الإنسان إبن بيئته

هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 09:00
المحور: المجتمع المدني
    

الإنسان إبن بيئته
حين تزرع البذره في أرض بكر تعطي ثمراً حلو المذاق , لكن نفس البذره حين تكون في أرض تم تشويهها فستعطي محصولاً فاسداً . فمن الطبيعي أن لا يكون الشيء طبيعي , في مجتمع غير طبيعي .
كل فكره تولد في رحم الأمه هي بذره جيده تنمو شجره وكل فكره تستورد من خارج محيط الأمة بحذافيرها وتفاصيلها فالأرض ترفضها لأنها تحمل جينات لا تلائم الأمه .
الإستيراد نوعين : نوع من الخارج ونوع من الداخل . التجارب الإنسانيه والسياسيه والفكريه مهما كانت نمطيه , حين تنتقل كهجين الى مجتمعات أخرى فهي لا تنتج نفس أصلها . البذور عندما تستورد لا تعطي نفس المنتوج وكذلك الثقافه كمالها في محيطها . التربه الفكريه والماء والهواء يختلف كلياً عن مكان الإستيراد ودائما ً هناك تأثير جانبي يؤثر سلباً وقد يكون في المستقبل قاعده .
لست بصدد منع تواصل الشعوب لكن ثقافات الشعوب مهما كانت جيده فلا يمكن إقتباسها بالكامل من قبل مجتمعات أخرى . التربيه في الصغر كالنقش على الحجارة النفيسه وطرق التعليم والنمطيه التربويه وتأثير المحيط اللغه والدين والعادات والتقاليد هي عمق جنيني لا يمكن المرور به بسهوله .
لقد تأثر المجتمع العربي بالأفكار المستورده في أنماط الإقتصاد كالإشتراكيه والشيوعيه العالميه ووجدت لها مؤيدين ولكن ما هي الأسباب الحقيقيه لهذا التأييد ؟ هل هي الحاجه أم سبب آخر ؟
في مرحلة النهضة العربيه والتغييرات الحاصله في أوربا تم استيراد أفكار غير مجربه في البيئه الأوربيه , أفكار وليس صناعات فالتكنولوجيا مهمة بلاشك لتطوير المجتمعات وتمدينها والنهوض بها والإقتصاد عمود التطور .
الأفكار المنتجه عند التطور الإقتصادي والنابعه من نفس المجتمع ولها فيه جذر جيني وثقافي تكون ملائمة جداً للمجتمع لأنها إضافة جيده للتربه الفكريه ونمطية التفكير وهنا بودي الإشاره الى سبب تقدم اليابان مثلاً . إستوردت اليابان كل الصناعات وإستعانت بالغرب لكنها لم تتخلى عن قيمها وعاداتها وتقاليدها . أمة لم تسرق ثقافياً أو فكرياً وجذرها عميق في الأرض ولم يشوه فكرها الثقافي والديني والفلسفي كما حدث معنا , بل استوعبت العلوم ووائمتها مع ثقافاتها فنهضت من جديد كالمارد .
الإستيراد من الداخل هو أخطر استيراد فهو أن تعمل على تغريب الإنسان على أرضه من خلال تشويه جذوره وفكره وتراثه كما يحدث اليوم في الوطن العربي والإسلامي .
ثقافة ( زامبو ) بخروج الموتى وإلغاء الأحياء وتشويه الفكر والفلسفه والعادات وخلق أنماط ضمن ثقافة المؤامره الداخليه على المجتمع . عندما يدرِّس التخلف ويجعله تيار عام ونمط سلوكي بالإضافه الى ثقافة الخوف و ( إله الخوف ) وتراث القمع الأبوي والرئاسي التي أدت الى نمو فطر سام في الثقافة العربيه إسمه : ثقافة الغيب .
هيثم هاشم

#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات