أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟














المزيد.....

العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو نطقت مدافع الميدان لقالت بأن التاريخ الحقيقي للحرب يبدأ بعد أن تنتهي بوقت طويل!
البحثُ عن الحقيقة في العراق يدير الرأس وينتهي دائما عند نقطة الصفر، فالأخبار الواردة من الداخل تحمل دائما الموافقة الأمريكية، أما إن لم يكن هناك شهود عيان فإن قوات الاحتلال تحمل نعوش جنودها في صمت مريب لتدفع بها إلى أحشاء طائرات عملاقة تعود بالجثث ليقرأ عليها بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس مزامير داود أو نشيد الانشاد.
أما أعداد الجنود الأمريكيين المعاقين جسديا وذهنيا ووجدانيا فهم في ازدياد مع غروب شمس كل يوم عن دجلة .. النهر الذي كادت مياهه أن تصبح مدادا لتاريخ العراق وأيضا مقبرة للغزاة أو لأهل البلد كما حدث في عهد الرئيس الأسير .. صدام حسين.
رغم أن المقاومة العراقية تُصَعّد من هجماتها وتتلقى دعما معنويا في بعض القرى والمدن من كل السكان تقريبا، إلا أن مثلث الرعب ينحصر في منطقة لا يزيد عدد سكانها عن ثلث سكان العراق، فأين ذهبت أغلبية العراقيين؟
الذين يطعنون في الصمت الشيعي لا يعرفون تاريخ نضال الشيعة وآخره كان ملحمة مارس عام 1991 التي هزت العرش الصدامي وأوشكت على الانتصار لولا الدعم الأمريكي غير المباشر وتوجيهات البيت الأبيض بأن يسد الأمريكيون آذانهم وهم يسمعون جنود البعث يدكون المدن المقدسة تماما كما فعل الأمريكيون مع نفس المدن بعد ذلك بثلاثة عشر عاما.
تفنن الأمريكيون في جلب كل صنوف التعذيب والامتهان والانتهاك والقهر والاغتصاب الجماعي الذي فضحته جدران أبو غريب مصادفة ولم تكشف عن عشرات الالاف من الحالات بعد بسبب التكتم الإعلامي الشديد، ومع ذلك فأغلبية العراقيين صامتة، وأغلبية مثقفيهم في الخارج تجري في عروقهم دماء الجنرال بيتان الفرنسي وكفيسلينج النرويجي ولولا بعض الحياء لأعلن مثقفو الغربة قيام حكومة فيشي الالكترونية بقيادة واحدة من أهم الصحف العنكبوتية التي بدت كأنها ( الجزيرة ) على الانترنيت من فرط ما فيها من حرية، وانتهت إلى السقوط في غرام العم سام.
ماذا يعني أن هناك عشرات العمليات العسكرية اليومية المنظمة والمتقنة ضد قوات الاحتلال؟
لم يتوقف الكثيرون عند سؤال يخشون طرحه عن الدافع وراء العمليات الانتحارية التي يقوم بها عراقيون في كل يوم سواء كانت ضد المحتل أو ضد جنود الحرس الوطني والمدنيين؟
ما هي الرسالة، السامية أو الإرهابية، التي يحملها في كفنه انتحاري أو استشهادي أو إرهابي قبل تفجير نفسه وسيارته أمام رتل عسكري أمريكي أو على مداخل مسجد أو مستشفى أو في قلب سوق مكتظ بالأبرياء؟
هل صحيح أن العقل ولو كان نصفه جنون يصدق أن عراقيا مسلما يستعد لدخول الجنة وفق قناعاته فيفجر نفسه أمام الخارجين من صلاة الجمعة؟
العراقيون الذين ترفض وسائل الاعلام ظهورهم خشية غضب سيد البيت الأبيض وسيدنا جميعا يؤكدون أن صواريخ تطلقها مروحيات أمريكية هي التي تجعل العالم يظن أن مسلما فجر نفسه في أطفال مدرسة؟
ألم يفعل الجنرالات في الجيش الجزائري نفس الأمر وقاموا وهم يرتدون ملابس الاسلاميين بذبح أطفال مدارس ( وتلك ليست شهادة تبرئة للجماعات الاسلامية فقد أرتكبت مجازر وحشية تعادل قسوة وسادية الجنرالات )؟
أليست هناك مئات العصابات في العراق من عتاة الاجرام تختطف وتقتل وتذبح وتطلب فدية ثم تختفي في عالم اللامرئيات؟
من يملك الحق في الاشادة بكل صنوف المقاومة ضد الاحتلال في كل مكان في العالم ثم يخفت صوته، وتتحشرج الكلمات ثم تخرج فيشية ملعونة وهي تشكك وتتهم مقاومين عراقيين بأنهم يعكرون صفو مغتصبيهم، وأنهم يحولون الحلم الجميل لنبي العصر جورج بوش بالاستيلاء على ثاني أكبر مخزون نفطي في العالم إلى كابوس؟ لقد آن الأوان أن نعترف بصلابة وحق المقاومة العراقية، لنبدأ أصعب عملية يتم فيها فرز المقاومة الشريفة عن المجرمين والإرهابيين وقطاع الطرق والقتلة وسافكي دماء الأبرياء الذين أساءوا للعراقيين وللاسلام وتعمدوا تشويه صورة المقاومة الباسلة.
إن أمريكا تتحمل المسؤولية كاملة بسبب التعتيم الاعلامي عما يجري داخل العراق ، فاختلطت الأوراق، وسالت دماء الشهداء بجانب قوى الشر التي تختطف الأبرياء، ولم يعد هناك أحد يميز بين مسلح شريف يتربص برتل عسكري وآخر مجرم وإرهابي ينتظر سيارة مدنية ليوزع رصاصات الغدر في صدور راكبيها.
أما الهزيمة الأمريكية أمام هؤلاء الأشباح الذين يطاردون في وضح النهار جنودا متمترسين خلف أحدث تكنولوجيا القتل التي صنعها الانسان منذ فجر التاريخ فهي حتمية لمن لا يقرأ التاريخ في صفحاته الممزقة. لا يهم من الذي يقاوم، بعثيون قدامى، جنود تم الاستغناء عنهم من بول بريمر، أناس بسطاء، اسلاميون متشددون، وطنيون لا ينتمون لغير العراق، يتامى شيطان بغداد الأسير، سنة أو شيعة أو أكراد أو تركمان، فالوجيون أو بغداديون أو أنباريون أو موصليون، لكن الواقع يشهد على مشهد وطن يحترق أو يتمزق أو يتفتت أو يتم تقسيمه أو يولد منه عراق حر كريم متسامح مع ذاته وجيرانه. أما الانتخابات فربما تتم اعادتها مرة أخرى في عراق ما بعد اليانكي !

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
http://www tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه
- وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي
- حوار بين الرئيسين حسني مبارك و.. جمال مبارك
- لن يراقبك أحد في قبرك
- هل القضاء المصري شامخ ونزيه؟
- رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد
- وقائع محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير
- الرئيس حسني مبارك يضحك في جنازة وطن
- لكنني لا أعرف هذا الإله
- حوار بين زعيمين عربيين في غرفة مغلقة
- هل تنسحب إيران من الجزر الإماراتية المحتلة؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد .. تحرير المواطنين قبل تح ...
- .. رَدٌّ من الرئيس حسني مبارك .. لا ليس هناك غيري


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