أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - وهم التعددية بالمغرب !














المزيد.....

وهم التعددية بالمغرب !


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الحسن الثاني الذي حكم المغرب بيد من حديد ونار من 1961 الى 1999 يفتخر دائما بأنه واحد من زعماء العالم الثالث القلائل الذين أرسوا نظام التعددية الحزبية في بلدانهم في فترة كانت موجة أنظمة الحزب الوحيد هي السائدة . كانت البداية مع حزب الاستقلال الذي هيمن على المشهد طوال خمسينات القرن العشرين عندما خرج من رحمه الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مع اولى سنوات الستينات . تتابعت الانشقاقات لاسباب تنظيمية وإديولوجية بتدخلات مباشرة وغير مباشرة من نظام الحسن الثاني . ونبتت تنظيمات حزبية اخرى كالفطر تظهر وتختفي حسب رغبات المخزن حتى اصبح المشهد الحزبي المغربي كبركة آسنة لكل الطحالب السياسية . نفس الوضع عرفه القطاع النقابي وإن بشكل متأخر نوعا ما إذ ظل الاتحاد المغربي للشغل المركزية النقابية المهيمنة الوحيدة حتى أواخر السبعينات عندما شكل منشقون عنها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل , وبذلك يلتحق النقابي بالحزبي لتتناسل النقابات كما الاحزاب حتى اصبح لكل حزب دكانه النقابي .
هل الوضع صحي ويعكس دينامية المجتمع الليبرالي التعددي الذي اختاره المغرب كما كانت ابواق نظام الحسن الثاني تتباهى به أم ان الامر يتعلق بتنزيل سياسة فرق تسد ذات الاصول الاستعمارية ؟
الجواب لايحتاج كثير عناء .
فعلى الضفة المقابلة للنهر يكمن نصف الصورة كما هي وليست كما أريد لها أن تظهر عليه . فمثلا نقابة الاتحاد العام لمقاولات المغرب التي تمثل البورجوازية الكومبرادورية , بتعبير مهدي عامل والعدو النقيض المفترض للنقابات العمالية , تم تأسيسها على يد الفرنسيين سنة 1947 تحت اسم الكونفدرالية العامة للباترونا بالمغرب . (CGPM)
وبالرغم من انها غيرت الاسم عدة مرات قبل ان يستقر على الاسم الحالي الاتحاد العام لمقاولات المغرب انطلاقا من سنة 1995 فإن نادي صحاب الشكارة المغاربة والاجانب حافظ على تنظيمه الوحيد والمهيمن وأهدافه المتمثلة في الدفاع عن مصالحه في مواجهة مطالب العمال .
فأين تعددية النظام الليبرالي التي ينادون بها ويدفعون الاحزاب والنقابات نحوها في حين لايقبلونها في ضفتهم ؟ هل تجمع الباطرونا في شكله الحالي اقرب لتنظيم بمرجعية فلسفية التعدد وحرية التعبير والتنظيم ام شكل لنظام التنظيم الوحيد والمرشح الوحيد والراي الوحيد الذي يميز الانظمة الدكتاتورية ؟
في التفاصيل تتعرى عورة الشيطان ...
في صيف 2005 تحدث باطرون الباطرونات آنذاك حسن الشامي عن ضبابية نظام الحكامة ومعه مصادر اغتناء البورجوازية المغربية . قد يبدو التصريح عادي جدا في اي بلد ليبرالي . لكن الامر في المغرب يعتبر بمثابة دسارة وتجاوز الخطوط الحمراء .وهو ما جر عليه غضب القصر والأغنياء اللي في كروشهم العجينة . على الفور تم إرسال مفتشي الضرائب لمكاتب شركة الشامي ليفهموه أن الجميع استفاد من هذا النظام وضبابيته بمن فيهم صاحب التصريح . التقط الرجل الاشارة وبلع فمه عن الكلام الغير مباح بصفة نهائية .
بعد الحادثة التي كانت درسا مخزنيا للجميع تولى مقربي محيط الملك الجديد محمد السادس مهمة "تعيين" مرشح القصر الوحيد قبل عملية التصويت التي اصبحت شكلية وابعاد من لم يؤشر عليه قبليا.
إكتمل المشهد واصبح اكثر وضوحا ...
التعددية ضرورية ومفروضة قسرا على تنظيمات المجتمع المدني والسياسي والنقابي لأن المغرب بلد يتبع النهج الليبرالي اقتصادا وسياسة ويمنع الحزب الوحيد حسب دستور 1962 . لكن التعددية وقيم الليبرالية ممنوعة في ضفة الذين يشكلون التحالف المخزني وعماد النظام السياسي . لأن ذلك سيضعفهم ويشتت صفوفهم في مواجهة اعدائهم الابديين القوى العاملة .
وآخر مؤتمر للباطرونا بالمغرب( ك ع م م ) الذي انعقد في 16 ماي 2012 كان اقرب لمؤتمر نقابة الحزب الشيوعي الروماني الوحيدة في عهد تشاوسيسكو منها لنقابة في نظام ليبرالي . فالمرشحة الوحيدة مريم بن صالح المدفوعة من محيط القصر الملكي ستواجه نفسها وبرنامجها يدور على محور" نعم سيدي لي بغاها القصر هي اللي كاينة " مثل سابقها حوراني . ومآت المؤتمرين معفيين من المناقشات الماراطونية والبيزنطية ودورهم محدد سلفا وهو التهام الحلويات الغالية والمشروبات الاغلى وضرب الرش على بنصالح وكفى الشكايرية شر الصراعات التي ستضعفهم وتستفز صقور دار المخزن .
واضح ان التعددية السياسية التي ظل يتباهى النظام المغربي بكونه من السباقين الى ارساء قواعدها لم تكن تعددية حقيقية في سياقها الليبرالي بل كانت وسيلة من بين أخريات أريد بها تشتيت اي تنظيم يشكل تهديدا حقيقيا لمصالح النظام وتمييع مقصود لها سواء في صيغته الليبرالية او مايتجاوز هاته الأخيرة .



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المخزن واهانة رموزها
- دفاعا عن ملك المغرب !
- مخزن الظل بالمغرب
- في تابين كل حاكم طاغية قبل الرحيل !!
- وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!
- نعم لدستور محمد السادس بطعم البيعة!
- فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -
- حركة 20 فبراير للتغيير بالمغرب ودرس سيدي إفني
- هل وصلت رسالة الشعب المغربي ياسادة؟
- رسالة إلى ملك المغرب قبل فوات الأوان...
- ملك المغرب من جائزة نوبل للسلام إلى مسيرة الحب والهيام
- تكنولوجيا التواصل ...ذلك المهدي المنتظر
- مستملحات ومستحمرات مغربية لسنة 2010
- أش واقع في العيون ؟؟
- البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة
- ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟
- إحذروا غضبات الملك !!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - وهم التعددية بالمغرب !