أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - من خوابي أبي حيدر














المزيد.....

من خوابي أبي حيدر


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 19:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما أكثر الكتب التي يُصدرها السياسيون والمثقفون، وقادة الرأي والفكر!!
وما أقل الزبدة التي يمكن أن يحصل عليها القارئ بعد قراءته لكثيرٍ منها!
ويعود سببُ ذلك إلى أن أكثر هؤلاء الكتاب يقومون بتفصيل كتبهم كبراويز لوجوههم، لدرجة أن هذه البراويز تطغى على الحقائق، فبدلا من أن يضعوا صورهم داخل البرواز الوطني الكبير، فإنهم يضعون الوطن بأسره داخل بروايزهم الشخصية، فيصبحُ التاريخُ برمته لونا من ألوان صورهم الشخصية!
لذا فإنني كثيرا ما أُنهي تصفحي لتلك الكتب من صفحاتها الأولى، وأعتقلها في مخزن كتبي جُثثا محنطة!
غير أن كتابا أسرني، وجعلني أتصفحه حرفا حرفا، واعتقلني بين صفحاته ساعاتٍ، على الرغم من ضغط الحروف وحجم الصفحات الكبير!
هو كتاب تاريخ، وليس بتاريخ، وهو سيرة ذاتية، ولكنه لا يُصنَّف ضمن السيرة الذاتية ،وفق التصنيف الأدبي الأكاديمي، وهو أيضا كتابُ حزبي، ولكنه لم يضع الوطنَ كله في الحزب، بل وضع الحزب في تضاريس الوطن السياسية!
لقد أحسستُ بأن كاتب الكتاب يكتبُ سيرتي الشخصية، على الرغم من أنني لم أكن أنتمي إلى أي حزبٍ من الأحزاب، ولم أكن أعرف كاتبه معرفة شخصية، لأن كاتبه من جيل أساتذتي.
إنه كتاب [من فيض الذاكرة] للأخ عبد الرحمن عوض الله،وهو الكتاب الذي وضعَ له عنوانا فلسطينيا تراثيا ثانيا:
" فتح الخوابي الضائعة"
الكتاب مسطور بحروف ملونه ، مزيجٌ من السيرة الذاتية القصصية، ومزيج الأشعار العامية والفصيحة، وفيه أيضا وجباتُ دسمة من مراحل النضال الفلسطيني التي ظلت في (خوابي) الذاكرة لأنها تشكل خطرا على أعدائنا، فهي تبعث الحمية في نفوس الشباب، وتجعلهم يعتزون بتاريخ آبائهم النضالي، فهي تُخرج غزةّ من كونها منفىً صغيرا، وجسما إرهابيا، كما اعتاد الإعلام أن يسوقها ، إلى غزة المليئة بأريج النضال، وعبق الفكر والإصرار، فهي صغيرة المساحة الجغرافية، ولكنها كانت كبيرة بأفكار روادها، وحجم نضالها الكبير، كانت منتجة للأفكار والثقافات، وكان مدرسو مدارسها منتجو فكرٍ نضاليٍ، ليسوا موظفين، بل روادٌ وقادة فكر، وزعماء وطنيون أفذاذ، يقودون مسيرة المجتمع النضالية!
والكتاب يصف أيضا رحلة السجن والعذاب التي مارستها الأنظمةُ العربية في حق الوطنيين الفلسطينيين، لتثنيهم عن الثورة، أو تجعل ثوراتهم تمرُّ عبر القصبة الهوائية للأنظمة العربية يقول أبو حيدر:
" أربع سنوات من العذاب،من شهر إبريل 1959 إلى إبريل 1963 أربع سنوات من المرض والحرمان والجوع والموت البطيء، كل يوم من هذه الأيام يعادل سنة بكاملها، فالمناضلون مصلوبون على هيكل عروسة، تنهال على أجسادهم الكرابيج ليلا نهارا"
إنه كتابٌ مميزٌ لا لأنه يسرد الوقائع والأحداث ، ويحدد الأسماء الحقيقية، ولكن لأنه كتابٌ يعيد إلى مائدة شبابنا الفلسطينيين التاريخ النضالي لآبائهم وأجدادهم، ليدحض النظرية الإسرائيلية القائلة:
الآباء يموتون، والأبناء ينسون!
كما أن مؤلف الكتاب لم ينسَ أن يربط بين الأحزاب والتيارات العربية والعالمية، فهو ليس سردا لمواقف الحزب الشيوعي الفلسطيني، ولكنه يربط بين هذا الحزب ونظيره المصري والعربي،كما أنه لم يُغفل على الإطلاق دور بقية الأحزاب والتيارات الوطنية الفلسطينية!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاولو الفوضى في غزة
- زعران ومستوطنون وعصابات
- اقرأوا صرخة الحاخام
- قصة شفتي القاضي
- قصة أبو جريبان وغروسمان
- ما مصير الكيبوتسات؟
- تخلصوا من العرب أعضاء الكنيست
- الدولة الأسطورية إسرائيل
- نوما هنيئا أيها السلطان
- الضحية هي الثقافة في مصر
- أحفاد المخاتير والشعب المختار
- الفارابي في شارع 26 يوليو
- الى الهاكرز العرب
- من الغابات إلى الفيلات
- الماء أخطر من الكاتيوشا
- قراصنة جيش الدفاع يشلون مصارف غزة
- الاستبانات والاحصاءات لغة العصر
- واقع التعليم الأليم
- أحزاب وطنية لفش غل الرعية
- تقنيات اللجان في فلسطين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - من خوابي أبي حيدر