أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - ابن ( السلف الصالح )














المزيد.....

ابن ( السلف الصالح )


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 23:18
المحور: حقوق الانسان
    


ابن ( السلف الصالح )
( بالتصريح ) تارة و ( بالتلميح ) أخرى يغرس البعض نبتة البغضاء بين أبناء الشعب الواحد , يستلهمون من كتبهم الصفراء أسباب الضغينة , يعودون القهقرى نحو ما يسمونه ( تاريخ الأمة ) فيلتقطون منه – و بقصد مسبق – كل مغذيات الاحتقان و غرس الفتن , يشيحون بوجوههم عن كل ما فيه من حوادث تصلح مدخلا للوئام و معالجة المفاسد , يلعنون من يردون لعنة بعد إن يضعوا له ما ليس فيه من السيئات , و يترحمون على من يريدون الترحم عليه بإضافة ما لم يأت من الحسنات . ( حيتان ) تحتاش على التجاذبات و تتقوت غرس الموكوليات و ليس لمشروعها الدموي من حدود ينتهي عندها .
أسوا ما في هؤلاء القتلة إن البعض منهم – بأمر لا يعرفه سواهم – يَدعون إلى الأخذ بأسباب الحضارة و التقدم , لا إيمانا و لا حبا بهما بل لإظهار أنفسهم بمظهر ( الإنسان المودرن ) الذي لا تبعده عن منجزات عصره أفكاره الموغلة بالقدم و القاصرة عن فهم حركة التاريخ و التماهي مع معطيات الحاضر العالمي , يَدَعونْ ذلك و كان الناس أصيبت ببصائرها فلا رآهم و أوقرت آذانهم فلا تسمعهم , أو إنهم راهنوا على إن الناس يرون و يسمعون و لكنهم لا يحاججون و لا يحتكمون بقدرات عقولهم للفصل بين الغث و السمين .
و الأسوء منهم فئة أخرى تتمشدق بالديمقراطية و تدعوا إلى الانتخابات على ضوء ما تراه واقع مهيأ لنجاحها فيها و الوصول إلى هدفها ( الأزلي ) بالإمساك بعصى السيطرة و التحكم بمصائر البلاد و العباد , لا دفعا لأذى عن بشر و لا تمسكا بثوابت وطنية و لا إيمانا حقيقيا بالديمقراطية , تتلبس رداء الداعية لحقوق الإنسان و هي تصادر حقه في التفكير , و لا اعرف كيف يمكن أن يكون الإنسان بدون ( حرية فكر ) ؟ , تلعن أمريكا صباحا و تستخدم أسلحتها في الليل لتصفية الخصوم و إثارة النعرات و تغذية الانفلات الأمني لتقلق حياة الجميع , تلعن شاربي ( الخمور ) و ترفع أيديها تضرعا لله بتسديد خطى ( شاربي الدماء ) و تعود ثانية لإصرارها ( الجديد طبعا ) بالاحتكام لصندوق الاقتراع و لو لم يكن الوضع العام قد حكم لها لكان حكمها على هذا ( الصندوق ) انه بدعة و رجس من عملا الشيطان ! ... مع هذا فإننا جميعا نبارك لهم هذا الاختيار لو اقتصرت إرادتهم على دعمه كثابت أزلي و لو ترافقه عمليات القتل على الهوية و القصاص بدون الاحتكام للشريعة بشرعيتها الممثلة بالقضاء المستمد بأحكامه منها , هي ازدواجية المعايير , و الكيل محكوم سلفا بالولاء المطلق بحكم مسبق لصالح فئة و العداء المستحكم لفئة أخرى , و كلا الفئتين تدعي بالله وصل ! .
ما دفعني للخوض في هذا الموضوع هو ما صرح به ( الأب الروحي للسلفية في مصر ) .
و تناقلته وسائل الإعلام عما جرى بينه و بين الرئيس المصري الجديد حول ( الشيعة ) و أعلن إنهما اتفقا بان أهل هذا المذهب ( اخطر على الإسلام من اليهود و النصارى ) ! .
هذا هو حكم السلفي على أهل ملته – إن كان مسلما كما يدعي – فما هو مصير عشرة ملايين قبطي يعيشون في بلده ؟ هل قرأ وصايا الرسول بأقباط مصر ؟ هل عرف إن علي بن أبي طالب أعطى نصرانيا من بيت مال المسلمين و اعتبر ذلك حق بعد ان استعملوه في شبابه و لا يريد من المسلمين ان يتنكروا له في شيخوخته ؟ .
