|
7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية في السجون الصدامية؟؟؟؟؟؟؟
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:07
المحور:
حقوق الانسان
في الطريق الى سجن (آلوكا)--- في كل السجون والمواقف يكون حلم الجميع واحداوهو أن لا يكون الإعدام نهايته . مرة واحدة راودتني فكرة الحلم بالحرية ،لكنني لم أنتبه على نفسي إلا وأنا أصل الى السجن الآخر . قالوا لي سنرسلك الى بغداد حيث يتولون التحقيق معك . لكنهم أخذوني الى سجن آلوكا ومن بعدها الى سجن الغزلاني في الموصل قبل أن يأخذوني الى الجحيم ... الى مديرية أمن بغداد ... لم يفتح الباب الكبير ، باب القلعة ، بل إن باب أصغر منه ، فيه ، هو الذي فتح .ثم دفعت باتجاه الممرالى غرفة وشرطة وبضعة أسئلة رسمية ثم اقتياد الى نهاية الممر حيث فتح باب آخر فصرت في باحة السجن . دائما كان الانتقال من باب الى آخر . من مجهول الى آخر .منذ القاء القبض علي وأنا أشعر برعب من فتح الأبواب أو إغلاقها . وعندما أكون في الزنزانة ويفتح الباب أتوقع أسوأ الأشياء . إنهم يأخذوني عادة الى باب آخر يفتح فأجد أنني قد صرت في غرفة تعذيب وكنت أجفل عندما أنظر الى الوراء , الى الباب الجديد الذي أغلق علي . في تجربتي كانت الأبواب أحد أشكال التعذيب . إنك لاتعرف ما ينتظرك عندما يفتح أحدهم الباب , لست في بيتك ولا عند أصدقائك . أنت في سجن . عندهم ولكل باب مفتاح ملكل مفتاح شرطي ولكل شرطي مهمة ولكل مهمة آثار في جسدي وروحي الأبواب كانت دائما تؤدي الى الجحيم . هذه هي المرة الاولى التي اشعر بها بالامان.كانوا يمسكون جسدي فاشعر بالالم وكانوا يتحدثون معي فاشعر بالاهانة .لم يكن جسدي بالنسبة لهم الا ميدانا للتعذيب ،ولم تكن روحي الا شيئا واجب التحطيم .اما الآن ،فهذه هي المرة الاولى التي يقترب فيها انسان مني ويمسك بجراحي لمداواتها ويمعن النظر في لمنحي الشعور بالأمان .----- أشعلت السيدة الكردية نارا . ووضعت قدرا ملأته بالماء عن النار ، وهيأت مكانا بالغرفة للطشت وظلت تتحدث . وفي ذلك الأمان تمنيت لو تأتي هذه الأم الكردية وتأخذ رأسي وتضعه في حضنها وتقول لي : ابك ... ثم نامي فأنا أمك . لم يحصل هذا إلا بعد فترة طويلة وفي سجن الموصل . أما الآن فإن الرغبة في البكاء والنوم بل الإنهيار كانت حارقة عندي لكن السيدة الكردية كانت تتحدث وتتحرك وشعرت أن من الخطأ ، وقلة الوفاء أن أنام أو أغمض عيني عن فيض الحنان الإنساني .أغلقت الباب وسدت منافذ الهواء بالخرق ووضعت لي الماء فاغتسلت .عادت الأم الكردية فجففت لي شعري . أجل .. -- كنت محتاجة للمسة على الرأس من يد أمي . هذا ما كنت أريده أعطتني بعض الملابس وعهدت بملابسي لمرأة أخرى كي تغسلها ثم سمحت للأطفال بالدخول = هل أخبرتكم عن وجود أطفال في السجن ؟ =تحدث معي طفل في الحادية عشرة من عمره باللغة الكردية . وعندما بدا له أنني لاأفهم حديثه ضحك بصوت عال وخاطب أمه بالكردية فردت عليه بعناد . قال لي باللغة العربية : قلت لها أنك لم تفهمي كلامها فقالت لا : إنها تفهم . هل فهمت ؟ قلت له : لا أعرف اللغة الكردية ولكنها كانت تتحدث بأشياء لطيفة أليس كذلك , ترجم ماقلت الى أمه ضاحكا فأشارت بيديها لهم أن يخرجوا لكنني طلبت منه البقاء للترجمة . ربما كان ذلك اليوم . بل تلك اللحظات ، هي الأجمل في حياتي . جاء دور شاي وقطعة الخبز والبيضة المسلوقة التي أخرجتها الأم الكردية من بين أغراض كثيرة --- قصص عديدة سمعتها من النساء والأطفال السجناء في هذه القلعة . كان هذا السجن للحجز والتسفير في نفس الوقت .حجز العوائل الكردية لحين القاء القبض على أبنائها أو قيامهم بتسليم أنفسهم . وحجز العوائل العربية بانتظار تسفيرها لاستكمال التحقيق في سجون أخرى . وبفرح عرفت اسم الأم الكردية .كان اسمها ((جوري)) وبالنسبة لي كانت جوري فعلا تأملت كثيرا في اسمها عندما أخبرني ابنها بذلك ، تذكرت الورد الجوري وأيام الطفولة وأيام الربيع القصيرة . وعرفت قصتها قالت لي : -- نحن هنا من أجل أولادنا ... أحنا =بشمركة= وهذا وضع طبيعي لنا . أما أنتم ... فمظلومين . شرحت لها أن النظام لايفرق في السجون بين العرب والأكراد فردت : أعرف أعرف ... ولكن هذه الحياة صعبة عليكم . كان لها ابن يدرس الطب في الاتحاد السوفيتي ، وعندما تخرج دخل العراق متسللا وفي ركن من البيت خبأشهادته وقال لاخته : ستأخذيني غدا الى الأنصار سألتحق بهم وبأخي . قالت لي جوري : لم أستطع منعه . بل إنني لم أقل له أن لا