أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - التسامح واللاتسامح في العهدة العمرية















المزيد.....

التسامح واللاتسامح في العهدة العمرية


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في رسالة للمتصوف الكبير ابن عربي لأحد القادة المسلمين :" ياهذا ومن أشد ما يمر على الاسلام والمسلمين - وقليل ما هم - رفع النواقيس والتظاهربالكفر واعلاء كلمة الشرك ببلادك ! ورفع الشروط التي أشترطها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الذمة من أنهم : لا يحدثوا في مدينتهم ولا حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلية ولا صومعة راهب ولا يجددوا ماخرب منها .. ولا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم .. ولا يأوون جاسوسا ولا يكتموا غشا للمسلمين .. ولا يعلموا أولادهم القرآن .. ولا يظهروا شركا ولا يمنعوا ذوي أقربائهم من الأسلام اذا أرادوه ( يعلق د. نصر حامد أبو زيد : هل هذا ممكن وهم محرم عليهم تعلم القرآن ؟!).. وان يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم في مجالسهم اذا أرادوا الجلوس .. ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا فرق شعر ولا يتسمون بأسماء المسلمين ولايتكنوا بكناهم .. ولا يركبوا سرجا ولايتقلدوا سيفا وأن لا يتخذوا شيئا من سلاح .. ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية .. ولا يبيعوا الخمور .. وأن يجزوا مقادم رؤوسهم وأن يلزموا زيهم حيث ماكانوا وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم .. وألا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في طريق المسلمين .. ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولايضربوا بالناقوس الا ضربا خفيفا ولايرفعوا أصواتهم في كنائسهم بالقراءة في شيء في حضرة المسلمين ولا يخرجوا سعايين ولايرفعوا مع أمواتهم أصواتهم ولايظهروا النيران معهم ولا يشتروا من الرقيق ماجرت عليهم سهام المسلمين .
فاذا خالفوا شيئا مما شورطوا عليه فلا ذمة لهم وقد حل للمسلمين منهم مايحل من أهل المعاندة والشقاء . فهذا كتاب العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تبنى كنيسة في الأسلام ولايجدد ما خرب منها . فتدبر كتابي ترشد ان شاء الله مالزمت العمل به والسلام " !!!
ان دعوة ابن عربي الى تطبيق الشروط العمرية بالنسبة لأهل الذمة كانت في غاية القسوة على العكس من النظرة الأنسانية الشاملة التي صبغت فكره التسامحي ومبدأ الحب الذي نادى به هذا المتصوف الكبير .. الا ان طبيعته البشرية أفصحت عن مكنونها الخفي كونه بشرا كباقي البشر يغار على دينه و عقيدته الى درجة التعصب تحت ضغط ظرف ما من الظروف !!! ويحاول د.نصر حامد ابو زيد ان يستعيد هذه الرسالة في سياقها التاريخي ومقارنتها بمحاكم التفتيش في اسبانيا : "... لا فقط سياق الصراع العسكري الذي رفع شعار (الصليب) في المشرق .. ورفع شعار الأسترداد ( الأسترداد الكاثوليكي ) في أسبانيا .. بل عليه أن يقارن بين هذا الموقف و موقف ( محاكم التفتيش ).. في مطاردة المسلمين واليهود معا في اسبانيا سنة 1233 ..." ويؤكد الدكتور ابو زيد أن المقارنة ستكون في صالح موقف الاسلام !! " حيث لا نجد في نصوص الاسلام التأسيسية ارغاما على اعتناق الأسلام . أو تخييرا بين ( القتل ) وبين الاسلام . فالمبدأ أنه ( لا أكرا ه في الدين ) و ( من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) !! و هنا وقع الدكتور ( الذي يعد واحدا من كبار المثقفين التنويريين المجددين للفكر الأسلامي ) في فخ الأسقاط الذي يخدعنا به الاسلامويون والذي يعني أن الأسلام قد خير الناس بين أعتناقه أو عدم أعتناقه .. وتلك مغالطة تاريخية تكذبها كل وقائع التاريخ ..والا بماذا يفسر لنا الدكتور ما يسمى ب ( حروب الردة ) وهي الحروب التي أشعلها أبو بكر ضد العديد من القبائل ومنها من أسلم و شهد بالشهادتين ولكنه أمتنع عن دفع الزكاة للخليفة الذي لم يعترفوا بخلافته .. وقد رأينا عمر بن الخطاب نفسه يحتج ويسأل ابا بكر عن كيفية قتالهم وهم مسلمون لا يحل سفك دمائهم ؟؟؟ ثم بماذا نفسر كل الغزوات العربية لأراضي الحضارات المجاورة كالعراق والشام و مصر و نهب ثرواتها واستعباد أهلها وأجبارهم الدخول في الأسلام أو دفع الجزية ؟؟؟ كما ينسى الدكتور التفسير الأسلامي ل ( لا أكراه في الدين ) والذي لا يعني التخيير بين الأعتقاد واللاأعتقاد بين الناس !! وانما تعني أن المسلم ( لا أكراه له في الدين ).. فاذا لم يقم بما أومر به من عبادات فلا تسامح معه أبدا و مصيره جهنم وبئس المصير !!
