كان الانسان يجاهد في سبيل انتاج ما يكفي لاعالته ولم يكن في هذه الحالة اي دور محسوس لنقيض القيمة. ولكن تقدم الانتاج ادى بالضرورة الى النقض الاول حيث اصبح نقيض القيمة هو النقيض المسيطر حين اصبح الانتاج انتاجا سلعيا. ففي الانتاج السلعي يحتاج الانسان الى تحقيق القيمة قبل ان يحقق مشتري سلعته قيمتها الاستعمالية. وادى تطور الانتاج السلعي الى تحول المجتمع الى مجتمع طبقي. في الانتاج السلعي لا يفكر الانسان المنتج بمقدار الفائدة الذي يقدمها انتاجه للمجتمع بل يفكر في مقدار القيمة التي يحصل عليها من انتاجه. وطالما بقي المجتمع مجتمعا طبقيا تصبح لكل انجاز علمي او تطور انتاجي نتائج سلبية الى جانب النتائج الايجابية. في الثورة الصناعية تطور الانتاج السلعي تطورا هائلا من حيث فائدته للمجتمع ولكنه قضى على الانتاج الحرفي وعلى نظام انتاج الاصناف. والنورة التكنولوجية قدمت للانسان الكومبيوتر والموبايل والتلفزيون وحتى اصبحنا نتحدث مباشرة مع انسان اينما كان وكاننا جالسون معه بواسطة السكايب. ولكننا نجحنا ايضا في انتاج الطائرات بدون طيار لتقوم بالقاء القنابل لقتل البشر وللتجسس. وحين انتج الانسان القاذفات الصاروخية الهائلة استطاع ان يغزو الفضاء لمعرفة اسرار كوننا ولكنه نجح ايضا في تسليح الفضاء الخارجي بحيث يمكن القضاء على الحياة في الكرة الارضية من الاقمار الاصطناعية. ومن جملة الاختراعات العظيمة التي حققها الانسان الانسان الالي (الروبوت). وقد نجح الانسان باستخدام الروبوت في انتاج اشكال هائلة من البضائع ابتداءا من لعب الاطفال والى انجاز اشد العمليات الجراحية تعقيدا. نسمع الان عن مصانع للسيارات تنتج سياراتها بواسطة الروبوت بحيث لا تحتاج الا الى عدد قليل من الفنيين الذين يشرفون على عمل الروبوتات ويوجهونها. ولكن الروبوتات يمكن استخدامها بنفس الدرجة في انتاج الطائرات المقاتلة والدبابات وسائر وسائل القتل البشرية. ليس هذا موضوع بحثنا وانما بحثنا هو نجاح الراسماليين في التخلص من ملايين العمال باستخدام الروبوت بدلا منهم. الروبوت هو الة كما الماكنة البخارية او الكهربائية او اية الة اخرى كالمغزل في الصناعات الحرفية القديمة ولكنه الة اكثر تطورا بحيث ان من شانه ان يطور الانتاج تطورا هائلا سواء في الانتاج المدني او في الانتاج الحربي. ولكن دور الروبوت في الصناعة لا يختلف عن دور الماكنة او الوقود او المواد الاولية المستعملة لانتاج البضائع. فكما ان الماكنة والوقود والقطن والحديد والنحاس تحول قيمها الى البضاعة المنتجة بدون تغيير، اي ليس من شانها ان تزيد من قيمة البضاعة التي تساعد على انتاجها كذلك هو دور الروبوت. فلو فرضنا جدلا تطور الروبوتات الى درجة انها تستطيع الانتاج بلا تدخل الانسان اطلاقا، وهذا مستحيل طبعا، فان قيمة البضاعة المنتجة لا تزيد فلسا واحدا عن قيمة المواد الستخدمة في انتاجها بما في ذلك القيمة المستهلكة من الة الروبوت. وبما ان الانتاج السلعي، والانتاج الراسمالي هو اعلى صور الانتاج السلعي، يهدف الى زيادة قيمة البضاعة المنتجة من اجل الحصول على ارباح عند تحقيق قيمتها فلا يؤدي انتاج الروبوتات في هذه الحالة الى تحقيق هدف المنتج الراسمالي اذ لا يحقق اية زيادة في قيمة البضائع التي ينتجها. وبما ان قانون التبادل السلعي هو تبادل المعادل بالمعادل فلا يمكن للانسان ان يبيع سلعته باعلى من قيمتها وفي نفس الوقت يشتري البضائع التي يحتاج اليها باقل من قيمتها. فاذا كان البائع قادرا على بيع سلعته باكثر من قيمتها فان نفس البائع يصبح مشتريا وهو يشتري البضاعة البائع الاخر باقل من قيمتها. ثم اننا نعلم ان العمال والكادحين في المجتمع الراسمالي يستطيعون شراء ما تمكنهم الاجور التي يحصلون عليها من الراسمالي من السلع. وان تخلي الراسمالي عن العمال في مصنعه المشغل كليا بالروبوت لا يدفع اجورا للعمال العاطلين ولذا لا يستطيع العاطلون شراء السلع التي ينتجها الراسمالي بدون استخدام العمال. وهذا ما يؤدي الى انتاج ما لا يستطيع العمال والكادحون شراءه مما يؤدي الى الازمات الاقتصادية او الى انتاج اسلحة تدمير البشر بدلا من انتاج السلع المفيدة للبشر. ولا نبحث هنا النضالات التي لابد ان تحدث