أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على الرغم مما تبذله سوريا من جهد لتصحيح العلاقة (السورية اللبنانية) حفاظاً على وحدة الصف (اللبناني السوري)، في الوقت الذي ازدادت فيه الضغوط المختلقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا، تلك الضغوط التي ارتفعت حدتها بعد دخول القوات الأمريكية المستعمرة إلى العراق إضافة إلى دعمها غير المحدود لإسرائيل التي تختلق بين البلدين الشقيقين خلافات أكبر مما هو موجود على الأرض هادفة إلى فصل المسار (السوري ـ اللبناني) فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط كذلك قيام إسرائيل بالضغط على فرنسا والولايات المتحدة واستعمالها لنفوذهما في مجلس الأمن بغية إصدار القرار /1559/ إمعاناً بزيادة الضغط على سوريا لعدم موافقتها على الشروط الإسرائيلية فيما يتعلق بعملية السلام والمطالب الأمريكية (التعجيزية) التي سبق وحملها (كولن باول) إلى سوريا..
وعلى الرغم من أن سوريا أعادت نشر قواتها في لبنان، إضافة إلى التصريحات العديدة للمسؤولين السوريين الواضحة بعدم التدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية وما تبذله سوريا في الآونة الأخيرة بغية تصحيح بعض الأخطاء التي شابت هذه العلاقة (ليس بسبب سوريا فقط بل بسبب الطرفين..) نرى أن المعارضة اللبنانية وبدلاً من أن تقوم بدور فعال ووطني تجاه المواقف السورية خاصة بعد أن صرح (سليفان شالوم) وبكل وضوح بأن إسرائيل كانت وراء القرار /1559/ نجد أن حدة لهجة هذه المعارضة الموجهة إلى سوريا قد ارتفعت وتيرتها، وبالتالي ازدادت معها حدة مواقفها مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي اللبناني، حتى وصل الأمر بالبعض إلى كيل الاتهامات والشتائم وتصعيد سجالات لا تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية.
إن المراقب لما يحصل الآن يجد أن حالة التصعيد هذه لا تستهدف تقويم العلاقات السورية اللبنانية، بل الهدف منها النيل من (سوريا بحد ذاتها) إذ إنه من المفترض وبعد كل الخطوات الإيجابية التي اتخذتها سوريا في لبنان أن تسعى هذه المعارضة إلى تفعيل الوفاق الوطني، لكن الوقائع تشير إلى أن ما حصل كان (معاكساً) الأمر الذي يؤكد بأن المعارضة في لبنان تستهدف من مواقفها التصعيدية إضعاف الموقفين (السوري واللبناني معاً) مما يهدد بتقسيم المجتمع اللبناني والعودة به إلى الوراء، وبالتالي فهي تستكمل المخطط (الأمريكي الإسرائيلي) الذي يستهدف النيل من المنطقة برمتها.
نأمل من أشقائنا اللبنانيين ألا ينسوا أو يتناسوا التاريخ، وألا يغمضوا أعينهم عن المستقبل، فسوريا كما لبنان، ترغب بتصحيح العلاقة بين البلدين، ولكن ليس على حساب نسف هذه العلاقة الذي يطالب به بعض رموز المعارضة اللبنانية، مما قد يؤدي إلى دفع ثمن باهظ لن يستفيد منه إلا أعداء البلدين.
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