|
لا لقضم الديمقراطية ولا لحرمان الناس من ممارستها
سامي بهنام المالح
الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
باصراره الشجاع على ممارسة حقه في الانتخاب و تحديه للارهاب، اكد الشعب العراقي انه يرفض سلب ارادته و قبول السيطرة على مقدراته من قبل عصابات دموية منفلتة او قوى غارقة في التخلف، و اعلن انه يختار الديمقراطية.
و لقد اندفع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مفعمين بالامل و الايمان، و بكل طاقاتهم للمساهمة لانجاح تجربة الانتخابات التاريخية ، و تدشين مرحلة جديدة واعدة في تاريخ عراقنا الحبيب. فكانت جماهير شعبنا بانتظار البهجة و نشوة ممارسة حقهم المسلوب لسنين طويلة و الاشتراك مع ابناء العراق كافة في اقامة عرس الديمقراطية التاريخي.
غير انه و في صبيحة ذلك اليوم التاريخي، يوم الانتخابات 30/01/2005 ، وفي وسط تلك الفرحة العارمة و ذلك التوترالانساني، و في منطقة هادئة و اكثر امان من مناطق اخرى ساخنة، و اخرى معروفة كحاضنة للعنف و التعصب و التطرف، تفاجأ ابناء شعبنا و اخوتهم من اليزيديين و الشبك في سهل نينوى، بعدم وصول المستلزمات اللازمة و الضرورية لمشاركتهم في ممارسة حقهم المشروع الديمقراطي، و الانخراط في مراسيم العرس القائم.
و من الطبيعي تفهم ردة فعل الجماهيرالغاضبة. فهل يمكن استيعاب مثل هكذا اجحاف و قبول هكذا حرمان؟
فهبت الناس و بدأت فورا بالتحرك و الاتصال و المطالبة بكل ما توفر لديها من الوسائل و قبل فوات الاوان، و بدأت كذلك الاحزاب و ممثلي القوائم الانتخابية من ابناء شعبنا و المسؤولين الادارين في الحمدانية و كرملس و برطلة و غيرها بالتحرك و توجيه النداء تلو النداء مطالبة المعنين، وفي مقدمتهم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات و السلطات المسؤولة في نينوى و بغداد، بتدارك الامر و معالجة الموضوع بالشكل و الوقت المناسب.
الا انه و مع شديد الاسف، لم ترتقي تلك الجهات المسؤولة الى مستوى مسؤوليتها القانونية و الاخلاقية، ولم تستجب للنداءات المتكررة، و لم تعر اية اهمية لخيبة الناس و غليانها و صيحاتها الانسانية المدوية. و يبدو، انها لم ترد ان تدرك معنى حرمان قطاعات من الجماهير من ممارسة حقها الطبيعي القانوني، و مغزى ذلك في اول ممارسة للديمقراطية اريد لها ان تكون شفافة و نزيهة. و يبدو ايضا، انهم لايريدون اقرار خطورة حرمان جماهير شعبنا بالذات، ذات الخصوصية الدينية و القومية، على الوحدة الوطنية و على الديمقراطية نفسها، و من ثم على عملية كتابة الدستور الذي من المفروض ان يضمن الحقوق الكاملة لجميع ابناء العراق دون اي تميز في الجنس او الدين او القومية. نعم كان بالامكان تدارك الامر و معالجته، و كان هناك متسع من الوقت لتجنب و منع تلطيخ الديمقراطية الوليدة، و الاستجابة المسؤولة لشجاعة و اخلاص الجماهير التي خرجت و عملت لتساهم في الدفاع عن الديمقراطية و تعزيزها.
اننا في الوقت الذي نحي فيه جماهير سهل نينوى و نكبر فيهم روح التحدي و النضال من اجل حقوقهم العادلة، و نحي ابناء شعبنا و قواه السياسية و مؤسساته الاجتماعية و الثقافية و الدينية في كل مكان، التي هبت للاحتجاج و الاستنكار و الوقوف تضامنا مع اهلهم لرفض الظلم و التميز المشين، نعلن باننا سنستمر في توسيع رقعة الاحتجاج و الاستنكار و تمتين قوة التضامن بكل الاشكال و الاساليب و على كل المستويات، لحين معالجة الغبن الواقع على جماهيرنا و الاستجابة لمطاليبهم العادلة، و كذلك الكشف عن كل من يتحمل مسؤولية ما جرى و محاسبتهم قانونيا و علنا، و عدم قبول الاكاذيب و المبررات و الذرائع. نحن نعلن باننا لن نقبل ابدا بقضم الديمقراطية و تجزئتها و حرمان ابناء شعبنا من التمتع بها مهما كانت الدواعي و المقاصد و النوايا. و بهذه المناسبة نقدر عاليا و نحي باعتزاز المؤسسات و المنظمات و الافراد من اشقائنا العرب والاكراد و التركمان و الصابئة، ومن ابناء الشعوب الاخرى في ارجاء العالم، الذين رفعوا صوتهم احتجاجا و استنكارا و دفاعا عن الديمقراطية و العدالة. انه زمن الديمقراطية، زمن نعلن فيه نحن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، فخرنا و اعتزازنا بوقوفنا الثابت مطالبين بالديمقراطية و مدافعين عن مبادئها و قيمها، و اصرارنا في العمل لبناء وطننا الحبيب يدا بيد مع كل ابناء العراق المخلصين، و تطلعنا لانهاء كل اشكال الظلم و التميز و الحرمان، و العيش المشترك الامن على ارض ابائنا و اجدادنا.
و لابد لنا ان نؤكد هنا و بصوت عال، بان السلطات العراقية و جميع القوى السياسية الوطنية و الديمقراطية، و خاصة تلك التي حصلت على النسبة الاكبر من اصوات الناخبين، مطالبة باتخاذ الموقف الواضح و الصائب، و ان تتحمل مسؤولياتها الوطنية و الديمقراطية و الاخلاقية، في ضمان حقوق شعبنا و عدم القبول بتهميشه و سلب ارادته و هضم حقوقه الانتخابية، و باسم الديمقراطية. فدروس التاريخ الثمينة علمتنا، بان القوى و التكتلات و السلطات التي لا تضمن مصالح الجميع، و خاصة الاخرين ممن لهم خصوصياتهم الدينية و القومية، و لا تدافع عنها بمسؤولية، سوف لن تدافع عن حقوق جماهيرها و ابناء شعبها، و انها سرعان ما تتنكر للقيم الديمقراطية و الوطنية و تتحول الى دكتاتوريات بغيضة.
سامي بهنام المالح عن سكرتارية لجنة تنسيق الفعاليات الكلدانية السريانية الاشورية في السويد
#سامي_بهنام_المالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تضامنا مع جماهير سهل نينوى
-
تمنيات للعام الجديد
-
الدفاع عن المسيحيين، دفاع عن مستقبل العراق
-
الى ذكرى الشهيد عبدالمطلب كمال العزاوي ـ ابو سعيد
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|