عند زيادة البطالة والجوع والفقر والمرض لان ذلك يطيل المقال. الفرضية اعلاه هي فرضية مستحيلة التحقيق. الروبوت الة لا تعمل بالاستقلال عن الانسان صانعها. فمهما استطاع الراسمالي ان يقلص عدد العاملين في مصنعه فانه يحتاج الى العاملين الفنيين الذين يشرفون ويديرون الكومبيوتر والروبوت ويوصلون الادوات التي يقوم الروبوت باجراء العمل عليها. وعمل هؤلاء العمال والفنيين على قلة عددهم هة الذي يخلق القيمة التي تضاف الى قيمة المواد المستهلكة في انتاج السلعة كالسيارة مثلا. تقولين عزيزتي "يمكنني القول بان الراسمالي لايحتاج الى العامل كي ينتج وليس بحاجة الى فائض القيمة" ولكن فائض القيمة (الربح) هو الذي يخلق الراسمالي فيحوله من مالك للنقود الى مالك للراسمال لذلك فان الراسمالي لدى انعدام فائض القيمة يصبح مالكا للنقود وليس راسماليا. ان تطور العلوم والانتاج في النظام الراسمالي يخلق ضرورة نقض النقض، اي جعل نقيض القيمة الاستعمالية للانتاج مجددا النقيض المسيطر في تناقض الانتاج. وهذا يعني زوال نظام الانتاج الراسمالي وتحوله الى نظام انتاج اجتماعي، اي بتحقيق المجتمع الاشتراكي. في هذا النظام تعود ملكية ادوات الانتاج والانتاج الى المجتمع ويصبح اهتمام الانسان بفائدة الانتاج الاجتماعي وليس في الربح. يتغير مفهوم الربح من تقدير الربح بمقدار النقود التي تضاف الى راسمال الطبقة الراسمالية الى اعتبار الربح مقدار الفائدة التي يحصل عليها المجتمع من الانتاج. في هذا المجتمع يختلف دور اختراع عظيم مثل الروبوت على دوره في الانتاج الراسمالي. بدلا من التخلص من العمال والقائهم في جيش البطالة والجوع والحاجة يصبح وسيلة لزيادة رفاه الانسان العامل بتقليص وقت العمل اللازم لانتاج نفس المقدار من البضائع ويفتح امام الانسان افاقا جديدة للثقافة واللهو والفن والسعادة العائلية. التفكير العلمي في هذا المجتمع يختلف اختلافا جوهريا. يفكر العلماء باختراع واكتشاف الوسائل التي تزيل الدمار الذي سببه النظام الراسمالي على الحياة في الكرة الارضية مما ادى الى خطر القضاء على الحياة نهائيا عليها. كيف يمكن التخلص من التصاعد الحراري والتغلب على زيادة ثاني اكسيد الكربون في جو الارض. كيف يمكن اصلاح الفتحة في الغلاف الاوزوني حول الكرة الارضية وازالة الاشعة الذرية وغيرها وتسميم مياه الانهار والبحيرات وجعلها صالحة لاستعمال الانسان. وغير ذلك في التفكير في كل ما يؤدي الى فائدة المجتمع والى سلامة البيئة على الكرة الارضية. لا تبقى في هذا المجتمع نتائج سلبية لكل اكتشاف واختراع علمي الى جانب الفوائد الايجابية. ________________ (1) ملاحظة لا تستحق ادخالها في نص مقال جدي: اكتشف يعقوب ابراهامي في تعليق له انه قد وقع خطأ في عنوان المقال ووضع عنوانا يعبر في رايه عن موضوع المقال: "عنوان المقال كان يجب أن يكون كيف تطبق اقتصاد القرن التاسع عشر على عولمة القرن الحادي والعشرين وتبقى حيّاً." ولسوء حظ يعقوب انا ما زلت حيا في انتظار ان ينور قراءه كيف تحدث الازمة في اقتصاد القرن الحادي والعشرين بغير عوامل نشوئها في اقتصاد القرن التاسع عشر، هذا اذا كان اصلا قد سمع بوجود ازمة افتصادية في العالم الراسمالي في القرن الحادي والعشرين.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فائض القيمة والازمات الاقتصادية
-
الانسان خالق قيمة
-
لا ارباح للراسمال سوى فائض القيمة
-
حول انتاج العامل اكثر من مستلزمات حياته
-
حول قانون فائض القيمة مرة اخرى
-
جواب على سؤال من قارئ عراقي
-
قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي
...
-
قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي
-
نحتاج الى شطف ادمغتنا ٦
-
نحتاج الىِ شطف ادمغتنا ٥
-
نحتاج الى شطف ادمغتنا ٤
-
سياسة الانهاك لتحطيم الثورة
-
نحتاج الى شطف ادمغتنا ٣
-
جواب على تعليق جديد
-
تحيتي الى قلم رصاص
-
الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ٢
-
الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ١
-
نحتاج الى شطف ادمغتنا ٢
-
قانون فناء الضدين ليس قانون نقض النقض
-
نحتاج الى شطف ادمغتنا ١
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|