كيف ترد تركيا علي إسقاط طائرتها

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 12:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

كلنا سمعنا عن أسف المجرم بشار الأسد عن إسقاط الطائرة الحربية التركية حيث صرح في مقابلة مع صحيفة تركية إنه تمنى لو أن القوات السورية لم تسقط الطائرة التركية وأن القوات السورية لم تعلم بأن الطائرة تابعة لتركيا إلا بعد إسقاطها.

والآن وبعد انتشال جثمان الطيارين من قاع البحر ودفنهما بمراسيم رسمية وشعبية وحشد القوات التركية البرية والجوية على الحدود التركية السورية فأمام اردوغان اكثر من خيار ولابد من أخذ قرار لإرضاء العسكر والأحزاب المعارضة وخاصة القومية المتعصبة التي تعتقد بتفوق العنصر التركي على القوميات الأخرى في المنطقة وخاصة العرب حيث استعمروهم لأكثر من أربعة قرون .
1. الخيار الأول: فرض حظر جوي لمسافة 20 كيلو متر مربع داخل الأراضي السورية. وهذا الخيار هو الأسهل والأقل تكلفة حيث يمكن فرضه دون الحاجة للطيران الحربي التركي الدخول الى داخل ألأراض السورية وإنما فقط إسقاط اي طائرة سورية في داخل منطقة الحظر الجوي بواسطة صواريخ ارض جو او جو جو من طائرة حربية تطير داخل الأجواء التركية، لأن الصواريخ التركية يمكنها ضرب وإسقاط الطائرات السورية على مسافة اكثر من 20 كيلو متر ويمكن لطائرات اواكس التابعة لناتو مراقبة معظم الأجواء السورية من داخل الأراضي التركية دون تعرضها لأية مخاطر من جانب السوري.
2. الخيار الثاني: إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية وتحرك القوات الأرضية التركية جنوبا داخل الأراضي السورية لحماية السوريين في المنطقة الآمنة. أن هذا خيار مكلف ولكن يرضي كبرياء القيادات العسكرية التركية ويعجل من سقوط المجرم بشار الأسد.

أمام اردوغان فرصة تاريخية ليستثمر المعطيات الحالية لإنقاذ الشعب الثوري وفي نفس الوقت يكسب الرأي العام الداخلي والإقليمي والعالمي ويضعه مع كبار القواد الذين كتبوا التاريخ لا أن يكتبهم التاريخ.

من اهم مكاسب التي يجنيها اردوغان اذا تحرك الآن:
o يوقف عملية الإبادة الشعب السوري وينال حب الشعب السوري رغم اختلاف بعض مكوناته معه.
o تأييد الرأي العام العالمي.
o مباركة أمريكا والدول الأوربية.
o تقدير ورضا الشعبين العراقي واللبناني.
o سيذكره التاريخ التركي بتفوقه على كمال اتاتورك في تغيير الوضع التركي من إعادة بناء دولة مهزومة في عهد اتاتورك الى دولة منتصرة في عهد سلطان اردوغان بمباركة الرأي العام العالمي الحر.
o هزيمة فلاديمير بوتن بضربة قاضية وهذا يعطيه التفوق علي القيادة الأمريكية المصابة بصداع من تصرفات وغطرسة بوتن ولا تستطيع ترويضه.
o هزيمة إيران، منافستها في الهيمنة الإقليمية.

السؤال هل اردوغان مستعد لانتهاز هذه الفرصة كي يضغط على ساعة التوقيت لبدأ العد التنازلي لنهاية نظام المجرم بشار الأسد ليكسب العسكر وفي نفس وقت يضع نهاية لمعاناة الشعب السوري ويسجل التاريخ موقفه بأحرف مضيئة بعد أن اكتف العالم بالتفرج والاستنكار والإدانة سائرين على خطى القيادات العربية التي اشتهرت في استنكاراتها وإداناتها للمجازر الشعوب في المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات