تعليق15/9/2002
هدد النظام الحاكم على لسان وزير تجارته محمد مهدي صالح بأن تتلقى اسرائيل ضربة في العمق سوف لن تنساها على حد قوله, اذا ما اقدمت على المساهمة في الحرب التي تنوي الولايات المتحدة الامريكية شنها على العراق!
واول ما يثيره هذا التهديد هو التساؤل: هل ان الوزير الصدامي جاد في ما يقول? ام ان تهديده مجرد بالون دعائي اجوف?
في العام 1991 وخلال ام معارك الدكتاتور, دفعته حالة الاحباط واليأس الى اطلاق بعض من صواريخه الاعلامية على اسرائيل, بامل ان يتمكن بذلك من خلط الاوراق, ودفع الشارع العربي الى الضغط باتجاه وقف الحرب, التي بدا واضحا انها يمكن ان تؤدي الى تقويض نظامه.
الا ان تلك الصواريخ, وبدل ان تؤجج مشاعر الشارع العربي, اججت الشارع الغربي في اتجاه معاكس لما اراده الطاغية, حيث غطى التباكي الاعلامي الاسرائيلي من الصواريخ التي لم تلحق باسرائيل اذى بمقدار عشرة معشار ما كان صدام يهدد به, غطى على مأساة شعبنا وهو بين الحياة والموت تحت رحمة مئات الالوف من اطنان الحمم الجهنمية.
وعدا الاضرار الفادحة التي الحقتها تلك الصواريخ بالقضية الفلسطنية, والمغانم الكبيرة التي انهالت على اسرائيل من كل صوب, اضافة الى التعاطف والاشادة ب-؛ضبط النفس« من جانبها, عدا ذلك واضافة اليه توجب على النظام نفسه ان يدفع لاسرائيل تعويضات (من اموال الشعب العراقي) عما لحق بها جراء قصفه الدعائي!
فهل نسى وزير التجارة الصدامي كل ذلك, وهو يطلق ما يش ل بالونا دعائيا ?
على ان الاهم والاخطر في تصريحات الوزير هو ما يكشفه السؤال التالي: باي سلاح يريد حكام بغداد ضرب اسرائىل وتلقيها درسا لن تنساه?
فالازمة التي تبلغ ذروتها اليوم, وتشغل العالم كله, تكمن في ما اذا كان النظام يحتفظ حتى الان بأسلحة محرمة, ام لا ! وهل كف عن سعيه لامتلاكها, والتخلص من برامجها! ومن بين هذه الاسلحة المحرمة صواريخ او قذائف يتجاوز مداها 051 كيلو مترا .
واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان اقرب نقطة عراقية حدودية تبعد عن حدود اسرائيل, وليس العمق الاسرائيلي, اكثر من 004 كيلو متر, فان تهديد محمد مهدي صالح يعني من بين ما يعني, اعترافا صريحا بأن لدى نظامه صواريخ يبلغ مداها أضعاف اقصى مدى للصورايخ المسموح له بامتلاكها. ما يعني بالتالي اعترافا صريحا بأن النظام ما زال يمتلك اسلحة محرم عليه امتلاكها في ضوء قرارات مجلس الامن الدولي, وما يسمح للولايات المتحدة الامريكية ان تبرر ادعاءاتها في هذا الشأن.
لا يمكن لاحد ان يتصور ان ما يعنيه محمد مهدي صالح هو ضرب اسرائيل بطائرات وليس بصواريخ. فالنظام الذي يوعز في زمن السلم بعدم تزويد ما لديه من طائرات بالوقود خوفا من فرار الطيارين بها الى دول مجاورة, ليس واردا ان يزودها في زمن الحرب بوقود يكفي لاجتياز الحدود. ثم هل لدى النظام طائرات تستطيع الدخول الى اسرائيل, وقد دمر نصف اسطوله على الارض في ام معاركه, وفر ربعه الى ايران ولم يعد, فيما ظل الربع الباقي طوال اثنتي عشرة سنة بلا قطع غيار وصيانة?
هناك مثل يقول : العاقل يمسك من لسانه.
فمن اين يا ترى يمسك هؤلاء الحمقى الادعياء, المتسلطين على شعبنا ووطننا?