ان البلاد التي غزتها القبائل العربية لم تشتكي من ظلم حكامهم ولم يستنجدوا بالعرب لأنقاذهم مما هم فيه من عبودية أو شرك بالله !! كل ما في الأمر أن ابا بكر أستغل نصره الكبير في مايسمى بحروب الردة فدفع بتلك القبائل المهزومة لغزو الأراضي الزراعية المجاورة تحت دعوى نشر الديانة الأسلامية !!! فحدثت تلك الغزوات الدموية التي تدعوها كتب التراث بالفتوحات الأسلامية !! وأقام العرب الغزاة أمبراطوريتهم التي بلغت أوج عظمتها في عصر ( هارون الرشيد )المعروف بالعصر الذهبي !!
ان الاستيطان العربي للبلاد المفتوحة بقوة السيف هي سنة من سنن الطبيعة البشرية في الصراع والتنازع في البقاء .. كان لابد أن يحصل بعد أنتصار المسلمين على القبائل (المرتدة ) ودفعها الى الغزو تحت ذريعة نشر الرسالة المحمدية .. فكان لابد أن تحصل المذابح وكان لابد أن ينهب ويسلب الغزاة ما يحلو لهم من مال ونساء .. وكان لابد أن يحدث الصراع العقائدي بين الوافدين المنتصرين وبين السكان الأصليين !! وكان لابد أن يفرض المنتصرون شروطهم !!!
لننظر في التعهد الذي تعهد به مسيحيو الشام .. والذي يسميه المسلمون تفاخرا ب ( العهدة العمرية ) !! والتي وردت شروطها في رسالة ابن عربي للحاكم المسلم : " اننا لن نحدث في مدائننا ولا فيما حولها كنيسة ولاديرا ...ولا ..ولا .. فان خالفنا في شيء من ذلك فلا ذمة لنا " !!!
يتسائل الكاتب سيد محمود القمني : " هل كان يمكن كتابة عقد الذمة هذا أختياريا ؟ ومعه ينسرب الخيال تصور شكل الأحداث التي حدثت أثناء الفتح المتسامح ودفعت أصحاب البلاد الى كتابة عهد كهذا (؟!!)"
وينقل لنا القمني فتوى من فتاوى الأخوان المسلمين في عصرنا الحاضر والتي تستند على العهدة العمرية : " وكان عمر بن الخطاب قد أمر بهدم أي كنيسة تبنى بعد الفتح مع عدم تجديد أي كنيسة بعده .. واذا ظهر صليب كسر على رأس صاحبه . وهذا مذهب علماء المسلمين أجمعين .. وشدد في ذلك عمر بن عبدالعزيز وأمر ألا يترك في دار الأسلام بيعة أو كنيسة قديمة أو حديثة ..والله أعلم بالثواب .. واليه المرجع والمآب ".!!!.. وهذا يعني أن المسلمين المعاصرين لم يتجاوزا (القراءة التأريخية) لتلك الشروط بل تمسكوا بها ولازالوا يعملون بها وكأنها وحي منزل من السماء !! غافلين عن طبيعة العصر الذي نعيش فيه والذي يدعو الى معاني جديدة في التعامل الأنساني بين البشر كالمواطنة والأعتراف بالآخر وحرية العقيدة وحقوق الأنسان !!!
أن اللاتسامح يكاد تنطق به كل كلمة وردت في تلك الشروط العمرية (القاسية).. واذا ألتمسنا العذر لها في ظل قرائتها في سياقها التاريخي .. فأننا يجب ألا نتباهى بفكرة (تسامح الفاتحين )المنتصرين ومحاولة تصويرهم و كأنهم بمثابة (جيش الله )الذي قدم لأنقاذ البشر من ظلالهم وتحريرهم من عبوديتهم المزعومة !!! ويمكننا أن نقول أن ( العهدة العمرية ) هي وثيقة شروط المنتصرين على المهزومين .. وكما يحدث في كل غزوة من الغزوات التي شهدها التأريخ !!!



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة حول الزنداني في موقع سعودي
- المسلمون بين الشورى والديمقراطية
- صباح الخير والحرية والديمقراطية
- تحية للأمة العراقية ... بزوغ فجر الديمقراطية
- أسطورة الحميراء
- بريجيت باردو .. ونحر الخراف الآدمية
- سادية أعراب الصحراء في نحر الأبرياء والتعامل مع النساء
- أحلام المسلمين المقدسة
- الكبت الجنسي .. بين الجنة والأرهاب
- الأمم الحية ... وأمة العرب ... مقارنة
- الأخلاق الصحراوية المقدسة
- هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟
- جذور نفور اهل السنة العمرية من الانتخابات
- العقل العربي الأسلامي ونظرية المؤامرة
- الزنداني ... والأيدز ... وجائزة نوبل


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - التسامح واللاتسامح في العهدة العمرية