مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 17:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حدثني صديق عن موقع "مقالاتي" (http://www.maqalaty.com) وقال أنه موقع جديد مهتم بنشر مقالات أي كاتب يكتب وكل أصناف النصوص. فرحت، لأن هذه المواقع نادرة رغم ضخامة الشبكة العنكبوتية... خاصة باللغة العربية...
دخلت الموقع وإشتركت وكنت أتوقع أن أجد موقعا منفتحا على الآخر رغم إختلافه، لكن آمالي تكسرت على صخر الواقع، إذ وجدت أن هذا الموقع من أكثر المواقع إنغلاقا. والدليل أنهم لا يسمحون بنشر أي تعليق يتحدث عن الدين بعقلانية، ولو كان الموضوع فلسفيا بحتا. وفي نفس الوقت نجد أن المسؤولين عن الموقع يفتحون الأبواب على مصراعيها لكل من هب ودب لينشر مواضيع غير ذات قيمة عن الدين وخاصة الإسلام... (فهذا يمجد رسوله، وذاك يتحدث عن التسامح في الإسلام، وآخر يتحدث عن الحرية في الإسلام ضاحكا على ذقون الشعب...) فأي تعارض هذا، وأي موقع...
كيف يسمح أي إنسان يدعي أنه يدعم الحرية أن يمحو تعليق شخص آخر؟ إذا كان التعليق لا يحتوي على شتائم أو تحريض على العنف والقتل وإستباحة حياة الآخرين، فحتى إذا لم يعجبك التعليق، فمن واجبك، في نطاق إحترامك لحرية الآخر، أن تنشره وتتركه... وأنت بعد ذلك حر في أن توليه إهتمامك أو أن تتجاهله، فهذا يدخل في نطاق ممارسة حريتك أنت... فثوابت الناس ليست كلها متشابهة وما يراه إنسان ما مقدسا ولا يجب الحديث فيه إلا بما ورث من الكلام، أراه أنا موضوعا عاديا يثير الشك ويستدعي النقد مثل أي موضوع آخر. ثم أن طرق تناول أي موضوع تختلف من شخص إلى آخر بشكل كبير. فكيف يريدون إرساء حوار متمدن وهم يزرعون ويفرضون نمطا واحدا ووحيدا من التفكير؟ أليس الإختلاف هو الذي يثري الحوار ويحرك التفكير؟
أهذه هي الحرية؟ أن تتعدى على حرية غيرك بتعلة أنه ينوي الدوس على معتقداتك؟
----------------
مواضيعي الأخرى على المدونة: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