يذهب فلا فائدة من ذلك ، والحكومة في كل يوم تقتلنا . هم رجال وبإمكانهم حمل السلاح والصعود الى الجبل للدفاع عن أنفسهم . ذهب مع أخته وبعد أابيع جاء رجال الأمن وطالبوا بهما . قالوا للأخت الضغيرة : اذهبي وقولي لهما : إن لم يعودا معك خلال ثلاثة أيام فسنعتقل أهلك جميعا أوصيناها أن تبقى مع أخويها وأن لاتعود فقد صارت كبيرة أوضحت لي جوري ما أعرفه :حتى لو عادوا معها فإنهم سيعدمون أو يحولونهم الى جواسيس عندهم . بعد ثلاثة أيام جاء الأمن . وطلبنا إمهالنا وقتا آخر فالطريق بعيد والبنت صغيرة ولا تعرف أين تسأل عنهم . وبعد أسبوع جاؤوا وضربونا ثم اقتادونا جميعا الى السجن تسعة شهور حتى الآن ولم يكونوا ينتظرون شيئا ، فهم يعرفون أن سراحهم لن يطلق ما لم يقتل الأبناء أو يسلموا أنفسهم ، ولهذا كانوا يعتزون بسجنهم رغم غضبهم وحقدهم على النظام . إن بقاءهم في السجن يعني أن ابناءهم مازالوا رجالا ... أحياء . قال لي أحد الأطفال مطمئنا : لا تخافين خالة ... أنت مو إعدام .. كانت في السجن عائلة من الناصرية ، وعائلة من كربلاء وأخرى من البصرة وكان لديهم الكثير من الأطفال الرضع والصغار .ذات يوم مرت من فوقنا طائرة ، كانت بعيدة فنظرت إليها وتأملت : - هل يعرف ركاب الطائرة بهذه الجريمة ؟ . أعرف أن الؤال كان باهتا وعديم المعنى ، لكنني بقيت أطرحه على نفسي وأتمنى لو أنهم رؤونا ولو أنهم عرفوا أن مجموعة كبيرة من النساء والأطفال اقتلعوا من بيوتهم ، زألقي بهم هنا لا لجريمة ارتكبوها أو لمخالفة قاموا بها ، بل لأن أبناءهم دافعوا عن حياتهم وكرامتهم ، أو لأن الأبناء هربوا من الظلم .... لا أحد هنا يعرف مصيره ولا أحد هناك يعرف بمصيرنا وبما ينتتظرنا . أية وحشية وأية مأساة ؟ . نستيقظ في الليل ، دائما على بكاء طفل أو صرخة امرأة كالمذبوحة ... حشرجة أو أنيين ، وعندما يبدأ البكاء ويأتينا الصوت من الغرف والزنازين الأخرى نعرف أن من تعرضت لكابوس حبل المشنقة أو آلام التعذيب قد وجدت من يهدئ روعها ويشاركها البكاء ويقول لها إنها مازالت حية وأن مارأته كان كابوسا . - مالفرق بين الكابوس وحياة السجن . أيهما الكابوس وأيهما الحقيقة ؟ ولو أتيح لهؤلاء النسوة وآولئك الأطفال أن يختاروا بين الحياة التي هم فيها وبين الكوابيس التي تزورهم في الليل فهل سيكون خيارهم سهلا للحديث بقايا؟
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو
...
-
استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك
...
-
استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك
...
-
استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل
...
-
استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن
...
-
جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا
...
-
استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن
...
-
قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
-
جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت
...
-
شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
-
: انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
-
الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
-
عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
-
----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
-
تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
-
التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي
...
-
الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2
-
الالحاد الحديث------1
-
مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
-
الكرامة الانسانية -------المنتهكة
المزيد.....
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر
...
-
خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين
...
-
عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض
...
-
-رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي
...
-
مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
...
-
مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
-
الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه
...
-
رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
-
الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
-
اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|