السلفي قريء جيدة للتاريخ ! فقد فحصه و استخرج منه حكمه ( العادل جدا ) بحق الشيعة وضمنا اليهود و النصارى و طبعا أهل الديانات الأخرى , و اتفق – كما يدعي – مع الرئيس على ذلك , فهل اعتبر ( لا فض فوه ) إن الشيعة دين آخر يختلف عن دينه ؟ هل يعرف أنهم يستقبلون القبلة و يشهدون الشهادتين و يقرؤون القران و يحجون بالبيت العتيق ؟ .
لست ضليعا بالفقه , و لا أريد أن أدافع عن الشيعة من وجهة نظر شيعية , و لا عن النصارى و اليهود بقدر ما أتساءل ... هل إن هؤلاء اليهود و النصارى قد جاءوا مع الحملة الفرنسية أو الاستعمار البريطاني أو إنهم كانوا يقطنون الأرض قبل ظهور الإسلام ؟ , إن كان وجودهم قديما فلماذا لم تتخلص الدولة الإسلامية السابقة ( عصر النبوة و الخلافة الراشدة و ما تبعهما ) من خطر هؤلاء ؟ , أم إن الجميع قد أوكلوا مسالة تحديد خطرهم بالرجل العظيم الذي خاض ( بحزب النور ) الانتخابات و حصد العديد من المقاعد ؟ .
على أية حال إن خطر هؤلاء ثانويا و لنبقَ معه في ما اعتبره الخطر الأكبر , الشيعة هم إتباع علي بن أبي طالب فما هو حكم الخليفة الرابع , هل خرج هو الآخر عن الملة و أصبح هذا ( الشيخ النكرة ) اقرب منه لله ورسوله ؟ .
المسالة كما أراها ليست ( أديان ) بقدر ما هي ( قصور في ثقافة حقوق الإنسان ) , و دعوة لمازقة المجتمع و غرس ثقافة القتل و الخوف و الرعب في نفوس الناس جميعا بغض النظر عما يعتقدون به , فهنيئا لنا ( الشيخ ) و من على شاكلته .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال من هذا الزمان 7
- أزماتنا ...وحلولهم...
- أموال ....وجياع
- ال(بات)...وخرنابات...والسفر عند الآزمات
- رجال من هذا الزمان.....6
- رجال من هذا الزمان....5
- حكايات من زمن البسبس ميو...19
- (تقاسيم) على الارض
- رجال من هذا الزمان........4
- حكايات من زمن البسبس ميو........20
- رجال من هذا الزمان...........................3
- رجال من هذا الزمان.....2
- رجل من هذا الزمان....1
- حكايات من زمن البسبس ميو ...... 18
- حكايات من زمن البسبس ميو...17
- حكايات من زمن البسبس ميو ...16
- حكايات من زمن البسبس ميو...15
- حكايات من زمن البسبس ميو...14
- حكايات من زمن البسبس ميو...13
- حكايات من زمن البسبس ميو...12


المزيد.....




- كفاءتها متدنية وخلفيتها نازية.. زاخاروفا تستغرب نية بيربوك ا ...
- الأمم المتحدة: إغلاق المخابز في غزة مأساة تنذر بأزمة جوع هائ ...
- محدث:: الاحتلال يرتكب مجزرة بقصفه عيادة -الأونروا- شمال قطاع ...
- اغلاق المخابز في غزة ودخول القطاع مرحلة جديدة من المجاعة
- مجزرة جديدة.. أكثر من 15 شهيداً بينهم أطفال في قصف استهدف عي ...
- لوبان تطرق باب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
- ليبيا: إطلاق سراح -المصري- يبدد آمال المهاجرين غير الشرعيين ...
- تعليق إسرائيلي لـCNN على الهجوم الذي أدى إلى مقتل 15 عامل إغ ...
- تصعيد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية وسط اعتقالات وإصابات و ...
- الأمم المتحدة ترد على إسرائيل: ادعاء مخزون الغذاء في غزة -سخ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - ابن ( السلف الصالح )